تساءلت مجلة فورين بوليسي الأمريكية عن إمكانية أن يصبح تنظيم "الدولة" عضواً بالأمم المتحدة وينال الشرعية الدولية؛ على الرغم من عمليات قتل المئات وقطع الرؤوس التي مارسها.
وأشارت المجلة في تقرير للكاتبة روزا بروكس، أستاذة القانون في جامعة جورج تاون، إلى أن بريطانيا شيدت إمبراطوريتها معتمدة على تجارة الرقيق، وألمانيا ارتكبت أكبر إبادة في التاريخ.
وقالت بروكس، التي عملت أيضاً مستشارة للبنتاغون سابقاً: "من يقول إن تنظيم الدولة لن يكون حليفاً للولايات المتحدة مستقبلاً؟".
وتستعرض الكاتبة جانباً من تاريخ بعض الجمهوريات والدول الغربية المتعلق بجرائم كبرى ارتكبتها تلك الدول، "فعلى سبيل المثال قتلت فرنسا عقب ثورتها 30 إلى 40 ألف شخص".
كما تطرقت إلى ما فعلته ألمانيا النازية، حيث أشارت إلى أنها قتلت نحو 11 مليون شخص في العام 1940 إبان الحرب العالمية الثانية.
وفي أمريكا، تقول الكاتبة، "استعبَد الآلاف من الأمريكيين نحو 4 ملايين أمريكي أصلي، وقتل الآلاف منهم قبل حل المشكلة بين السكان الأصليين والقادمين الجدد".
وتخلص الكاتبة إلى القول بأن ارتكاب الجرائم لا يعيق الانضمام إلى الأمم المتحدة والحصول على الشرعية الدولية، فدول عدة أصبحت أعضاء بالاتحاد الأوربي رغم ما ارتكبته.
وترى الكاتبة أن ما يفعله زعيم تنظيم "الدولة"، أبو بكر البغدادي، من عمليات قتل وتعذيب وارتكاب مختلف الجرائم، "لا يبدو أنه دليل على حمقه وغبائه، فهو يعرف ما يفعل وماذا يريد، فمنهج الرعب الذي يسير عليه هذا التنظيم هو منهج يهدف لبث الرعب والذعر في نفوس أعدائه وأنصاره أيضاً، تمهيداً لإقامة دولته".
ورغم مضي عام وأكثر على قيام التحالف الدولي ضد "الدولة"، فإن ما تحقق حتى الآن يبدو قليلاً، كما تقول الكاتبة، وتضيف أن التنظيم ما زال محتفظاً بقوته ولم تضعفه الحملة الدولية، بل على العكس من ذلك، استطاع تجنيد الآلاف من المقاتلين الجدد، كما وصل إلى العديد من دول العالم.
ولم تستبعد الكاتبة أن يلجأ الغرب إلى التفاوض مع التنظيم على غرار ما فعلته واشنطن من دعم التفاوض مع حركة طالبان الأفغانية التي كانت ذات يوم على رأس أعدائها، ومن ثم فإن تنظيم "الدولة" قد ينال يوماً ما مقعداً في الأمم المتحدة، ويتحول إلى حليف لواشنطن، حسب رأيها.