أكدت الفصائل الفلسطينية على رفضها الكامل لمؤتمر "المنامة" الاقتصادي، المقرر انعقاده منتصف الأسبوع الجاري في البحرين بدعوة أمريكية، مؤكدة على أنه يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وبمثابة الطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.
ودعت الفصائل في بيان صدر اليوم الأحد، الدول العربية إلى مقاطعة المؤتمر الذي يهدف لمقايضة حقوق الشعب الفلسطيني بالمال، وتعزيز التطبيع العربي مع الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، على أن شعبنا لا يمكن أن يقايض حقوقه ومقدساته بأي مشاريع أو أموال، وذلك بعد وقت قصير من إعلان الإدارة الأمريكية التفاصيل الاقتصادية لـ"صفقة القرن".
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم في تصريح صحفي: "تواصل الإدارة الأمريكية وهمها بأن شعبنا الفلسطيني يمكن أن يقايض حقوقه ومقدساته بأي مشاريع أو أموال، وآخر تجليات هذا الوهم حديث كوشنير عن رصد أموال لورشة البحرين".
وشدد على أن "شعبنا قاتل طوال ثورته المعاصرة، من أجل استرداد أرضه المحتلة، وعودته من حيث هُجر، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وقدم قوافل من الشهداء والجرحى والأسرى لتحقيق هذه الأهداف".
وأضاف "شعبنا سيواصل نضاله حتى يفكك المشروع الصهيوني العنصري على الأرض الفلسطينية مهما بلغت التضحيات".
وفي تصريح آخر، قال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم: "نعي خطورة هذه المخططات الأمريكية وتساوق البعض معها ومحاولات تجميلها وتمريرها لشطب وتصفية القضية الفلسطينية من البوابة الاقتصادية والمال المسيس".
وذكر أن "شعبنا بكل مكوناته سيواجه كل هذه المخططات والمشاريع ولن يسمح بتمرير مثل هذه الصفقات المشبوهة".
وطالبت حماس الدول العربية كافة "بعدم المشاركة في هذا المؤتمر المشئوم أو التساوق معه، وضرورة التعاطي المسؤول مع مواقف الحالة الفلسطينية الموحدة الرافضة لانعقاده وضرورة مواجهته".
من جانبه، دعا القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي"، أحمد المدلل، الشعب البحريني إلى أن يقف في وجه انعقاد مؤتمر المنامة "المفروض من جميع الأطراف الفلسطينية".
ورأى المدلل أن المؤتمر أحد فصول صفقة القرن التي تستهدف إنهاء القضية الفلسطينية، مطالبًا جميع الأطراف الفلسطينية بالتوحد وإنهاء الانقسام الفلسطيني لمواجهة مؤتمر المنامة و"صفقة القرن" وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني القائم على مواجهة الاحتلال.
أما القيادي في حركة "فتح" يحيى رباح، قال إن حركته أعلنت عن رفضها لمؤتمر المنامة الذي يسعى لتدمير القضية الفلسطينية.
وأضاف رباح، "هذه الورشة الاقتصادية معادية للشعب الفلسطيني وحقوقه، وسيكون مصيرها الفشل ولا يوجد أي مبرر للبحرين لاستضافتها فهي دولة ليس لها أدنى تأثير في إدارة الخطة الأمريكية للسلام المعروفة باسم صفقة القرن". معتبرًا أن مؤتمر المنامة "قائم على الأكاذيب" ولن تكون له أي قيمة لأن الشعب الفلسطيني يرفضه.
من جانبها، رأت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مريم أبو دقة، أن ورشة المنامة الاقتصادية ترمي لتعزيز التطبيع العربي مع إسرائيل، قائلة: "هناك إجماع فلسطيني على رفض هذا المؤتمر الذي تحاول الولايات المتحدة من خلاله مقايضة الحق الفلسطيني بالمال".
وشددت على أن مؤتمر المنامة يستهدف تدمير كل الأمة العربية وليس فقط فلسطين، والمشاركة فيه "طعنة" بظهر الشعب الفلسطيني، داعية الدول العربية التي تعتزم المشاركة بالمؤتمر إلى مراجعة مواقفها ومقاطعته.
وفي السياق ذاته، اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، أن ورشة المنامة منصة انطلاق لتمرير صفقة القرن التي تشكل عدوانا على الحقوق الفلسطينية.
وقال أبو ظريفة: "يجب على الدول العربية مقاطعة هذه الورشة لما تحمله من مخاطر على الحقوق الفلسطينية"، مؤكدًا على أحد أهم وظائف مؤتمر المنامة "التغطية على الجرائم الأمريكية والإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وتحويل إسرائيل لصديق بدلا من أن تكون عدوا".
يشار، إلى أن مؤتمر المنامة في العاصمة البحرينية من المقرر انعقاده يومي 25 و26 يونيو الجاري، تحت عنوان "ورشة الإزدهار من أجل السلام"، وذلك في أول إجراء عملي لخطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط المعروفة إعلاميا بـ"صفقة القرن".
ولم يتم الإعلان عن خطة "صفقة القرن" رسميا، لكن يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات مجحفة لمصلحة إسرائيل، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية المحتلة، وحق عودة اللاجئين.
وبجانب الولايات المتحدة والبحرين، أعلنت كل من السعودية والإمارات والأمم المتحدة اعتزامها المشاركة في مؤتمر المنامة، بينما انضم كل من العراق ولبنان إلى فلسطين في رفض المشاركة في الفعالية.
في حين أعلن مسؤول بالبيت الأبيض أن كل من مصر والأردن والمغرب أبلغتهم بمشاركتها في الورشة، وفق إعلام أمريكي، في الوقت الذي لم تعلن فيه أي من الدول الثلاث رسميا مشاركتها.