بالصور بالصور والتفاصيل : لأول مرة حوار مع السيدة "انتصار السيسى" زوجة الرئيس المصري

191
حجم الخط

انفردت مجلة "أكتوبر" المصرية فى عددها الأخير، بحوار مطول مع السيدة انتصار السيسى، حرم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، تحدثت خلاله عن تفاصيل وكواليس علاقة الرئيس مع والدته الراحلة، وكيف أثرت فى حياته، فضلاً عن أسرار صراعها مع المرض، قبل وفاتها..

 وفيما يلى نص الحوار:

منذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الجمهورية فى 8 يونيو 2014 ، وحرم الرئيس السيدة انتصار عامر تتجنب الظهور إلا فى مناسبات محدودة جدا، لكن أثناء ساعات عزاء والدة الرئيس لاحظت المعزيات دموع السيدة انتصار السيسى التى لم تحاول إخفاءها أو السيطرة عليها والتى تنم عن حب شديد لوالدة زوجها، وهو ما دفعنى لمحاولة معرفة كيف كانت هذه السيدة التى أنجبت رجلا أحبه المصريون وساروا وراءه فى أوج محنتهم، فكان لهم مُخلّصا من بلاء ألم بالبلاد، ثم أصبح لهم رئيسا يضعون فيه آمالهم وأحلامهم .. من هى تلك الأم التى أنجبت وربت هذا الرجل؟ ومن هى تلك السيدة التى أثارت كل هذا الحزن لدى زوجة ابنها؟ وكيف كانت تلك السيدة التى يحكون عنها فى العزاء حكايات كثيرة من التقوى والورع والحكمة ورجاحة العقل؟.

من هنا تحدثت إلى السيدة انتصار السيسى حرم رئيس الجمهورية التى لم تكن تريد أن تتحدث، فالمناسبة لم تكن تحتمل، بقدر ما كانت تريد أن ترثى سيدة أحبتها وتأثرت بها واتخذتها أما ثانية .

إذا كان المصريون قد لمسوا مشاعر فياضة وقدرة على العطاء وأخلاقا طيبة فى رئيسهم ، فإن هذه السيدة هى من منحته تلك الصفات - وإذا كانت حياتى الزوجية والأسرية قدر لها أن تنجح فقد كان لهذه السيدة فضل كبير ...

بهذه الكلمات عبرت السيدة انتصار عامر حرم الرئيس عبد الفتاح السيسى عن مدى تأثير والدة الرئيس التى رحلت عن دنيانا منذ أيام .

وبهذه الكلمات اختصت السيدة انتصار السيسى مجلة أكتوبر أثناء عزاء السيدة سعاد الشيَشى والدة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى والتى أثرت فى حياته تأثيرا بالغا، أدركه المصريون الذين شاركوا الرئيس حزنه، وهو ما شهدته مواقع التواصل الاجتماعى، من تعليقات كلها تواسى الرئيس فى وفاة السيدة والدته.

شريكة حياة الرئيس السيسى كانت هى وشقيقاته وبناتهن فى مقدمة من يتلقون عزاء السيدات، وعلى الرغم من أن الوقت لم يكن مناسبا إلا أنها بأدبها الجم أجابت عن أسئلتى، كانت السيدة انتصار تجيب عنها وقد غلبتها دموعها حتى بدا كما لو كان عزاء والدتها هى وهو ما يعنى أن هذه السيدة لم تقتصر محبتها على أبنائها فقط .. قالت عنها : هذه السيدة كانت مصدر الحب والحنان لزوجى ولكل أسرته، تعلم على يديها الكثير، واكتسب من خصالها الكثير، فقد علمته التسامح وحب الناس والقرب من الله، وأن يضع الله نصب عينيه فى كل تصرفاته، ولم تختصه بذلك بل علمته لكل أولادها ولكل من اقترب منها، فهى سيدة نادرة الأخلاق والطباع .

علمت أولادها الكفاح والاعتماد على النفس ليكتسبوا خبرات حياتيه، على الرغم من أن والدهم كان ميسور الحال لكن هذا لم يجعلها تعتمد على ثروة زوجها لتدلل أبناءها أو تمنحهم حياة سهلة .

تضيف أيضا السيدة انتصار السيسى وهى فى غاية التأثر، منذ أن التحق زوجى بالمدرسة الثانوية الجوية وبعدها بالكلية الحربية، وهو يحتل مكانة متميزة لدى والدته بسبب ابتعاده لفترات طويلة، وكانت هى تعوضه كل الحنان والدفء حينما يعود، وتضاعف له الاهتمام والحب والحنان وتجالسه وقتا طويلا، خاصة أنه يحب قضاء معظم الوقت والإجازات مع والدته وأسرته . لم يقتصر تأثير هذه السيدة على أبنائها فقط، لكنه امتد إلى أقاربها وجيرانها ومعارفها ويسأل عن ذلك جيرانها فى حى الجمالية الذى عاشت فيه فترة طويلة - قبل أن تنتقل إلى بيت العائلة الجديد - فبالرغم مما كان يجمع قاطنى الجمالية من ثقافات مختلفة لكن حسن معاملتها وطيب معشرها جعلها محبوبة من الجميع ومقصدا للجميع .

لقد كانت معلمة تتمتع بحكمة وبصيرة كبيرين رغم كونها لم تكمل تعليمها، ولكن كان لديها قدرة هائلة على احترام الآخرين، ولا أذكر أننى سمعت منها يوما ما يؤذى أحدا أو لفظا جارحا أو غير لائق ولو مرة واحدة، فقد كانت إنسانة محترمة وتحترم الآخرين .

 أذكر فى بداية حياتى الزوجية جمعتنا أنا وبقية زوجات أبنائها وبناتها(حيث كنا نسكن عمارة واحدة بناها والد زوجى لنا جميعا) ومنحتنا يومها نصائح كان لها وقع كبير فى نجاح حياتنا الأسرية والعائلية ، ويمكن لمن يقرؤها يقول أى أم تقوم بالنصح والإرشاد وهذا ليس بجديد، ولكن هذه السيدة كانت أفعالها المسئولة والحسنة تسبق أقوالها فكانت دائما القدوة الصالحة، فحين جمعتنا قالت لنا: أنتن جميعا محبتكن فى قلبى واحدة ولا فرق بينكن، لكن يجب أن يكون لكل واحدة خصوصيتها فلا تتدخل واحدة فى حياة الأخرى ولا تعرف واحدة عن حياة غيرها إلا ما يريدون أن تعرفه فقط، كثير من المشاكل يمكن حلها فيما بيننا فقط ولا داعى لاتساع أى أمر طالما يمكن حله فيما بيننا .

قالت أيضا لا يجب أن يكون الأطفال سببا لغضب بين أحد منكم فكلهم أبناء لكم جميعا . وهذا ما حدث تماما فقد تربى كل أطفال الأسرة بلا تفرقة بين الآباء والأمهات . لقد كبر الأبناء جميعا على أن أى من الكبار يوجههم أو حتى يعاقبهم فهذا أمر معتاد وبدون اى غضاضة وهو ما جعلهم جميعا مترابطين وسرنا كلنا على هذا النهج، ولهذا تميزت أسرتنا بالترابط والمحبة والاحترام الشديد ( هنا رددت أكثر من مرة ما شاء الله ) .

أما عن الأيام الأخيرة لوالدة الرئيس فقد قالت السيدة انتصار السيسى: لقد امتدت للأسابيع الثلاث الماضية ، كانت مؤلمة لنا جميعا خاصة على زوجى الذى كان يحاول أن يستغل أى فرصة لزيارتها والاطمئنان عليها وكثيرا ما قال انه كان يتمنى لو يبقى بقربها طول الوقت ولا يبتعد عنها، لكن أشقاءه وأولادنا وكل الأسرة كانوا يتناوبون على خدمتها بكل حب والبقاء إلى جوارها . انتهت كلمات السيدة انتصار السيسى التى حرصت كثيرا على ألا تظهر إلا للضرورة ولا تتحدث لوسائل الإعلام ، لكننا نقدر كثيرا خروجها عن صمتها الذى أوضح قدرا كبيرا من حياة الرئيس وارتباطه بوالدته التى كان لها أكبر التأثير عليه وعلى أسرته .. رحمها الله وجعل كل ما يحققه الرئيس من تقدم لهذا البلد فى ميزان حسناتها.

خلال كلمات السيدة انتصار السيسى أشارت إلى رثاء كتبه أحد أقارب الرئيس ونشره على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك ونحن بدورنا ننقله للقارئ قال فيه: لا نزكى على الله أحدا ... رحمة الله عليك خالتى الصابرة الشاكرة ... وطن الحكمة ... وسماء الجود ..ونهر الخير ... عاشت صامتة فإذا تكلمت علمت ..وإذا حزنت ابتسمت .. وإذا تألمت بالخير تكلمت ... لا تقول النصيحة إلا وتؤكدها بعمل ولاتبادر بقول إلا جاءت بالدليل ... ترى الإسلام فى وجهها وتتعلم الدين من سلوكها ..لاتتشكى ولاتتبرم ولاتلوم ولاتعاتب ..هى أذكى معلم وأروع موجه وأطيب أستاذ وأنقى مصلح ... إذا تجسدت الحكمة فى إنسان فلن يعدوها الاختيار .. وإن سألها ملك فى القبر فلن يعييها إن شاء الله اختبار .. هى والله من الأشراف الأطهار ... كفاها فخرا أنها أنجبت من حقن بفضل الله دماء تسعين مليون ..هم الآن آمنون يتسامرون يتنادمون ... وحولهم الناس فى كل بلد يتألمون يتحسرون .. فى الخيام ينامون ..أطفالهم فى الحر والبرد يموتون .. رحماك رب العالمين .. أمنتنا فأمن القاصين والدانين ... واغفر لموتى المسلمين ... ولاتجعل الليلة تمر على خالتى إلا وهى فى عليين ... قولوا آمين ....