أثار التصعيد الإسرائيلي الإجرامي بحق المسجد الأقصى المبارك تنديداً فلسطينياً واسعاً، ومطالبات بتدخل عربي ودولي لوقف انتهاكات قوات الاحتلال بحق المعتكفين.
وجهت حركة فتح تحية إكبار وإجلال للشعب الفلسطيني وللمرابطين المعتكفين في المسجد الأقصى ورحابه، الذين يسطرون في هذه اللحظات أروع معاني الصمود والكبرياء وهم يدافعون بأجسادهم عن المكان المقدس عند المسلمين، أمام العدوان الإسرائيلي الغاشم من جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه الارهابيين.
وقال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، والمتحدث باسمها أسامة القواسمي، إن "زحف شعبنا خلال شهر رمضان، الذي تجلى ليلة القدر حين صلى جماعة ما يقرب على أربعمائة ألف مصلٍ، أصاب الاحتلال الإسرائيلي في مقتل نفسي، إذ أدرك تماماً أن ارتباط الفلسطينيين بأقصاهم وقدسهم أكبر بكثير من أن يُمنع بجدار فصل عنصري، وحواجز الكره والحقد".
ودعا القواسمي أبناء الشعب الفلسطيني إلى الاستمرار في الرباط والصبر والمصابرة والدفاع عن مقدساتنا الإسلامية والمسيحية.
من جانبه، قال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري، إن "إفراغ المسجد الأقصى بالقوة والاعتداء على المصلين هو تصعيد خطير وانتهاك لحرمة الديانة والمقدسات الإسلامية وسيكون له تداعياته".
وأضاف أبو زهري في تغريده له على تويتر اليوم الأحد: "حكام الأمة والمجتمع الدولي هم أمام اختبار حقيقي إزاء هذا التصعيد".
ومن جهته، قال قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، إن "حكومة الاحتلال تخطط وتبحث عن دم في المسجد الأقصى لكي تكرس مأساة المسجد الإبراهيمي".
وأضاف الهباش في تصريحاتٍ صحفية، اليوم الأحد، إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو الذي يخطط لذلك لأهداف خاصة به هو شخصياً يريد من خلالها تقديم قرابين الولاء لليمين المتطرف وأنه زعيم إسرائيل الذي لا يقهر.
وأوضح الهباش أن ما يحدث في الأقصى هو نتيجة طبيعية لسياسة الإدارة الأمريكية الحمقاء وترامب المجرم الذي قدم مدينة القدس على طبق من فضة لحكومة الاحتلال.
وبين أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تريد أن تدخل الهجوم على الأقصى مرحلة الخطورة، محذراً من أن ذلك قد ينذر بعواقب وخيمة وتأخذ الأمور منحنى خطير في الهجمة الإسرائيلية على الأقصى.
وتابع: إن "ما يحدث في الأقصى رسالة للقمة الإسلامية والعربية التي عقدت مؤخراً بأن كل المواقف الايجابية التي تمخضت عنها لن تردع الاحتلال، وإن الأمر يحتاج أكثر من الحديث عن مواقف".
وأشار إلى أن الأمور خطيرة وتنذر بعواقب وخيمة ربما تتدحرج لما هو أسوء، مبيناً أن كل العقلاء ممكن أن يفقدوا عقولهم إذا حدث للأقصى أي مكروه.
وأكد الهباش على أن الشعب الفلسطيني والعربي لن يسمح للمستوطنين ولا للاحتلال الاستيلاء على المسجد الأقصى.
من جهتها، أفادت دائرة الأوقاف الإسلامية، في بيانات مقتضبة، أن الشرطة الإسرائيلية فتحت صباح الأحد "باب المغاربة" في المسجد الأقصى، ونشرت عناصرها من القوات الخاصة المدججة بالسلاح حوله لتأمين الاقتحامات.
وأضافت في بيانٍ صحفي: إن "مئات المعتكفين والمصلين تواجدوا منذ ساعات الفجر في المسجد الأقصى، وبدؤوا بالتكبير والتهليل عندما سمحت شرطة الاحتلال باقتحام المجموعة الأولى من المستوطنين".
وأشارت إلى أن قوات الشرطة اعتدت على المُعتكفين بالضرب خلال تواجدهم في الباحات وتصديهم للاقتحامات.
بدورها، أكدت الجبهة الشعبية، أن اقتحام المئات من جنود الاحتلال للمسجد الأقصى وإطلاق الأعيرة المطاطية وقنابل الغاز، والاعتداء بالضرب على المعتكفين هو تصعيد جديد يؤكد أطماع الاحتلال بتهويد الأقصى، ومخططاته لفرض واقع جديد عبر محاولة التضييق على المصلين وصولاً لتنفيذ أهدافه في التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
واعتبرت الجبهة في بيانٍ لها، اليوم الأحد، أن ما يجري في القدس والمسجد الأقصى تحديداً من هجمة إسرائيلية متواصلة هو لعب بالنار سيؤدي إلى اشتعال الأوضاع ليس في القدس والضفة وحدها، وهي محاولة مكشوفة من الاحتلال لاستثمار هذا التصعيد لوضع ورقة القدس في إطار المراهنات والمزاودات والاستثمار السياسي للأحزاب اليمينية وفي مقدمتها المجرم نتنياهو في أعقاب فشل الأخير في تشكيل الحكومة وحل "الكنيست".
وبيّنت الجبهة أنه لا يمكن فصل ما يجري في القدس من اعتداءات صهيونية عن الأزمة الداخلية التي تعصف بالنظام السياسي الإسرائيلي، فالمجرم نتنياهو عاد إلى سياساته القديمة الجديدة من خلال استخدام ملفات مثل القدس والأسرى وإيران كورقة رابحة من أجل الحفاظ على موقعه في الانتخابات الإسرائيلية القادمة.
ودعت الجبهة إلى التصدي للإجراءات الإسرائيلية المتواصلة على المدينة المقدسة، عبر تصعيد المقاومة والاشتباك المفتوح ضد الاحتلال على امتداد الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي ختام بيانها، حيت الجبهة جماهير شعبنا في مدينة القدس، والذين يتصدون بإرادة وعزيمة الثوار لكل أشكال الاعتداءات والممارسات الإسرائيلية، فقد أثبتت الجماهير المقدسية بجدارة أنها الحارس الأمين للمقدسات والهوية الوطنية الفلسطينية.
قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، اليوم الأحد، إن الاقتحامات العدوانية للمسجد الأقصى من قبل المستوطنين الإسرائيليين، بحماية جيش الاحتلال، سيدفع ثمنها الاحتلال، لأنه المسئول عن استمرار التوتر في مدينة القدس.
وأضاف الجهاد الإسلامي في بيانٍ لها، اليوم الأحد: "تتواصل المحاولات العدوانية الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى المبارك والمصلين المعتكفين فيه، بهدف التنغيص على المعتكفين والاعتداء عليهم وإفساد أجواء الاعتكاف والعبادة".
وتابع: إن "هذه المحاولات العدوانية من قبل المستوطنين وتحت حماية قوات الاحتلال سيدفع ثمنها الاحتلال فهو المسؤول عن استمرار حالة التوتر في القدس وعليه أن يتحمل المسؤولية عن تبعاتها".
وأكدت الجهاد أن من حق أبناء الشعب الفلسطيني حماية أنفسهم والدفاع عن مقدساتهم في وجه المحاولات الاستفزازية العدوانية التي يمارسها الاحتلال الذي لا يراعي حرمة للإنسان ولا قداسة الزمان المكان ولا حرمة العبادة.
وأوضح بيان الحركة أن هذه المحاولات ستزيد من صلابة أهلنا المقدسيين والمرابطين ، والرباط في الأقصى سيستمر ويتواصل بعد رمضان وسيبقى الأقصى وساحاته شاهدا آخر على بسالة الشعب الفلسطيني واستعداده الدائم للتضحية دفاعاً عن القدس والمسجد الأقصى .
وأصيب عدد من المصلين الفلسطينيين فيما اعتقل آخرون إثر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى بمدينة القدس صباح اليوم الأحد لتأمين دخول المستوطنين ساحات الحرم.
وشهدت ساحات الحرم حالة من التوتر عقب اقتحام عناصر من الوحدات الخاصة والتدخل السريع الأقصى من جهة باب المغاربة، حيث قامت قوات الاحتلال بإغلاق المصلى القبلي وإطلاق القنابل الصوتية والرصاص المطاطي داخل الأقصى ومحاصرة المصلين في المصلى القبلي