قصف الجولان: إيران تحاول تغيير قواعد اللعب مع إسرائيل

دبابة-صهيونية
حجم الخط

يجب أن ننظر لإطلاق الصواريخ، أول من أمس، نحو الجليل الاعلى وهضبة الجولان كاعلان واضح من إيران: قواعد اللعب تغيرت. الحدود السورية جبهة بكل معنى الكلمة مع إسرائيل.
أُطلقت أربعة صواريخ بشكل مقصود على الاراضي الاسرائيلية، من نقطة في عمق الجولان السوري وليس من الارض المجاورة للسياج، في صليتين في وقت واحد. سقط صاروخان في شمال هضبة الجولان وآخران في اصبع الجليل، قرب البلدات ومواقع الاستجمام والسياحة. ولقوة الحظ لم تقع اصابات او اضرار ذات مغزى، ولكن الرسالة كانت واضحة: ما لم ينجح لنا مع سمير قنطار، ما لم يفلح مع جهاد مغنية، الذي صفي في كانون الثاني هذه السنة، وما لم يفعله «حزب الله» مع خلاياه الارهابية، ستفعله النار الصاروخية لـ»الجهاد الإسلامي»، الذي في نهاية المطاف لن يترك لاسرائيل مفرا غير الرد والغرق في الوحل السوري.
وبالفعل، لم تصمت اسرائيل. «سورية مسؤولة عن النار، وهي تتحمل النتائج ايضا»، قالت مصادر الامن في اعقاب النار الاستثنائية، وبعد وقت قصير من ذلك رد الجيش الاسرائيلي بنار المدفعية وبغارات لسلاح الجو نحو اهداف لجيش الاسد، الذي تقف خلفه ايران. هذه المرة بلغ ايضا عن قتلى وجرحى في الطرف السوري. وترافق الرد الاسرائيلي مع تصريح جاء فيه ان اطلاق النار كان «الجهاد الاسلامي» تتحمل المسؤولية، بتمويل وتوجيه ايرانيين. وقالت مصادر الامن، أول من امس، ان رئيس الدائرة الفلسطينية في جيش القدس الايراني، سعد ازدي، هو الذي اشرف على اطلاق النار.
هذه هي المرة الاولى التي يجري فيها اطلاق نار من سورية نحو الجليل الاعلى منذ حرب «يوم الغفران» في تشرين الاول 1973. ولكن خلافا للانطباع الناشئ، ليست هذه هي المرة الاولى التي تطلق فيها نار موجهة نحو اسرائيل من سورية. يتبين ان بضع حالات من اطلاق النار في الفترة الاخيرة، سارعت اسرائيل الى وصفها بأنها تسرب مصادف للمعارك بين الثوار والجيش السوري وبينهم وبين أنفسهم، تبينت بعد ذلك انها اطلاق نار مقصود نحو اهداف اسرائيلية. باستثناء ان هذه المرة كانت المصادر أعمق، أبعد، ومتزامنة. ومع ذلك، فإن التقويم الذي يقول ان «حزب الله» غير معني الآن بحرب لا يزال على حاله، وهكذا أيضا بالنسبة للمنظمات المختلفة في سورية.
في بداية الاسبوع فقط كشف النقاب في قيادة المنطقة الشمالية عن أنهم يعملون في الاشهر الاخيرة على خطط هجومية في الجبهة السورية كرد عملياتي على جملة التهديدات المتبلورة في جبهة هضبة الجولان. وكانت احداث أول من أمس جزءاً من السيناريوهات التي تدربت عليها فرقة هضبة الجولان قبل نحو اسبوعين، وهذا بالضبط ما توقعوا في قيادة المنطقة الشمالية أن يحصل في ضوء الدور الايراني المتعاظم في الساحة ومحاولة تحويل الحدود السورية الى ساحة اعمال تخريبية معادية، مع عمليات ارهاب، نار صاروخية، عبوات على الجدار الفاصل وغيرها. وتسمح الخطط الهجومية الجديدة لقيادة المنطقة الشمالية بالرد بشدة ضد اهداف نوعية في سورية.
وكان الهجوم الاسرائيلي، أول من امس، ردا على النار هو الاكثر حدة في عشرات السنوات الاخيرة ضد اهداف سورية، وقد جاء ليعطي اشارة لايران ولفروعها في الشمال بان كل محاولة لحرف الصراع بين المنظمات في سورية نحو اسرائيل سيلقى ردا غير متوازن. 
في الجيش الاسرائيلي ردوا الادعاءات بأن النار جاءت كانتقام على احداث سابقة منسوبة لاسرائيل، ومنها الهجوم على القافلة التي تحرك فيها بعض النشطاء التابعين لسمير قنطار قرب قرية الحضر قبل نحو اسبوع. ومهما يكن من أمر، سيتعين على اسرائيل أن تدرس مرة اخرى الرد في اطار قواعد اللعب المتبلورة: من جهة تشديده ومن جهة اخرى عدم الانجرار الى القتال. المصلحة الاسرائيلية هي الحفاظ على الهدوء وعدم اخراج الحدود عن السيطرة.

عن «يديعوت»