ما يثير الألم والشك والريبة في سلطتنا الفلسطينية أن نستقي أهم الأخبار من الصحف العبرية..
وخاصة ما تفعله السلطة في أمور لا تجد إلا الرفض من كل شرائح الشعب الفلسطيني ودون رد أو تعليق من السلطة ..
وكان لخبر نشرته صحيفة معاريف العبرية الإثنين عن تسوية في التعويض بين السلطة الفلسطينية وأسرة مستوطن قتل عام 2002 إبان الهجوم على المقاطعة في رام الله وحصار الزعيم الراحل أبو عمار والذي أستشهد فيه العشرات من قوات الأمن الفلسطيني وإن صح الخبر فهذا أول مسمار في نعش المقاومة الفلسطينية .. وماذا عن 100 ألف فلسطيني قتلوا على يد جنود الإحتلال والمستوطنين جلهم أطفال ونساء ؟!! .. والكثير من القضايا التي رفعت للقضاء الصهيوني وكان ردهم هؤلاء إرهابيين .. وهل الأطفال الثلاثة البنات للدكتور عز الدين أبوالعيش الذين قطعت أجسادهن بفعل صاروخ دبابة وهن في داخل بيتهن أثناء الإجتياح الصهيوني لقطاع غزة 2008 إرهابيات ؟!!
وهل عائلة دوابشه التي أحرقت على يد مستوطن وأطلق سراحه وأعتبروه بطل قومي ؟!! ..
إن الإغتيالات التي تنفذ على يد المستوطنين لخير شاهد عيان على الإرهاب والعنصرية وللأسف أمام السلطة على مدار الساعة في الضفة الغربية ..
والسؤال هل تلاحق السلطة الجانب الصهيوني لتعويض أسر الضحايا ؟؟ .. لا أعتقد ذلك ..
الأمر خطير وعلى السلطة أن تستعد لدفع المزيد من التعويض لأسر الصهاينة ويبقى الدم الفلسطيني لا ثمن له ..
والأخطر أنها سابقة خطيرة لم تحدث منذ قيام السلطة الفلسطينية ..
والسؤال لماذا أقدمت السلطة على ذلك ؟!! هل تقديم حسن النية كالعادة دون مقابل ؟!! وهل كل موازنة السلطة تكفي لدفع تعويضات لمن قتل من الجانب الصهيوني ؟!!
وهل سيبدأ القضاء الفلسطيني في النظر في قضايا مشابهه للمستوطنين ؟!!
وهل الخطوة القادمة ستلاحق السلطة كل من يقدم على عمل نضالي ضد المستوطنين المحتلين لأراضي السلطة ؟!!
إن دفع أي تعويض لأي مستوطن يعني أن إحتلاله للأرض الفلسطينية شرعي والسلطة هي من أعطت الشرعية بهذا التعويض الغير وطني وهذه بوابة جديده فتحتها السلطة للصهاينة وكأننا نحن المحتلون وهم يخضعون تحت إحتلال فلسطيني ..
ياسبحان الله إنقلبت الأمور بعد أن كان العالم كله يحترم ويتعاطف مع النضال الفلسطيني العادل إلى أن ينال حقوقه أصبحنا نحن اليوم كسلطة نقزم النضال ونرفضه مع عدو لا يعترف بحقوق الشعب الفلسطيني برمتها .
والقادم والوارد بناءا على هذا الوضع الجديد أن تصبح السلطة كألمانيا تدفع شهرياً لإسرائيل عن اليهود الذين قتلوا وبأثر رجعي خلال الصراع الدائر منذ 71 عام .. إنها فاتورة باهضة يا سلطتنا !!
وللأسف الشديد ستبقي دماء شهداء فلسطين بلا ثمن ولا سند يا لها من نكبة جديدة.