قال وزير الثقافة الفلسطيني، الناطق باسم حركة فتح، د. عاطف أبو سيف، إنّ قطاع غزّة أسوأ مكان في العالم، مُضيفاً: "لكني أجد نفسه به في بيتي".
وبيّن أبو سيف خلال حديثه لصحيفة ألمانية، أنّه بخير وصحته أصبحت جيدة بعد حادثة الاعتداء عليه في غزّة من قبل مجهولين قبل نحو شهرين، لافتاً إلى أنّه لا يُفضل الحديث بهذا الأمر، لأنّه أصبح من الماضي.
وأردف: "الأشخاص الذين هاجموني كان عددهم نحو خمسة وعشرين شخصاً، ولحظة الاعتداء تم سؤالهم من أنتم فأجابوا بأنهم يتبعون حركة حماس".
وأوضح أبو سيف أنّه أجرى خلال حراك "بدنا نعيش" الشبابي الذي انطلق بغزّة حوالي أربع أو خمس مقابلات مع وسائل إعلام عربية، بصفته مواطناً كان يُريد الإعلان أنّ هذه المظاهرات مشروعة، ويخرج فيها شابَّات وشبَّان يريدون حياة أفضل.
واستدرك: "لقد دافعت عن مطالبهم وقلت إنَّ هؤلاء المتظاهرين يستحقُّون دعمنا، ولم يبادر أيّ شخص في غزّة بالحديث عنهم، وكنتُ أنا الشخص الوحيد لأنّ غالبية المتظاهرين من طلَّابي، وقد رأيتهم عندما تم إطلاق سراحهم بعد بضعة أيَّام من الاعتقال والاستجوابات المصحوبة بالتعذيب والإذلال".
وتابع أبو سيف: "لا يمكن أنّ نتولى نحن تعبيد الشوارع والطرقات أو بناء مستشفى ومن ثم يأتي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بصفته أعلى ممثِّل للحركة لافتتاح المشاريع رسميًا، نحن لا نتخلى عن غزّة لأنّ أهلها شعبنا، ولكن لا نريد تمويل نظام حماس".
واستطرد: "لا يجوز اعتقال أيّ فلسطيني بسبب آرائه، ولكن يوجد على الأقل شيء واحد يمكننا فعله، هو احترام حرِّية التعبير عن الرأي وجعل سياستنا قريبة من المواطن".
وبالحديث عن إمكانية عودته لغزّة، قال: "نحن الفلسطينيين لا يوجد لدينا مكانٌ آخر غير فلسطين، فأنا لا أستطيع تصوَّر الحياة في أوروبا، وكانت حماس قد احتجزتني قبل هذا الحادث الأخير خمسين مرة، وكلما كان يحدث شيء كانوا يطلبونني ويحتجزونني يوماً أو يومين".
ولفت أبو سيف إلى أنّ "حركة حماس هي حارس في سجن كبير اسمه غزّة، وهذه هي الحقيقة غير المعلنة، يوجد حصار إسرائيلي وحصار من قِبَل حماس، وكلٌ منهما يُكمِّل الآخر من أجل السيطرة على غزّة" بحسب قوله.
وختم حديثه بالقول: "لن أتركهم يُقرِّرون إنّ كان بإمكاني العيش في بلدي أم لا، وحتى لو قتلوني، وحماس تتمنى لو ترانا نحن المثقَّفين العلمانيين الليبراليين نختفي جميعنا من غزّة، وسأبقى أكافح من أجل الأفكا ر التي أؤمن بها".
حماس ترد
من جهتها، شنّت حركة حماس هجوماً حاداً على أبو سيف عقب تصريحاته، بالقول: إنّ "هجوم وزير الثقافة بحكومة فتح في رام الله عاطف أبو سيف على قطاع غزّة، يتساوق مع الدعاية الإسرائيلية التي تقوم بها حكومة الاحتلال في المحافل الدولية، لشيطنة غزّة ومقاومتها".
وجاء على لسان الناطق باسم حماس حازم قاسم، في تدوينة لها بصفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنّ "ادعاءات الوزير أبو سيف تبرئة للاحتلال من مسؤوليته عن حصار قطاع غزّة، ومحاولة للتغطية على جريمة العقوبات التي تفرضها قيادة السلطة".
وأنهى قاسم تدوينته بالقول: "قطاع غزّة جزء من أرض فلسطين الطاهرة المقدسة، والقطاع وأهله ومقاومته، سيظلون شوكة في حلق المشروع الصهيوني، وكل أصحاب المشاريع الانهزامية".