بعد انقطاع دام سنوات عن الحفلات بسبب الحرب التي تشهدها بلادها سوريا منذ أكثر من 4 سنوات اعتلت المطربة ميادة الحناوي مسرح مهرجانات بعلبك الدولية الجمعة 22 أغسطس/ آب 2015.
الفنانة السورية التي يعتبرها بعض النقاد بأنها آخر عنقود الزمن الضارب بالإبداع غنت على مدار أكثر من ساعتين، لتطرب أسماع رواد المسرح اللبناني الشهير بأروع النغمات والكلمات.
ابنة حلب الواقفة بين جيلين فنيين مختلفين والتي تراقب بلدها بنظرة خوف تمكنت من إمتاع جمهورها واللعب معه على وتر الماضي الجميل، فكانت هي (الحب الي كان) والبعض يرى فيها (نعمة النسيان) وحالة فنية تعاقدت مع دفء الصوت فبلغت حصادا توجها مطربة للجيل.
وبعد انقطاع عن الحفلات في لبنان لأكثر من 13 عاما اعتلت ميادة مسرحا دوليا يحاكي الهياكل، وعبره أطل طيف الملحن "بليغ حمدي" ولاحت سمرة "محمد الموجي" واستقر "رياض السنباطي" نغما بين زوايا المعابد.
بالأبيض والأسود وقفت مطربة الأجيال على مدرجات معبد "باخوس" في القلعة التاريخية تحيط بها فرقة موسيقية مؤلفة من 21 عازفا بقيادة المايسترو اللبناني "إيلي العليا" لتغني (هي الليالي كده) للملحن عمار الشريعي.
ووسط تصفيق الحضور قدمت ميادة الحناوي توليفة من أغانيها الشهيرة منها (كان يا ما كان) و(أنا بعشقك) من كلمات وألحان الموسيقار بليغ حمدي و(نعمة النسيان) للملحن فاروق سلامة و(أنا مخلصالك) و(الشمس) من ألحان صلاح الشرنوبي و(دوا عيني) للملحن يحيى الموجي.
ميادة طبعت السعادة والفرح على الحفل، وعبر الحضور عن سرورهم عبر مشاركتها الغناء والرقص والتصفيق والهتاف، وردت هي بعبارات الثناء والشكر معربة عن سرورها بالمشاركة في مهرجانات بعلبك الدولية "حيث عبق الحضارة والتاريخ".
الفناة الكبيرة والعائدة بعد غياب قالت إن مشاركتها في المهرجانات يأتي دعما للفرح والمحبة والتآخي والألفة، مضيفة أن هذه المشاركة تحديدا تعني لها الكثير.
من جانبه قال المغترب اللبناني أحمد يحفوفي أن هذا الحفل أعاد إلى الاذهان وقفات العز الكبيرة التي عاشتها مهرجانات بعلبك ولبنان وللزمن الماضي ولناس ذلك الزمن.
وفي ختام الحفل اعتلى بعض المسؤولين المسرح لتكريم الحناوي والباسها عباءة مطرزة.
بعلبك ذات الأغلبية الشيعية وهي أحد معاقل حزب الله تأثرت بالصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات.
ويستمر المهرجان الذي بدأ في آخر شهر يوليو/ تموز الماضي حتى آخر الشهر الجاري ويستقبل حفلا أمريكيا يمزج بين الأنغام الكلاسيكية والديسكو والسول وفرقة رباعية تعزف على الآلات الوترية.
وانطلقت مهرجانات الصيف الفنية اللبنانية هذا العام وسط مخاوف أمنية وقلق سياسي.
وتعتبر المهرجانات واحدة من أبرز معالم صناعة السياحة في لبنان حيث يتنقل اللبنانيون وخاصة المغتربون منهم والسياح العرب والأجانب بين أطلال بعلبك الرومانية الأثرية وقصر بيت الدين الشهابي وقلعة بيبلوس الفينيقية.
ومع أن كل المهرجانات الصيفية في لبنان لها أهميتها السياحية فإن مدينة الشمس لها رمزية تاريخية كونها الأقدم والأكثر شهرة.