قال زعيم التيار الإصلاحي بحركة فتح، النائب محمد دحلان، إنّ "الشعب الفلسطيني دفعَ ثمن الحرية والاستقلال على مدار سنوات طويلة"، مُشيراً إلى أنّ المرأة الفلسطينية كانت وستبقى عامود الخيمة، لأنّها احتضنت الثورة الفلسطينية منذ انطلاقها.
وأضاف دحلان خلال كلمة له بإفطار مع المرأة الفلسطينية في غزّة، تحت شعار "نساؤنا شركاونا": أنّ "غزّة دفعت فاتورة تناسي الآخرين لاحتياجاتها في وقتٍ تمر به في ظروفٍ صعبة بسبب تخلي المسؤولين عن أهلها".
وأردف: "صفقة القرن لن يُكتب لها النجاح، ورغم ابتعادنا عن وطننا، إلا أنّ الوطن سيبقى خالداً فينا، وما نريده هو تصحيح أخطاء الماضي من أجل مستقبلٍ أفضل"، مُشدّداً على أنّ الوحدة الوطنية هي صمام الأمان للقضية الفلسطينية، ولمواجهة صفقة القرن.
وبيّن دحلان أنّ أولى خطوات إسقاط صفقة القرن هي الوحدة الوطنية، وإكرام الناس، ولمس هموهم، وتقديم المساعدة لهم، مضيفاً: "من واجب السلطة في غزّة والضفة، العمل على توحيد الوطن والوقوف أمام مسؤولياتها تجاه غزّة".
ولفت إلى أنّ التيار الإصلاحي بحركة فتح يُساند أهل غزّة على الدوام، مُردفاً: "كنت أنصح الرئيس عباس على الدوام بالذهاب إلى غزة لأنّها الحضن الدافئ، وأعدكم بأنّ تبقى المرأة الفلسطيني شريكة في البناء".
واستدرك: "مسؤولية القائد هي قيادة المواطنين إلى ما يوصلهم لبر الأمان، وأكّدنا على الدوام بأنّ الوحدة الوطنية هي صمام الأمان لحماية القضية الفلسطينية، وبادرنا بالذهاب لتفاهمات مع حماس من هذا المنطلق، وليس لدينا اتفاقات مع حماس ولكن هناك أرضية لبناء مستقبل لكي لا ننسى هموم أهلنا في القطاع ".
وتابع دحلان: "لم ننس جرحى وشهداء الانقسام، وما ذهبنا للتفاهمات إلا من أجل التخفيف من جراح الماضي، وقدمنا ما استطعنا من مساعدات لملف المصالحة المجتمعية لتضميد الجرح النازف".
واعتبر أنّ "زمن الزعامات لم يعد موجودًا، لأنّه بعد رحيل الزعيم الخالد ياسر عرفات لا يوجد زعيم"، داعياً الجميع إلى الانتصار على الذات أولاً كمدقمة للانتصار على الاحتلال، بدلاً من المناكفات الراهنة بين غزّة والضفة.
وقال دحلان: "حينما كنا نختلف مع الشهيد ياسر عرفات، ولأنّه كان رمزاً وقائداً وكبيراً كان يتعامل معنا معاملة الكبار، والآن هناك أشخاص منصبهم كبير ولكنهم صغار لذلك لن يكونوا مثل أبو عمار، فحين نتسامح نكبر وهذا مكسب لنا دون أنّ نُفرط بحقوقنا".
وأشار إلى أنّ قوة حركة فتح بوحدتها وليس فرقتها، مضيفاً: "يدنا ممدودة من أجل ذلك، فحين كنا موحدين كان لدينا مطار وميناء واقتصاد ورواتب وأموال دون ابتزاز من أحد".
واستطرد: "حين يكون ماضي الوطن أفضل من حاضره فهذا مصيبة، ومن لا يشعر بذلك فهو غبي"، مُعتبراً أنّه من واجب الجميع فتح الطريق أمام أجيال جديدة، لأنّ التاريخ سيتغير.
وتابع دحلان: "انتمائي لحركة فتح هي الأصل قبل أنّ أكون قيادياً فتحاوياً وفلسطينياً، مُؤكّداً على أنّه في حال طغت الحزبية على الوطنية ضاع الوطن.
وفي ختام حديثه عبّر دحلان عن إدانته لسياسة قطع رواتب الأسرى والشهداء، مُردفاً: "قطع رواتب أسرى وشهداء وجرحى فلسطين أمر معيب وبمثابة تنكر لتضحياتهم".