أكّد السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة يتسحاق ليفانون، على أنّ مشاركة عدد من الدول العربية المركزية في مؤتمر "المنامة" الاقتصادي يعد إنجازاً سياسياً للولايات المتحدة الأمريكية وفشلاً ذريعاً للسلطة الفلسطينية.
وأشار في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" اليوم الأربعاء، إلى أنّ "الدول العربية المشاركة معنية بأنّ تأخذ نصيبها من الكعكة التي سيتم توزيعها على الحضور" وفق قوله.
وزعم ليفانون الذي يعمل باحثاً في معهد هرتسيليا متعدد المجالات، أنّ المبادرات الاقتصادية التي ستعرض ليست بديلاً عن الحل السياسي الدبلوماسي لصفقة القرن، مضيفاً: "القمة ستلجأ لتعبيد الطريق أمام الولايات المتحدة لعرض خطتها بصورة أكثر تبسيطاً عبر الجانب السياسي".
وتابع: "النجاحات الأولى لانعقاد القمة تتمثل بإعلان عدد من الدول العربية المشاركة فيها، وعلى رأسها دول الخليج العربي ومصر والأردن والمغرب، التي تمثل الجانب الحيوي في العالم العربي، في حين أن دولا أخرى مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن تحارب على بقائها".
وأردف: "الدول العربية المركزية ستشارك في القمة رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمنعها من المشاركة، ما يعتبر إنجازاً سياسياً للولايات المتحدة وفشلاً ذريعاً للسلطة الفلسطينية، لأن سياسة "الكل أو لا شيء" التي يتبعها أبو مازن تبدو غير عملية".
ولفت إلى أنّ "العالم العربي يواجه تحديات ثقيلة العيار، ففيما يقوم الحوثيون بدعم واضح من إيران بإطلاق الصواريخ على المطارات الجوية في السعودية، فإن التوتر السعودي الإيراني آخذ بالتصاعد مع مرور الوقت، والرياض تعلن بصورة أو بأخرى أن أمنها مقدم على القضية الفلسطينية، في حين أن إيران تقوم باستهداف ناقلات النفط أمام شواطئ دول الخليج، وتتحدى العالم بتهديدات زعمائها بإغلاق مضيق هرمز".
واستدرك: "دول الخليج تلمح بأنها غير متفرغة لمطالب أبي مازن، وهذه الدول ستشارك في قمة البحرين لأنها تحتاج الولايات المتحدة أكثر من أي وقت مضى، فالوضع الاقتصادي للأردن صعب جدا، وملايين اللاجئين السوريين يقيمون فيها، والقصر الملكي يشعر بأن الأرض تهتز من تحت عرشه، وعمان تعتقد أن خلاصها لن يكون بيدي أبي مازن، ولا بالوقوف بعيدا عن الولايات المتحدة".
وأكّد على أنّ "مصر الدولة الكبرى في العالم العربي تُدرك من أين تهب الرياح، القاهرة لا تخفي عدم ارتياحها من سلوك أبي مازن، وسياسة المقاطعة التي يعلنها، صحيح أنها تعلن دعمها للمواقف الفلسطينية من القضايا النهائية في الصراع مع إسرائيل، لكنها تعتقد من داخلها أن عباس يعقد الأمور أكثر بدلا من تبسيطها، وهي تواجه الجماعات المسلحة، وتخشى من زيادة النفوذ الإيراني والاختراق التركي لأراضيها".
يُذكر أنّ واشنطن أعلنت سابقًا أن مؤتمر "المنامة" الاقتصادي المقرر انعقاده الأسبوع المقبل في البحرين، تتضمن الشق الاقتصادي من خطتها الخاصة بالسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".