صرح الدليفري السريع ومبعوث ترامب الخاص لدى دولة فلسطين وعصابة الإستيطان الإسرائيلي، سفير دولة قطر محمد العمادي مساء 14 مايو 2019 في مؤتمر صحفي، بعبارات قالها بوضوح لا رتوش فيها ولا أي شوائب، عبارات لا يمكن لها أن تكون سقطت سهوا، لم يدافع فيها عن الرواية الإسرائلية فحسب، بل حمّل طرف فلسطيني مسؤولية العدوان الهمجي الأخير على قطاع غزة.
العمادي يقول: "التهدئة كانت المفترض أن تبقى كما هي..التصعيد الأخير لم يكن يريده الطرفين ..أحد الفصائل أختلق مشكلة على الحدود، لكن الجهات الرئيسية "حماس وإسرائيل" كانوا يريدون الهدوء".
العمادي هنا يتهم بوضوح حركة الجهاد الإسلامي بأنها سبب التصعيد الأخير في غزة، مدافعاً عن الرواية الإسرائلية التي تقول:" بأن عناصر الجهاد يرفضون التهدئة، وهم أداة لتفجير الأوضاع على الحدود بإيعاز من إيران وحزب الله اللبناني"
رواية الإحتلال التي نفاها الجهاد الإسلامي مراراً وتكراراً، وحّمل الإحتلال كامل المسؤولية.
العمادي أسقط عمداً أنّ الإحتلال من أفتعل موجة العدوان الأخيرة التي صادفت يوم جمعة؛ حيث قامت طائراته بإستهداف الشاب عبدالله أبو ملوح، والشاب حسن البوبلي وسط قطاع غزة، إلى جانب شهداء مسيرات كسر الحصار وهم رائد أبو طير ورمزي عبدو وإستهداف الصحافيين والأطقم الطبية.
إذن الإحتلال يتحمل كامل المسؤولية عن هذا العدوان، وليس الجهاد الإسلامي كما يدعي العمادي.
ومن حق شعبنا الدفاع عن أي اعتداء إسرائيلي بالطريقة التي يراها والمتاحة له.
السكوت عن تصريحات العمادي التي قالها من قطاع غزة بمؤتمر رسمي، خصوصاً من حركة حماس يعتبر إهانة مباشرة للمقاومة الفلسطينية واقراراً منا بصحة ماقال وما سيقول الوسيط القطري الذي يحكم بالعدل، وهو ليس كذلك..مهمتة لا تتجاوز حدود نقله للأموال..العمادي يحاول أن يصنف نفسه بأنه منقد الشعب الفلسطيني، ويجوز له أن يقول ما يحلو له بما أنه يمتلك المال، متناسياً أن صراعنا مع الإحتلال على ثوابث ومقدسات لا على فتات.
تصريحات العمادي حملت لغة تهديد ووعيد إسرائيلي لشعبنا الفلسطيني، وأستخدم العبارة العامية المتعارف عليها "أنت أفضل من أخوك" عبارة تستهدف وحدة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، وتزرع ما ليس بصالحها، ويفسد ما هو قوي، وتشق وحدة المقاومة، وأيضاً يتهم حماس أنها ليست مع المقاومه وانه تم جرها وإحراجها من قبل حركة الجهاد الإسلامي
العمادي يحمل صفة دبلوماسية، شعوب العالم عندما تراه يدين المقاومة من داخل البيت الفلسطيني، يوحي بأن كلامه عليه تزكية واقرار منا بالخطأ، وأنّ الاحتلال برئ فهو مجرد مدافعاً عن نفسه...تراجع العمادي عن تصريحاته بأسلوب توضيحي طريقة أولية لتصويب سلوكه المقصود، ولا يكتمل إلا عندما يُدين العدوان الإسرائيلي ويحمله كامل المسؤولية ويحافظ على الرواية الحقيقية لشعبنا الفلسطيني.