اصدر المكتب الوطني للدفاع الأرض ومقاومة الاستيطان في منظمة التحرير، اليوم السبت، تقريره الأسبوعي حول التوسعة الاستيطانية.
وقال المكتب في تقريره الذي وصل "خبر" نسخة عنه، إن "الأعياد اليهودية في الفترة الأخيرة تحولت إلى مناسبة إضافية لتوسيع الاستيطان الإسرائيلي، والاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم وتراثهم الحضاري، وكذلك زيادة معاناتهم".
وأكد على أن الانحياز الأمريكي الأعمى للسياسة الاستيطانية التوسعية لـ "إسرائيل" يترك آثاره في كل مكان وعلى أكثر من صعيد وفي مختلف المناسبات، خاصة بعد أن أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب اعترافها بالسيادة الاسرائيلية على الجولان السوري المحتل.
واعتبر أن ذلك يأني استنادًا إلى درس من دروس تزوير التاريخ والتراث الحضاري للمنطقة، وفي مخالفة فظة وصريحة للقانون الدولي والشرعية الدولية.
وأضاف: "ما أن حل عيد الفصح العبري حتى وجد الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه فرصة ينتهزونها لفرض أمر واقع جديد، عبر السيطرة على المزيد من الأرض الفلسطينية، ومحاولة تهويد عديد الأماكن الأثرية والدينية التي تقع في قلب المدن والقرى الفلسطينية".
وأشار إلى أن العديد من المدن والبلدات والقرى شهدت اقتحامات من قبل المستوطنين بحجة زيارة أماكن دينية حسب روايتهم المزعومة.
وأردف: إن "جنود الاحتلال استغلوا المناسبات الدينية لإغلاق الطرق لتأمين الحماية لعشرات المستوطنين من المستوطنات الجاثمة على أراضي المواطنين شرق يطا جنوب الخليل، بالإضافة إلى اقتحام المستوطنين بلدة السموع جنوب الخليل لإقامة صلوات تلمودية".
وبحسب التقرير، فإن أعضاء الكنيست الإسرائيلي الجدد تسابقوا في استغلال هذه الأعياد لتأكيد رؤيتهم لدور الكنيست في تشجيع الاستيطان وفرض السيادة على الضفة الغربية استنادًا لنبش القبور وإضفاء حالة من الأساطير عليها.
وضمن سياسة العقاب الجماعي التي تنفذها سلطات الاحتلال، يستمر هدم منازل الفلسطينيين في الضفة الغربية بشكل عام والقدس بشكل خاص، وكان آخر هذه العمليات المنافية للقانون الدولي هدم منزل الشهيد عمر أبو ليلى في قرية الزاوية بمحافظة سلفيت.
وأوضح المكتب الوطني أن ذرائع سلطات الاحتلال تتنوع في تبرير مصادرة أراضي الفلسطينيين، حيث أصدر جيش الاحتلال قرارًا عسكريًا يحمل الرقم 19/1/هـ وموقع من رئيس ما يسمى بـ "الإدارة المدنية" بشأن استملاك وحق التصرف فيما مساحته 401 دونم، وذلك لشق طريق التفافي أسماه الأمر العسكري (شارع التفافي العروب).
وفي الانتهاكات الاسبوعية التي وثقها المكتب الوطني للدفاع عن الارض فقد كانت على النحو التالي:
القدس: قاد وزير الزراعة في حكومة الاحتلال أوري ارئيل اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك، في ثالث أيام "عيد الفصح اليهودي". حيث استباح المستوطنون باحات المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية، عبر باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال التي رافقت المجموعات خلال سيرها بساحات الأقصى بدءا من ساحة باب المغاربة مرورا بساحة المسجد القبلي والمراوني وباب الرحمة وصولًا إلى منطقة باب القطانين، حيث خرجوا من باب السلسلة.
فيما حاول مستوطنون من نشطاء الهيكل، تقديم قربان من الجدي بمناسبة عيد الفصح العبري، على عتبات المسجد الأقصى، وتحديداً عند أسوار الحرم القدسي في البلدة القديمة في القدس المحتلة. فيما منع الوزير جلعاد أردان إقامة دوري كرة قدم للأشبال على ملعب بيت صفافا الواقعة على الطريق ما بين بيت لحم والقدس، بحجة أن هذا الدوري يقام بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني.
واقتحم 250 مستوطنًا، موقعًا أثريًا في قرية الجيب الأثرية، وأدوا طقوسا في المكان. وأغلقت قوات الاحتلال الطريق الرئيسية المؤدية إلى القرية أمام المواطنين لمدة ساعتين، وذلك لتأمين الحماية للمستوطنين، أثناء تأدية الطقوس التلمودية.
الخليل: حولت سلطات الاحتلال عدداً من حواجزها العسكرية في البلدة القديمة بمدينة الخليل إلى نقاط عبور، وأحد المنازل إلى ثكنة عسكرية وقامت بتضييق حاجز السهلة، وأدخلت تعديلات على مسارب المعابر والحواجز العسكرية في البلدة القديمة، في مسعى لتحويلها إلى "نقاط عبور. ونصب جيش الاحتلال لوحة كبيرة عند أحد حواجزه كتب عليها "معبر".
من ناحية أخرى، نصب جيش الاحتلال عددا من الحاويات والخيام في أحد مفترقات شارع بركة السلطان –مفرق الشويكية سابقا-، بالإضافة للاستيلاء على أحد البيوت التاريخية والتراثية العريقة في البلدة القديمة العائد لعائلتي القدسي والكرد، حيث تحصن الجنود داخله، ووضعوا أكياسا من الرمل على نوافذ البيت، بالإضافة لنصب خيمة مراقبة ورفع أعلام دولة الاحتلال على سطحه، وهناك تخوف ان يتم تحويل هذه المواقع لأغراض استيطانية، فيما القت مجموعة من مستوطني "ماعون" المقامة على أراضي المواطنين شرق يطا موادًا سامة لونها أزرق في بئر مياه يستخدمه رعاة الأغنام في منطقة الحمرة في المسافر الشرقية المحاذية للمستوطنة، وذلك بهدف تسميم الأغنام التي تشرب من البئر.
وأغلق الاحتلال الطرق المؤدية لمسافر يطا بحواجز عسكرية، ما أدى إلى إعاقة حركة المواطنين، وحال دون وصول المزارعين إلى أراضيهم. واقتحم مستوطنون متنزّه قرية الكرمل شرق يطا، جنوب الخليل بحماية جيش الاحتلال، للاحتفال بعيد الفصح اليهودي.
بيت لحم: اقتحم مستوطنون، منطقة برك سليمان السياحية الواقعة ما بين بلدة الخضر وقرية ارطاس جنوب بيت لحم بحماية جنود الاحتلال، وأدوا طقوسا تلمودية في المكان كما اقتحمت قطعان المستوطنين منطقة وادي فوكين في الريف الغربي لمحافظة بيت لحم. وانتشرت عصابات المستوطنين في اراضي المواطنين بقرية بيت تعمر شرق بيت لحم.
رام الله: للمرّة الرابعة يحطّم جنود الاحتلال الإسرائيلي منزلًا مكونًا من ثلاثة طوابق لعائلة قرعان في البيرة، يقع في منطقة مقابلة لمستوطنة "بسجوت" الواقعة على جبل الطويل. في وقت كان فيه شرف قرعان صاحب المنزل، يستعد لإقامة حفل زفافه بعد شهرين، جنود الاحتلال اقتحموا المنزل وحطّموا نوافذه الزجاجية، وخلعوا الأبواب، وأطلقوا عيارات نارية على خزانات المياه فوق سطحه، كما أقدموا على تكسير الألواح الشمسية.
نابلس: اقتحم مئات المستوطنين، ليومين متتاليين، الموقع الأثري في بلدة سبسطية شمال نابلس، بحجة إقامة احتفالات بمناسبة الأعياد اليهودية. قوات الاحتلال شددت من اجراءاتها على مداخل البلدة، بعد وضع مكعبات اسمنتية على المداخل الثلاثة، وعمدت على منع الطواقم الصحفية من الوصول إلى الموقع الأثري، وقامت قوات الاحتلال والمستوطنين بوضع "لافتات ارشادية" تصف سبسطية بـ"حديقة اسرائيل الوطنية".
سلفيت: فجرت قوات الاحتلال، منزل الشهيد عمر ابو ليلى في بلدة الزاوية في محافظة سلفيت، على مرحلتين متتاليتين، والحقت أضرارا بعدد من المنازل المجاورة.
ويتألف المنزل المستهدف من طابقين بواقع 4 شقق سكنية، حيث تم تدمير الطابق الثاني بالكامل، كما واصلت جرافات تتبع مستوطنين من مستوطنة "اريئيل" شمال سلفيت تجريف اراضي مزارعين تقع بمحاذاة واد عبد الرحمن، وطال التجريف عشرات الدونمات من اراضي خلف الجدار في اراضي زراعية ورعوية. وتجري اعمال التجريف لبناء وحدات وشقق وشق طرق وبنى تحتية لصالح المستوطنات.