أصبحت تتلخص الرسالة المكتوبة إلى العالم في صورِ مرسومة لما تملكه من معاني قوية في رسم المشهد والرسالة المراد توصيلها، باعتبار فن الكاريكاتير إحدى الوسائل الفنية التي تستخدم في انتقاد الواقع، وهو عبارة عن رسومات ساخرة من فنون الرسم التي تلعب دوراً هاماً في تجسيد الحالة الفلسطينية، ودوره في مناهضة المؤامرات الخارجية منها مؤتمر البحرين على وجه الخصوص.
يقول رسام الكاريكاتير الفلسطيني الفنان إسماعيل البزم، إنّ السبب الرئيسي الذي دفعني للرسم عن مؤتمر البحرين هو تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني في الدولة واللاجئين والقدس من قبل المجتمع الدولي وانحياز الإدارة الأمريكية للجانب الإسرائيلي.
ويضيف الفنان البزم: "من واجبنا كفانين رفض هذا المؤتمر ومناهضته بالقلم والريشة والوسائل الشعبية لنظهر للعالم مدى رفض شعبنا القاطع للمساومة".
ويؤكد البزم أن تأثير فن الكاريكاتير له خاصية لافتة أكثر من المقالات والرسائل المكتوبة بتجسيد الحدث، والصورة أبلغ من الكلام، لافتاً إلى أن تأثيره على المواطن الفلسطيني في تصوير الأحداث بكافة أركانها وانعكاساتها بطريقة غير مملة، بل يستخدم بطريقة ساخرة مما يخاطب الوجدان وقد أثبت نجاحه في انطلاق أحداث سابقة مثل مسيرات العودة وغيرها من الفعاليات الوطنية وصولاً إلى مؤتمر البحرين.
وتابع: "على مستوى المواطن العربي والغربي يظهر تأثير فن الكاريكاتير بتحشيد الرأي العام والمناصرة الدولية تجاه قضيتنا الوطنية والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال تجاهنا".
وناشد البزم الفنانين العرب بضرورة المحافظة على مركزية القضية الفلسطينية وأن يخصصوا من أعمالهم ما يدعمها، مطالباً أن يتم التركيز على الدور الفني في نصرة القضايا العربية، موضحاً بأن الفن هو سجل تاريخي في أرشيف الشعوب ونوع من أنواع المقاومة والدفاع عن الحقوق.
وعن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، أشار البزم إلى أن تلك المواقع ساهمت في سرعة نشر الرسالة المطلوبة، مشيراً إلى أن الاستجابة تختلف من مجتمع لأخر حسب الاهتمامات وقد لامس أثار ذلك دولياً في مقاطعة مهرجان اليوروفجن.
وينوه البزم خلال رسوماته إلى خطورة المؤتمر، معتبره سياسة استدراج كالطلقات النارية المغلفة بالشوكلاته أو كالعسل المسموم، مشدداً على ضرورة إدانة المشاركين في المؤتمر.
من جانبه، عقب الإعلامي الفلسطيني ورئيس الاتحاد العربي للإعلام الإلكتروني فرع فلسطين أ. ناصر حماد، بأن الفن له أهمية كبيرة في نقل معاناة الشعب الفلسطيني وله تأثير مباشر على النفس والتفكير لدى المواطن الفلسطيني والعربي، ومن ناحية أخرى يساهم في إحياء التواصل بين المجتمعات رغم اختلاف ثقافاتهم ولغاتهم وأفكارهم ومعتقداتهم ولا سيما نتحدث عن فن جديد قديم.
وحول فن الكاريكاتير، أكد أ. حماد بأن له دور مهم إثارة القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وخاصة الجانب الوطني بما يتعلق بفضح جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا، مشيراً إلى الفنانين الذين ما زالوا يدعمون موقف القضية الفلسطينية رغم ما يتعرضوا له من اعتداءات متواصلة وخص بالذكر ناجي العلي رغم مرور أكثر من 30 عاماً على رحيله.
وأوضح أ. حماد أن فن الكاريكاتير أصبح وسيلة مؤثرة في انتقاد الواقع الذي يعيشه أبناء الوطن العربي عامة، والشعب الفلسطيني خاصة في ظل ما يتعرض له من مؤامرات تصفوية على مدار تاريخ القضية الفلسطينية منذ 71 عام حتى وقتنا الحاضر وما يشهده من مؤتمرات مشبوهة مثل مؤتمر البحرين.
وأشار حماد أن أهم ما يميز رسم فن الكاريكاتير هو تأثيره المباشر في عملية النقد البناء والمباشر لأي حالة سياسية، ويستطيع الوصول لأكبر قدر ممكن من الجمهور في وقت أقصر من أي نوع أخر.
وأوصى حماد بضرورة دعم ثقافة فن الكاريكاتير في الوسط المجتمعي الفلسطيني والعربي من خلال تعزيز دور الفنانين وفتح الأفاق المستقبلية أمامهم، والعمل على إنشاء مواد تعليمية يتم تدريسها في الجامعات مما تنمي المهارات والقدرات لدى الشباب الفني.
يشار إلى أن هناك حالة اهتمام كبيرة في تداول رسومات الكاريكاتير عبر مواقع التواصل الاجتماعي لنقل رسالة الشعب الفلسطيني من مؤتمر البحرين وصفقة القرن ومشاركة دول عربية فيه.