ألقى مستشار الرئيس للعلاقات الخارجية والدولية نبيل شعث كلمة على هامش أعمال الدورة الـ"46" لمؤتمر العمل العربي المنعقدة في العاصمة المصرية القاهرة، برعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي
وقال شعث: "نأمل من الأشقاء العرب الوقوف صفا واحدا لمواجهة صفقة العار، وبوجه المشروع الإسرائيلي العنصري الاستيطاني الذي يهدد مشروعنا الوطني بكامله" .
وأضاف شعث: "إنّنا نريد وقفة رسمية عربية في وجه الدول التي تنقل سفاراتها الى القدس وتعترف بها كعاصمة لإسرائيل، وتلك التي توافق على الاستيطان لبلادنا وتعترف بضم أجزاء من فلسطين أو من أي بلد عربي لصالح إسرائيل".
ونقل تحيات الرئيس محمود عباس للمشاركين، شاكراً مصر شعبا وحكومة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي لاستضافة مؤتمر منظمة العمل العربية ولإتاحة هذه الفرصة لمناقشة قضية العرب الأولى، القضية الفلسطينية"
ودعا شعث إلى ضرورة توفير شبكة أمان مالي واقتصادي لدولة فلسطين، في ظل الظروف الصعبة، خاصة بعد اقتطاع اسرائيل جزء من أموال المقاصة، ودعم الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وقبول فلسطين عضواً كامل العضوية في الأمم المتحدة تأكيداً لحقنا في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أرضنا.
وأشار شعث، إلى أن هناك "130" ألف عامل فلسطيني يعملون في إسرائيل في ظروف صعبة، واجراءات تفتيش مذلة ودون توفر ضمانات للسلامة، وسقط العام الماضي منهم "40" شهيداً، لغياب أي إجراءات للأمان والسلامة .
وأكد على أن إسرائيل تسرق من العمال الفلسطينيين أجورهم بملايين الدولارات لتأمينات اجتماعية لا يحصلوا منها على شيء، مطالبا بضرورة دعم وحماية العمال، والتدخل لمنظمة العمل الدولية للضغط على إسرائيل لاسترجاع حقوق عمالنا المالية ولحمايتهم من التفتيش والإذلال ومن استغلال سماسرة العمل في إسرائيل، ولتوفير الامن الصناعي لحماية أرواحهم .
وطالب شعت بضرورة تقديم الدعم لصندوق التشغيل لاستبدال العمل في إسرائيل بفرص عمل لعمالنا في الضفة الغربية، والقدس، وقطاع غزة، وضرورة تقديم الدعم للتدريب المهني لعمالنا لاكتساب المهارات وتعلم التقنيات الحديثة، مؤكداً أن كل مساهمة من الأشقاء العرب تدعم صمود شعبنا وتحمي القدس الشريف.
وقال شعث: "لا نطالبكم دون أن نلتزم بما علينا، فنحن ندرك أن المسؤولية الرئيسية تقع على أكتافنا، ونحن سدنة الأقصى وكنيسة القيامة وأمامنا برنامج كبير لتحقيق آمالنا واستعادة حقوقنا، ونعدكم أن نستمر في بذل كل الجهود لتحقيق وحدة بلادنا ولاستعادة الحكومة الوحدة في غزة والضفة، مستعينين بجهود أشقائنا في مصر، ومواصلة العمل لتحقيق الوحدة الوطنية الشعبية الشاملة، وسنعيد بناء ما دمره الاحتلال في غزة، واستعادة ديمقراطيتنا الانتخابية كطريق لتحقيق الوحدة والاستمرار في الصمود وفِي تصعيد المقاومة الشعبية في وجه الاحتلال، وإتاحة الفرص لمشاركة النساء والشباب في معركة البناء والاستقلال" .
وشدد على ضرورة استمرار العمل السياسي الدولي في مواجهة إسرائيل، وتحقيق المقاطعة الكاملة لبضائعها وخدماتها في كل مكان، وضرورة الاستمرار في تطوير اقتصادنا لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق استقلاله عن الاقتصاد الاسرائيلي، والاستمرار في النضال من اجل حقوق عمالنا في اسرائيل وحمايتهم وبناء القدرة على استيعابهم في الاقتصاد الوطني، وضرورة توفير فرص عمل لهم في فلسطين.
وأضاف شعث، "الرئيس محمود عباس طرح المشروع الفلسطيني لعملية السلام في الشرق الأوسط وهو مشروع يستند الى القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة ترعاه الأطراف الرئيسية في عالمنا ويعتمد نظرية حل الدولتين، وينتج دولة فلسطين حرة على حدود 4 حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية على الحدود ذاتها والالتزام بالحل الاممي لقضية اللاجئين بما يضمن حق العودة والتعويض، ويلغي التمييز العنصري والاحتلال والاستيطان على أرض فلسطين وذلك هو المشروع الذي يؤدي الى السلام الدائم والشامل" .
وقال: "إننا شعب صغير يواجه مؤامرة دولية أنتجت وعد بلفور واحتلال بلادنا وصفقة القرن ولذلك فإن التغيير في موازيين القوى العالمية ونمو القوى العربية ومعسكر الأصدقاء له دور كبير في رؤيتنا للمستقبل وفِي خططنا لتحرير بلادنا، ونتطلع لوطن عربي أكثر وحدة واستقلال وانسجاما".
وأكد شعث، على أن شعبنا وقيادته ومن ورائه ملايين العرب والمسلمين وأحرار العالم، يقفون في وجه صفقة العار التي تريد أن تنتزع القدس من قلوبنا وعقولنا وواقعنا، ونحن صامدون في القدس وهي ولا شك صامدة في عقولكم وقلوبكم جميعا.
وتابع: "يريدون من تلك الصفقة إنهاء حق اللاجئين الفلسطينيين الذين شردتهم الهجمة الإسرائيلية والأميركية في العودة الى بلادهم، ويريدون ابتلاع الضفة الغربية، كما جرى من نقل السفارة الاميركية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل وللشعب اليهودي في العالم، وإعلان ترمب تأييده لقانون الجنسية اليهودي الاسرائيلي الذي يعلن أرض فلسطين بكاملها هي ارض اسرائيلية، مع استمرار فرض الحصار على غزة الصامدة وتدميرها، حيث اصبح شعبنا بعد "70" عام تعداده ستة ونصف مليون فلسطيني على أرض الوطن، وستة ملايين خارجه، وأصبح عدد الفلسطينيين في الشتات يعادل عدد اليهود خارج فلسطين المحتلة".
وقال شعث: "إنّ اسرائيل تستغل الدعم اللامحدود من أميركا، وتواصل هجمتها المسعورة على الاقصى، ونهب القدس، وزيادة الاستيطان بالضفة الغربية وسرقة أراضيها والاعتداء المستمر على غزّة وفصلها عن الضفة، والتمييز العنصري ضد أبناء شعبنا داخل أراضي الـ"48"، مشيراً إلى أن ترمب ما زال يؤجل الإعلان عن "صفقة العار" في ظل مطالبة إسرائيل بشروط جديدة لصالحها.
وقال، إنّ ما تخطط له أميركا من صفقة القرن هو تصفية للقضية الفلسطينية لحساب إسرائيل مقابل حكم ذاتي محدود في غزة وحدها، لكن شعبنا لن يبيع أرضه وقدسه وحقوقه ولن يبيع الاقصى والقيامة بأموال أميركا، ولن يسمح بذلك أحرار العرب والعالم أبداً فنحن لا نرفض صفقة العار وحدها وإنما نرفض الدور الاميركي الاحادي في الهيمنة على عملية السلام في الشرق الأوسط .
وعبر شعث في ختام كلمته، عن الاتجاه نحو إطار متعدد الأطراف في أي عملية سلام مستقبلية بحيث يمكن الإفلات من الاحتكار الاميركي وموقفه المنحاز لإسرائيل، باعتباره وسيطاً يفتقد النزاهة والأمانة والعدالة .