بيان بلدية غزة ::
بداية ندعو للأخ محمد أبو عاصي بالشفاء الكامل، ونعرب عن تعاطفنا الكامل معه، ومع عائلته.
إن بلدية غزة تؤكد إنها وجدت لأجل خدمة الإنسان الغزي وكل من يقطن المدينة، وتسهيل تقديم الخدمات للمواطنين بقدر الإمكان، رغم كل الظروف الصعبة، لكن ذلك يحتاج إلى تعاون سكان المدينة؛ فالعملية هنا تشاركية لا تتم على وجهٍ أكمل إلا بتعاون الطرفين.
من واجب البلدية القيام بمسؤولياتها تجاه المواطنين على قدر الإمكان، ووفق إمكانياتها المحدودة، ومنها موضوع تنظيم المدينة، في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها ويعيشه قطاعنا الحبيب.
إن البلدية تحاول أن توازن بين الأمور؛ فلا تترك المدينة للفوضى والعشوائية، والتي سيكون مردودها سلبياً على مجمل المدينة وسكانها، ولا تقوم بالمنع الكامل للبسطات العشوائية والمخالفات في المدينة في ظل الظروف الإقتصادية المتردية، لكنها تنظم ذلك ولا تترك الحبل على الغارب حتى لا تعيش المدينة وسكانها في الفوضى.
ما حصل مع محمد لا يمكن أن تتحمله البلدية، رغم تعاطفنا الشديد معه وتمنياتنا له بالشفاء الكامل، فمحمد له اسباقيات فيما أقدم عليه كما أعلنت عائلته عن ذلك، فلا يمكن تحميل ما أقدم عليه للبلدية رغم الظروف القاسية التي نعيشها.
وعلى كورنيش البحر – حيث كان محمد يضع بسطته ويبيع المشروبات الساخنة وهي ما زالت حتى الآن موجودة لم تمس– هناك العديد من البسطات ليس على الكورنيش فحسب بل وفي العديد من الأماكن، وما نفعله في بلدية غزة هو تنظيم هذه البسطات رغم مخالفاتها، ونبقى عليها طالما حافظت على النظافة والنظام في المكان، مراعاة لظروف المواطنين الصعبة.
حالياً هناك ما يزيد عن 30 بسطة تم السماح لها على كورنيش البحر، لكن ما نمنعه أن تتمدد على الكورنيش وأن تضع معرشات ووضع كراسي وإغلاق المكان، فلو تركنا كل البسطات على كورنيش البحر تتمدد بشكل عشوائي، ستتحول المناطق العامة في المدينة إلى مكان يقتصر على البسطات فقط، وانتفى الغرض الذي وجدت لأجله، فنحن لا نمنع وأيضًا لا نترك الحبل على الغارب، من أجل راحة المواطن وتوفير أماكن لراحة السكان.
منذ مدة أوقفت البلدية أي حملات لمنع البسطات وإزالتها، ولكننا في نفس الوقت موجودون في الأسواق والأماكن العامة لتنظيمها ومنع تمددها، فنحن لا نريد أن نترك البلد للفوضى، وهذا دور البلدية في تنظيم الشوارع والأسواق وتنظيم البناء إضافة إلى غير ذلك من الخدمات ولن تتخلى عن دورها، فلو تركت الأمور تسير بعشوائية فستكون مشكلتها أكبر على المجتمع والمدينة.
ويومياً ترد البلدية شكاوي عن العشوائيات والبسطات التي تغلق مداخل الأسواق والشوارع والعديد من ممثلين عن أحياء ووفود ولجان اصلاح، تطالب بمنع البسطات وتنظيم الأسواق والشوارع ولكن البلدية تطلب التريث والتمهل حتى يفرج الله الكرب وضيق الحال.
مرة أخرى ندعو بالسلامة للأخ " محمد " ونحن نتابع حالته التي بدأت بالتحسن.
وكان قد أقدم شاب من قطاع غزة، في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت، على محاولة الانتحار بتناول "السم"، لسوء وضعه المادي وتعمد منعه من العمل على شاطئ بحر غزة لأكثر من مرة، ومصادرة بسطته البسيطة.
وحسب عائلة الشاب (م.ع)، فإنه لا زال يرقد منذ ساعات مساء أمس في العناية المركزة بمستشفى الشفاء وأن حالته مستقرة لكنها ما زالت خطيرة.
وتعود قصة الشاب إلى نحو أقل من عام؛ حين هاجمته شرطة البلدية واعتدت عليه أثناء وجوده على "كورنيش بحر غزة"، وصادرت بسطته مرارا وتكرارا قبل أن تفرج عنها في كل مرة وتعود لتكسيرها.
وفي كل مرة كان (م.ع) يعود لإصلاح بسطته في محاولة منه لبيع ما يستطيع من خلاله سد رمق عائلته، لكن شرطة البلدية صادرت مؤخرا بعض الكراسي البلاستيكية التي وضعها حوله لجذب المواطنين للشراء منه، ورفضت تسليمها له بأمر من رئيس البلدية، كما قيل له.
ورفضت بلدية غزة، في أكثر من مناسبة، التعقيب على القضية التي تكررت سابقاً مع نفس الشخص، فيما أطلق ناشطون صباح اليوم هاشتاق "#روتس_الغلابة" في محاولة لتفعيل قضية الشاب أمام الرأي العام.