في الثمانينيات عمل تنظيم يهودي سري في دولة اسرائيل، وحينها ايضا مر وقت طويل الى أن قررت الحكومة محاكمة اعضاء التنظيم.
عمل هذا التنظيم بدون ازعاج خلال ولاية مناحيم بيغن، وتوقف خلال ولاية اسحق شامير. لم تدفع الزعامة الروحية للتنظيم السري الثمن واستمرت في قراءة التوراة في الكنس، وتمت محاكمة الطلاب الخاضعين لسلطتهم وسجنهم الى أن صدر العفو عنهم من رئيس الدولة.
قبل اسبوعين توجهت الى حانوت كبير للكتب الدينية في حي مئه شعاريم في القدس، وطلبت شراء كتاب «نظرية الملك». البائع توجه الى الرف واكتشف أن نسخ الكتاب قد نفدت، فطلب نسخا جديدة. وقال إن هذا الكتاب مطلوب جدا.
عصابات الارهاب التي تسمى «تدفيع الثمن» تعمل بأمر من هذا الكتاب ومقال «كفالة متبادلة»، اللذين صدرا في النصف الثاني من 2009. المسجد الاول الذي تم احراقه، من بين 43 مكان عبادة للمسلمين والمسيحيين، أحرق في كانون الاول 2009.
مقال «كفالة متبادلة» للحاخام يوسف التسور يصف بشكل مفصل استراتيجية «تدفيع الثمن»: «اذا غاب الهدوء عن اليهود يجب أن يغيب عن العرب ايضا؛ اذا انتصر العرب بسبب العنف ضد اليهود فان اليهود ايضا سينتصرون بسبب العنف ضد العرب... يمكن استغلال قوة النساء، الاولاد، والشيوخ لاغلاق شارع معين – في هذا الوقت السماح بعمل أكثر فظاظة نحو جهات معادية في ذلك الشارع؛ يمكن القيام بأفعال صامتة وعميقة بالتوازي مع افعال تخلق الفوضى في الميدان».
يحرض المقال ضد الجيش الاسرائيلي والشرطة، ويحث القراء/ المستوطنين على الحاق الضرر بممتلكات وأجسام العرب ردا على دخول «مصادر معادية» مثل مراقبي الادارة المدنية الى يتسهار.
منذ كانون الاول 2009 تعمل في «المناطق» وفي اسرائيل عشرات الخلايا من «تدفيع الثمن» دون ازعاج من أحد.
فقد أحرقوا ودنسوا المساجد والكنائس والأديرة، واقتلعوا آلاف اشجار الزيتون وأحرقوا السيارات وألقوا الزجاجات الحارقة على المنازل وأضروا بالابرياء، وكما شهدنا مؤخرا قتلوا.
عصابة «تدفيع الثمن»، التي تريد الحصول على ثمن كبير، قد تقوم باستهداف هدف فلسطيني استراتيجي والتسبب للدولة بضرر لا يمكن اصلاحه.
برعاية الكتب والمقالات ومواقع الانترنت والفيس بوك نشأت ثقافة تستبيح دماء وممتلكات العرب.
وبرعاية هذه الثقافة تم ضرب مئات العرب في القدس وتل ابيب وطبرية وغيرها.
هل تذكرون قصص حسن أوسروف من يافا، نمر الشرقاوي من الناصرة، سائقي الحافلات العرب في القدس والطالب الدرزي طوني حسون من دالية الكرمل.
الارهاب اليهودي من سنوات الخلايا السرية اليهودية لا يهتم فقط بالممتلكات واليكم قائمة جزئية: باروخ غولدشتاين، يغئال عمير، عصابة بات عاين، يونا ابروشمي، عامي بوبر، عيدن نتان زاده، آشر فيسغان، يعقوب تايتل، يوسف بن دافيد واثنان من الفتيان ترعرعا في بيت أحد الحاخامات المعروفين في القدس (قتلا الشاب محمد أبو خضير).
اذا كنا نحب الحياة فيجب علينا وقف توزيع الكتب والمقالات الارشادية واغلاق مواقع الانترنت المحرضة، ووقف الذين ينتجونها. محظور العودة مرة اخرى الى الخطأ الذي حدث مع الخلايا السرية اليهودية الاولى. لا يجب الاكتفاء باعتقال رؤساء اعمارهم 19 – 24 سنة. بل يجب محاكمة الحاخامات المتطرفين.
عرفت الصهيونية الدينية وتعرف كيف تنبذ الحاخامات الذين فشلوا في «لا تقتل» ويعرضون وجود دولة اسرائيل للخطر. في المسافة بين معهد «يوسف حي» والحاخامات المتطرفين في الصهيونية الدينية نشأت محمية طبيعية دينية من شأن اعضائها تدمير الهيكل الثالث.
يجب العودة وتكرار ما قاله الحاخام تسفي تاو عن اعضاء التنظيم السري اليهودي الاول: «إننا نتعامل مع مجموعة مسيحانية تريد استقدام الانبعاث لشعب اسرائيل وهي تحمل السلاح في يدها؛ لديها منتديات فكرية عن كيفية العمل لاقناع الله ببعث اسرائيل في أعقاب تفجير المساجد في الحرم. إنه موقف سطحي لمن يتعلمون خفايا التوراة، صبيانيون يقفزون الى المقدسات بدافع الفضول، وبهذا يتسببون بالدمار والخراب». (حجاي سيغل، «الاخوة الاعزاء»).
عن «هآرتس»