لجنة تحضيرية لدورة المجلس الوطني!

سميح-شبيب
حجم الخط

من حق أي فصيل من فصائل م.ت.ف، ومن حق أي مجموعة من أعضاء المجلس الوطني، تقديم اقتراح لعقد دورة للمجلس الوطني، وفق النظام الأساسي.
يبدو أن غياب عقد دورة للمجلس الوطني، أسهمت في نسيان الكثير من التقاليد والأعراف المتبعة لعقد دورات المجلس الوطني، كما يبدو أن اجتهادات، أخذت تبرز على السطح، نتيجة التسرع، ومحاولة «طبخ» الأمور على عجل، دون التدقيق في النتائج وتداعيات ما يمكن أن يحدث.
غابت مؤسسة المجلس الوطني طويلاً، لأسباب لا مجال لشرحها الآن، لكن المؤسسة بعراقتها او دورها السياسي - التنظيمي الكبير، لم تمت. بقيت - بصعوبة - تتنفس، وتنشط عبر عقد دورات المجلس المركزي. ظهرت أحياناً، وفي سنوات خلت، خاصة بعد الانقلاب في غزة، دعوات صادقة وجادة، لعقد دورة للمجلس الوطني، لكنها لم تلق تجاوباً على مستويات صنع القرار.
عادت الدعوة لعقد دورة للمجلس الوطني، تأخذ صداها، دون بروز جهد حقيقي في الإعداد والتحضير لها، دون وضع تلك الدعوة في اطارها الصحيح، وكأن إجراء عابراً سيتخذ وسيمر مرور الكرام!
هذه الدورة، هي دورة مفصلية وتاريخية هامة، وستترتب عليها تداعيات وجودية عظمى، ستطال كياننا السياسي برمته. هي دورة ليست بالعادية، وتقارب في أهميتها، الدورة الأولى للمجلس في القدس ١٩٦٤، ودورة المجلس في القاهرة، التي أقرت النقاط العشر، ودورة المجلس في الجزائر، التي أعلنت الاستقلال. هذه الدورة من المفترض، ان تناقش ملفات التفاوض منذ الاتفاق الفلسطيني - الإسرائيلي وحتى يومنا هذا، وأن تناقش قضية الانشقاق الجيو-سياسي، ومسألة التمثيل الفلسطيني، بعد ما تجاوز الزمن، نظام الكوتا، والانابة الفصائلية.
هذه الدورة بحاجة لدراسات وإعدادات هائلة. دراسات تحضيرية معمقة، يقوم بها خبراء فلسطينيون، وهم موجودون، بل ويودون المشاركة، ضمن أطر اللجنة التحضيرية - إن وجدت.
اللجنة التنفيذية هي المرجعية السياسية والتنظيمية، لكنها ليست بديلاً عن اللجنة التحضيرية، التي ستساعد لوجستيا وإعداديا، لإنجاح هذه الدورة المفصلية.
اللجنة التنفيذية شاخت وهرمت، لكن الخير فيها، وهي الجسر الواقي للعبور لمراحل قادمة.
اللجنة التنفيذية بحاجة لجزاء، للتحضير الجدي - الناجح لعقد دورة المجلس الوطني، مع الإدراك الدقيق والعميق، بأن هذه الدورة، ليست دورة عادية، بل دورة مفصلية وتاريخية في آن.
ما تناولته الصحف، بشأن عقد هذه الدورة، حتى الآن، لا يبعث على الاطمئنان والارتياح، لدرجة بات معها القارئ يلمس، بأن من يتعرضون لهذا المؤتمر، لا يدركون أهميته وخطورته ومستلزماته .. وهي خطورة، تلامس وجودنا السياسي، ومستلزماتها باتت تحتاج إلى استنهاض قوانا الفلسطينية كافة.