أكد تقرير لمنظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، على أنّ نحو 210 ألف مواطن يعانون من اضطرابات صحية نفسية وخيمة أو متوسطة في قطاع غزة جراء التعرض للعنف وظروف الاحتلال المزمن.
وقال التقرير خلال اجتماع جمعية الصحة العالمية الـ72 المنعقد في جنيف إن اعتلال الصحة النفسية يشكل أحد أهم التحديات التي تواجه الصحة العمومية، ويمكن أن يتعرض أكثر من نصف الأطفال المتضررين من الاعتداءات الإسرائيلية في القطاع لاضطراب الإجهاد التالي للصدمات.
وسجلت المنظمة 363 اعتداء وهجمة إسرائيلية على الرعاية الصحية في قطاع غزة العام الماضي، منها 362 هجمة وقعت منذ اندلاع مسيرة العودة، فيما استشهد 3 عاملين صحيين بالذخيرة الحية، وأصيب 565 آخرين بجروح، وتضررت 85 سيارة إسعاف.
وأوضح أن فلسطين تنوء بواحد من أثقل أعباء الاضطرابات النفسية لدى المراهقين في إقليم شرق المتوسط، حيث هناك نحو 54% من الفتيان و47% من الفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و12 سنة لديهم اضطرابات انفعالية أو سلوكية.
وفي الضفة الغربية، سجلت المنظمة الدولية 60 هجومًا شنت من قبل الاحتلال الإسرائيلي على الرعاية الصحية في العام 2018، حيث ضمت أغلب الهجمات المسجلة منع وصول سيارات الإسعاف والموظفين الطبيين إلى المرضى، وإلحاق إصابات بهم، وقد منعت 6 عيادات متنقلة مباشرة من الوصول إلى التجمعات السكانية في المناطق المصنفة (ج) لفترات تصل إلى أسبوعين.
وشدد تقرير منظمة الصحة العالمية على أن نقاط التفتيش الإسرائيلية واسعة النطاق تؤدي إلى عرقلة التحرك بين المدن الفلسطينية ونقل المرضى، مضيفة أنه في العام 2018 تم تسجيل 140 نقطة تفتيش ثابتة و2254 نقطة تفتيش متنقلة داخل الضفة الغربية.
وأوضحت "تتأثر حركة سيارات الإسعاف نتيجة هذه النقاط، حيث تم تسجيل 35 حادثة منعت فيها سيارات الإسعاف من الوصول إلى أماكنها نتيجة الحواجز الإسرائيلية، إضافة إلى عرقلة دخول المرضى من الضفة الغربية إلى مستشفيات القدس".
وأضاف المنظمة أنه وفقًا لبيانات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني فقد اضطرت نسبة 84% من أصل 1462 رحلة مسجلة لسيارات الإسعاف إلى نقل المرضى من سيارة إسعاف إلى أخرى، ما يؤدي إلى تأخر عبور المرضى ودخولها إلى المستشفيات، كذلك فقد تم إعاقة وصول العيادات الصحية المتنقلة إلى أماكنها بسبب وجود هذه الحواجز وبسبب جدار الفصل العنصري والمستوطنات.
وبحسب التقرير، فقد استشهد في العام الماضي 299 مواطناً وجرح نحو 30 ألفًا، بينهم 6239 مصاباً بالرصاص الحي، وتعرض 113 منهم لحالات بتر فيما أصيب 21 مواطنًا بالشلل، و9 بفقدان دائم للبصر.
وأكدت المنظمة أن تقسيم الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية أدى إلى إيجاد فئات من المواطنين شديدة التعرض للمخاطر في المناطق المصنفة (ج)، ومناطق التماس، والمنطقة هـ1 في الخليل، فمن بين السكان المقيمين في هذه المناطق والبالغ عددهم 330000 نسمة لا يتاح لـ 114000 نسمة (35% منهم) سوى قدر محدود من الرعاية الصحية الأولية.