كشفت القناة الإسرائيلية الثانية، مساء أمس الجمعة، تسجيلات صوتية لوزير الأمن الإسرائيلي السابق، إيهود باراك، يتحدّث خلالها عن أسباب عدم مهاجمة المفاعل النووي الإيراني عسكريًا على الرغم من التحضيرات والتدريبات ووصول العملية العسكرية الإسرائيلية إلى خطوة واحدة، قبل بداية التحليق إلى إيران.
وتظهر التسجيلات الصوتية أنه وفي العام 2010، حين كان باراك يشغل منصب وزير الأمن، تم تجهيز خطّة عسكرية سياسية لمهاجمة إيران ثلاث مرّات قبل استباقًا لقيام إيران بتوزيع مفاعلها النووية على أماكن عدّة، أو طمرها داخل الأرض، ممّا سيجعل من مهاجمتها غير مجد.
وبحسب التسجيلات، فإن المرة الأولى كانت في العام 2010، حيث طرح نتنياهو وباراك العملية العسكرية وباشروا في عقد اجتماع 'للثمانية' التي تشكّلت من باراك ونتنياهو، ورئيس الموساد، ورئيس الشاباك، بالإضافة إلى قائد هيئة الأركان في حينه، غابي أشكنازي، وليبرمان وإيلي يشاي.
ويقول باراك إنه قبل انعقاد الثمانية بوقت قصير اجتمع مع أشكنازي ونتنياهو ورئيس الموساد ورئيس الشاباك في غرفة جانبية، حيث قال أشكنازي إن الجيش لا يستطيع الخروج لمهاجمة إيران، وبأنه ليس جاهزًا للقيام بهذه المهمة، الأمر الذي منع انعقاد الثمانية والتراجع للمرة الأولى.
عاد نتنياهو وباراك لطرح قضية مهاجمة إيران عسكريًا للمرة الثانية في العام 2011، حيث اعتقد نتنياهو بعد محادثات مطوّلة مع قيادات عسكرية وسياسية أنه يملك الأغلبية اللازمة داخل الثمانية للتوجّه إلى المجلس الوزاري المصغّر للشؤون الأمنية والسياسية 'الكابينيت'.
اختلف الأمر في العالم 2011 عن سابقته في العام 2010، إذ قال رئيس هيئة الأركان الجديد حينها، غابي أشكنازي، إن الجيش الإسرائيلي يستطيع مهاجمة إيران على الرغم من الصعوبة والمخاطر الموجودة'، ووافق نتنياهو وليبرمان وباراك على العملية بالإضافة إلى الجيش والموساد، حيث تفاجأ نتنياهو وخلال انعقاد الثمانية، وبعكس توقّعاته خاصة أنه أجرى جلسات مطولة مع المجتمعين قبل الاجتماع، بمعارضة يوفال شطاينتش، ووزير الأمن الإسرائيلي الحالي، موشيه يعالون، لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، ممّا أدّى لخروج نتنياهو وباراك إلى منازلهم وليس إلى 'الكابينيت'.
المرة الثالثة التي أراد نتنياهو وباراك خلالها مهاجمة إيران عسكريًا، كانت في العام 2012، وفي هذه المرة لم تتوقّف العملية لأسباب إسرائيلية سياسية أو أمنية، بل بسبب الولايات المتحدّة الأميركية.
وقال باراك إن 'معارضة أميركا لمهاجمة إيران كانت معروفة لدينا، وطلبنا منها أن تحترم سيادة إسرائيل وتسمح لنا بضرب إيران'. إلّا أن تدريب عسكري مشترك بين إميركا والجيش الإسرائيلي منع ضرب إيران في العام 2012، وقال باراك خلال التسجيلات إنه 'نستطيع أن نتصرّف بعكس قرارات أميركا، ولكننا لا نستطيع الخروج لضربة عسكرية بينما تتواجد الطائرات العسكرية في البلاد'، وأضاف أنه 'لا يمكننا أن نرغم أميركا على ضرب إيران من خلال وجود طائراتها على أراضينا في ساعة خروجنا إلى إيران'.