علق قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح محمد دحلان على ذكرى رحيل الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد".
وأكد دحلان عبر صفحته الشخصية على "فيسوك" صباح اليوم الثلاثاء، على أن ذكرى الاستشهاد البطولي للقائد المعلم أبو جهاد وهو يواجه فرقة الإعدام الإسرائيلية بمسدسه الشخصي يجدد في وجداننا الوطني نبل تضحيات قادتنا العظام وعمق إيمانهم بقضية شعبنا العادلة والغير القابلة للتنازل والتصرف.
وقال دحلان، إنّه قبل لحظات من اقتحام منزل الشهيد "أبو جهاد"، في ضواحي تونس العاصمة كان الشهيد الرمز يكتب بخط يده رسالة تعبوية لقيادة الانتفاضة الأولى، وشاءت الأقدار أن يصبح نموذج استشهاده بمثابة رسالته الأخيرة والصاخبة لكل من حمل ويحمل على جبينه شرف الانتماء لحركة فتح ولفلسطين الحبيبة .
وبيّن دحلان، أنّ أبو جهاد كان فدائياً صلباً، طيب القلب، حلو المعشر، وكان رحمه الله ثورياً حالماً سكنته فلسطين، كل فلسطين من شمالها الى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، ورغم كل ذلك العشق العارم لفلسطين كان أبو جهاد يدرك ببصيرة القائد المقاتل معنى وقيمة أن يكون لنا دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الحبيبة، فصلابته لم تصرف بصره وبصيرته عن الواقعية، كما أن لينه السياسي لم يضعف قدرته على التضحية بآخر قطرة من دمه، فاستحقت فلسطين استشهاده.
وأضاف دحلان: "استحق أبو جهاد أن يكون أميراً لشهداء فلسطين، ويقيناً ما كان ليرضى بما نراه ونشهده من انهيار بعض النفوس الضعيفة والمهزوزة وطنياً وهي تكاد ترفع الرايات البيضاء أمام عدو لا يحترم الضعفاء ولا يرحم المتواطئين مهما كانت درجة انحدارهم وانحطاطهم .
تابع دحلان: "في هذه الذكرى المجيدة علينا أن نجدد العهد بالعزم والعزيمة متمسكين بأهدافنا الوطنية العادلة وقيمنا الثورية الناصعة، فلن نقبل بأقل مما أقره شعبنا عبر أغلبيته الساحقة، فلا سلام دون دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها قدسنا المقدسة بلا أي نقصان شاء من شاء، وأبى من أبى، ولا مكان لمستوطنة أو مستوطن مستعمر على أراضينا الطاهرة ، ولا قدس لنا خارج حدود قدسنا التي تعرفنا ونعرفها، ولا يستطيع كائناً من كان أن يفرط أو يبيع حقوق لاجئي شعبنا وخاصة حقهم المقدس في العودة .
وأردف: "لقد دعونا الجميع مراراً وتكراراً لتصليب الجبهة الداخلية الفلسطينية بالطرق والوسائل الديموقراطية وإعادة بناء مؤسساتنا الوطنية وخير بوابة لذلك ينحصر في إنهاء الانقسام الوطني بكل مظاهره، وللأسف الشديد يمعن البعض في غييه ويواصل تعميقه".
ونوّه، إلى أنّه بدلاً من تشكيل حكومة فلسطينية وطنية جامعة، موحدة تعبر عن تطلعات شعبنا، حكومة تحظى بدعم القوى والفصائل الرئيسية، حكومة توفر مستلزمات ومقومات مواجهة المخططات الشرسة التي يعدها ويمررها أعداء شعبنا وقضيتنا، خرجوا علينا بحكومة تقسيم المقسم، حكومة تتوعد الناس بمستقبل أكثر حلكة وظلاماً، حكومة بلا برنامج وطني لمواجهة الواقع المرير، حكومة أجندتها الوحيدة توسيع رقعة التسول الخارجي وإثقال كاهل الشعب بمديونيات خرافية سيدفع ثمنها شعبنا جيلاً بعد جيل، ولكل تلك الأسباب أعلنا ونعلن مجدداً بلا أي تردد بأن الحكومة الحالية فاقدة للشرعية القانونية والغطاء الوطني، فلا هي حكومة فلسطين، ولا هي حكومة فتح، بل هي حكومة شخص ولشخص واحد .
وأستدرك دحلان بالقول، إنّ شراسة الواقع الحالي ستشتد في الأسابيع القادمة، ومع تشكيل نتنياهو للحكومة الإسرائيلية الجديدة و المدعومة بمخططات ودعم أمريكي لا محدود، وسنكون بمواجهة استحقاقات وطنية جوهرية، وللأسف الشديد تعجز الحالة الفلسطينية الراهنة وحكومتها الضعيفة عن مواجهتها.
وأضاف، أنّه لا خيار لنا إلا بالعودة لشعبنا والاحتكام إليه، بدلاً من محاولات تزييف الحقائق عبر سلسلة أكاذيب وبطولات وهمية، ويكذب من يقول لكم بأن المعركة تعتمد على موقف شخص واحد في المقاطعة، ويكذب أكثر من يقول لكم بأن ذلك الشخص صلب وجاهز لمواجهة عدو مهد هو له الطريق ليتمادى الى هذا الحد الوقح .
وأشار، إلى أنّ معركتنا شرسة لكنها ليست يائسة، وسنستعيد كامل حقوقنا الوطنية، وإلا لن يكون هناك سلام أبدا، وتلك كانت قيم ومثل قادتنا الشهداء وسوف لن نحيد عن دربهم مهما غلت التضحيات، لأن طريقهم كان وسيبقى طريق الحق والعزة والشرف الوطني.
وختم دحلان قوله: "على هذا الطريق استشهد أبو جهاد، وسيبقى دمه أمانة بأعناقنا".