قالت صحيفة يديعوت الإسرائيلية في افتتاحيتها الأحد، إن الهجوم الإسرائيلي على قواعد عسكرية بسوريا، مهم جدا في معادلة الردع التي ينبغي لإسرائيل أن تخلقها حيال المجال الفوضوي السوري والتوسع الإيراني الإقليمي.
وشددت على أن رد إسرائيل السريع والحازم بهجوم قوي على القوات السورية كان جوابا إسرائيليا استراتيجيا فائقا، أوضح للإيرانيين بأن ليس لهم مخبأ تحت شمس الاستخبارات الإسرائيلية وكل خدعهم مآلها الفشل. مؤكدة أن إسرائيل تفهم جيدا اللعبة الإيرانية وقد مست بالحلقة الأضعف في السلسلة، وإذا كان الجيش السوري سينهار، فإن قبضتهم في سوريا كلها ستنتهي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الخوف من تعزيز قوة إيران في أعقاب رفع العقوبات هو خوف حقيقي، ولكن استخبارات مركزة و"رفع البطانية" عن أعمالها السرية بالتداخل مع ضربة قوية لمصالحها ومراكز القوة الخاصة بها، ستبقى الجواب الأكثر صحة.
وأضافت أن إيران لا تحقق أيا من أهدافها بالتدخل في الإقليم، وأن دمج مساعي إسرائيل والدول المعتدلة في المنطقة، إلى جانب الأمريكيين، سيساهم في قصقصة أيديها.
ونوهت الصحيفة إلى أن الضربة الإسرائيلية في الجليل دليل آخر على أن ايران الآن في ضائقة بسبب فشل مغامرتها الإقليمية في سوريا وفي العراق. وهذا كفيل بأن يكون السبب في أنها اختارت التوقيع على الاتفاق النووي.
وقالت الصحيفة إن صلية الصواريخ على الجليل وعلى الجولان يوم الخميس كانت شاذة. ليس فقط بوقاحتها، أي نار مباشرة على إسرائيل، بل وليس في الرد غير المسبوق للجيش الإسرائيلي الذي في الأزمنة العادية كان يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب مع سوريا. فالقصة هنا ليست الجهاد الإسلامي أو حتى سوريا، التي من المشكوك في علمها مسبقا بالهجوم. هذه خطوة مصممة للعلاقات بين إسرائيل وإيران بعد الاتفاق النووي.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها: سوريا اليوم لم تعد دولة واحدة، وعمليا ليست دولة على الأطلاق، فالأسد يسيطر على نحو 40 في المئة من المنطقة فقط، ولا يجري فيها أي عمل سلطوي سليم باستثناء الحرب على أجزائها بين بقايا حكمه وبين داعش، جبهة النصرة، منظمات الثوار، الأكراد والآن الدروز أيضا.
ونوهت إلى أن ايران، من خلال حزب الله، أخذت منذ زمن بعيد القيادة العملية لما يجري في سوريا، بل وتمليه. فالتفكك السريع لجيش الأسد فاجأهم هم أيضا (مثلما فاجأنا نحن والروس)، ونظام آية الله علق في ضائقة بعد أن تكبد حزب الله حتى الآن قرابة ألف قتيل من أصل عشرة آلاف من مقاتليه.
وأكدت يديعوت أن إيران عالقة في سوريا وتوجد في وضع غير قليل من انعدام الوسيلة فيما تخاطر بالفشل. بغداد هي الأخرى في وضع مشابه. وهذا كفيل بان يكون الجواب – فضلا عن تأثير العقوبات التي كانت قاسية ولكن غير حاسمة – على سؤال لماذا اختارت ايران في النهاية الموافقة على التوقيع على الاتفاق النووي، الذي يعد مهينا من ناحيتها، فمغامرتها الإقليمية علقت في ضائقة.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالتساؤل: "إذن لماذا كان هاما لإيران في وقت حساس بهذا القدر، عشية إقرار الاتفاق النووي في واشنطن، المخاطرة بعملية موجهة ضد إسرائيل؟ يمكن لنشاط إسرائيل الحثيث ضد إقرار الاتفاق النووي أن يكون هو السبب. ومثل هذه الإمكانية كفيلة بأن تشرح لماذا وجه قاسم سليماني بالذات خلية الجهاد الإسلامي لأسعد أزدي أن تطلق النار نحو إسرائيل، وليس الجهة الطبيعية، حزب الله. يمكن الافتراض بأن حزب الله لا يسارع إلى المخاطرة الآن برد إسرائيلي حاد ولهذا فقد فضلت إيران أن تبعد عنه الدليل من خلال جهة خارجية".