أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الأربعاء، على التمسك بأرض فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها حقاً كاملاً غير منقوص، وبمشروع المقاومة كضمان للتحرير والعودة.
وقالت الجهاد في بيان صحفي صدر بمناسبة ذكرى النكبة، ووصل وكالة "خبر" نسخة عنه: "تمر اليوم الذكرى الـ 71 لاغتصاب فلسطين واحتلالها من قبل العصابات الصهيونية المجرمة بغطاء وتآمر من القوى العظمى التي أرادت إبقاء منطقتنا تحت الهيمنة الاستعمارية من خلال إقامة الكيان الصهيوني في قلب العالم العربي والإسلامي".
وأضاف البيان: "لقد راهن عدونا وحلفاؤه على ضياع الهوية الوطنية وتشتت شعبنا وسقوط حقه عبر سنوات طويلة تكالبت فيها قوى الشر والعدوان على قضيتنا، لكن هيهات هيهات فلا السنوات التي مرت أنستنا حقنا ولا تواصل العدوان أفلح في كسر إرادتنا ولا المؤامرات نجحت في تصفية قضيتنا ، وها هو اليوم شعبنا ومقاومته الباسلة تجسد ملاحم الصمود والثبات ومسيرات العودة تعمد حقنا الكامل في فلسطين من البحر إلى النهر".
وتابع: "لقد شكلت النكبة أكبر جريمة شهدها التاريخ المعاصر ، وظلت معاناة شعبنا شاهدة على أبشع عدوان وارهاب عبر مسلسل من المذابح والمجازر والتهجير الذي راح ضحيته عشرات الآلاف شهداء وجرحى ومشردين".
وأردف: "لا تزال الأحداث الإجرامية ماثلة أمام أعين العالم وهيئاته العاجزة عن ملاحقة المجرم ومعاقبته ، فيبقى عجزها يمثل غطاء يمنح الاحتلال المجرم مزيدا من الوقت والفرص لانتهاك الحقوق والإمعان في الاٍرهاب الممنهج بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".
وجاء في البيان: "يا أهلنا الصامدين في الأرض المباركة، لقد سطرتم أروع ملاحم الصمود والمقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني، وكنتم مثالاً في الصبر لكل شعوب العالم الحر، ولم يستطع العدو أن ينال من عزيمتكم وإرادتكم؛ فبرغم مسيرة المعاناة الطويلة والتضحيات الجسام كنتم أنموذجاً صلباً لم تنل منه المؤامرات وضراوة المواجهة".
وأضافت حركة الجهاد الإسلامي في بيانها: "اليوم وبعد 71 عاماً، تفشلُ آلة القتل الصهيونية في تركيعكم، وتفشل كذلك المشاريع الصهيو أمريكية في إسقاط حق عودتكم لوطنكم الذي شردتم منه، لقد سقط رهان عدوكم على أن "الكبار يموتون والصغار ينسون"، كما اصطدمت محاولاتُ كي وعيكم بجدار المقاومة والصمود الذي قررتم التمترس خلفه بإباءٍ وبسالة".
واسحتضرت هذه الذكرى الأليمة التي ألمت بشعبنا ولا يزال يعاني ويعيش فصول مرارتها وويلاتها منذ 71 عامًا، مؤكدة على التمسك بأرض فلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها حقاً كاملاً غير منقوص، وبمشروع المقاومة كضمان للتحرير والعودة.
وشددت على أن قناعتنا الراسخة ببطلان وجود هذا الاحتلال وبضرورة مقاومته ومجابهته بكل السُبل والوسائل المتاحة ستبقى الدافع والمحرك لنا بالعمل على ضربه، وعدم السماح له بالاستقرار، ومهما كان حجم التضحيات فإنه يبقى هيناً أمام القيام بهذا الواجب والحق الذي لا انفكاك عنه حتى يأذن الله بتحرير أرضنا ومقدساتنا وخلاصها من دنس الاحتلال.
ودعت جماهير شعبنا للتوحد خلف خيار الجهاد والمقاومة، ونبذ الخلافات، والتصدي للمشاريع الصهيونية والأمريكية الذي تستهدف وجودنا وهوية عالمنا العربي والإسلامي .
كما دعت لتوحيد الجهود ورص الصفوف ومضاعفة العمل لمجابهة كل السياسات الهادفة إلى تكريس وجود الاحتلال، عبر تحصين الوعي العام بالحقوق والثوابت الوطنية، والأولويات العليا لشعبنا وقضيتنا، لا سيما في ظل ما نتعرض له من سياسات تضليل هدفها شطب التاريخ وتغيير الجغرافيا وتحوير المفاهيم وقلب الحقائق.
ونوهت إلى أن مسيرات العودة تمثل وجها من أوجه النضال المشروع ، وقد أسهمت بشكل واضح في تعزيز الوحدة والعمل المشترك ، وإن استمرارها وتطويرها لتصبح انتفاضة شاملة مهمة وطنية يجب العمل على تحقيقها .
وحثّت حركة الجهاد الإسلامي، على المشاركة الشعبية الحاشدة في فعاليات مسيرة العودة وكسر الحصار لتكن رسالة وحدة في مواجهة "صفقة القرن" الأمريكية.
وختمت البيان بالقول: "التحية إلى جماهير شعبنا الصابر المرابط في فلسطين المحتلة ومخيمات اللجوء والشتات، التحية إلى أرواح شهدائنا الأبطال وإلى أسرانا البواسل والجرحى الميامين ، والتحية لجماهير أمتنا وقواها الحية الداعمة لحقنا وثوابتنا والمساندة لمقاومتنا".