كنت قد كتبت منذ شهرين أن الإعلان عن صفقة القرن بعد شهر رمضان ستؤجل كسابقتها من التأجيلات وقد تحقق ذلك بالإعلان عن تأجيلها للمره الرابعة على التوالي ..
وهل هذه المرة تأجيل أم عدم العودة للحديث عنها مرة أخرى ؟!! خاصة أن هذا التأجيل هذه المرة لم يحدد له موعد ولا سبب للتأجيل ..
لكن كل المدخلات التي سبقت هذا الإعلان كانت كافيه لفشل هذا الإعلان وأهم هذه المدخلات هي نقل السفارة الأمريكية للقدس والإعتراف بها مدينة موحدة للكيان الصهيوني ..
والثاني هو عدم الإعتراف بحق الفلسطينيين في العودة لديارهم بفلسطين الذين هجروا منها عام 1948 وإيقاف كل المساعدات المقدمة لوكالة الغوث الدولية الراعية لأكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني منذ عام 1949 ..
والثالث دعم ترامب للكيان الصهيوني بإعتبار الجولان جزء من الكيان الصهيوني ..
والرابع مؤتمر كوشنير ترامب في البحرين الذي ظاهره إقتصادي وباطنه بيع للقضية الفلسطينية برمتها لكن خسئ ترامب والصهيوني كوشنير عندما رد عليهم العالم الإسلامي والعربي في مؤتمرهم الأخير بمكة بالممملكة العربية السعودية بالوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ورفض كل قرارات ترامب الأحادية والداعمة للكيان الصهيوني على حساب القضية وشعبها وإعتبار القدس الشرقية هي عاصمة لدولة فلسطين ..
والخامس فشل نتنياهو في تشكيل حكومته والدعوة لإنتخابات كنيست إسرائيلية جديده وقضايا الفساد التي تلاحقه مع زوجته علماً بأن نتنياهو هو الشريك الحقيقي لترامب في صفقة القرن ..
والسادس أن الشعب الفلسطيني بكل أطيافه السياسية والشعبية يرفض بقوة وبشكل قاطع كل سياسات أمريكا ضد الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على الأرض الذي أحتلت عام 1967 وحق تقرير مصيره الموثق في كل قرارات الأمم المتحدة ..
وهنا ماذا تبقى لترامب أن يفعله ضد الشعب الفلسطيني سوى الشعارات وإدارة الصراع الفلسطيني الصهيوني بشكل يرضي صهره كوشنير والكيان الصهيوني معتقدين أن الوقت في صالح الكيان وأمريكا ولم يضعوا نصب أعينهم أن الشرق الأوسط يزداد فيه إنتشار الجماعات اليمينية المتطرفة سواء الشيعية أو السنية التي أصبحت فلسطين والقدس والجولان توحدهم والمشاهد على الأرض أصبحت واضحة فهناك تعاون وتنسيق بين إيران وحركة حماس وحزب الله وحماس وسوريا وإيران وجميعهم يعتبرون أن الكيان الصهيوني المحتل للأرض الفلسطينية والسورية وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يجعلهم في حالة حرب قد لا يتوقعها الجانب الإسرائيلي إن لم يلتزم هذا الكيان بسلام عادل يعيد الحقوق لأصحابها..
ويخرج علينا سفير أمريكا في القدس فريدمان الذي يتبجح ويقول من حق إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل أليس هذه التصريحات وما ترتكبه أمريكا والكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني كافي أن ننزل عن الشجرة ونبتعد عن لغة الأنا والمصالح الحزبية الضيقة وإعادة الوحدة لكل مكونات المجتمع الفلسطيني .