كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية عن تحقيق خاص يتعلق بالوثائق الجديدة التي تثبت شهادات سابقة حول جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية ضد الفلسطينيين عامي 48-49.
وأظهر التحقيق الذي أعدته هاجر شيزف بعنوان "الدوائر الأمنية تخفي في خزينتها وثائق حول النكبة"، وتم نشره أمس الجمعة، وقوع جرائم الاخفاء المقصود من قبل أطراف رسمية نافذة في دولة الاحتلال، وعلى رأسها وزارة الجيش.
وأشار إلى مواد ووثائق تؤكد ارتكاب القوات الإسرائيلية لمجازر فظيعة بحق الفلسطينيين وعمليات تطهير عرقي وقتل جماعي دون رحمة، عدا عن ارتكاب حوادث اغتصاب وتنكيل في فتيات.
كما ولفت إلى أن هذه الوثيقة تؤكد وثيقة المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس المأخوذة من نفس الارشيف وهو ارشيف "يديعر" في "جفعات حبيبا"، وفي دليل على مهنة أو جريمة إخفاء الحقائق المنظم.
وأظهر تحقيق "هآرتس" أن طواقم وزارة جيش الاحتلال تنفذ عمليات استطلاع مستمرة في الوثائق، خاصة المتعلقة بالمشروع النووي وعلاقات دولة الاحتلال الخارجية وشهادات النكبة بحجة أن كشفها سيؤدي لانتفاضة العرب ضد الكيان.
وأشار إلى وثيقة استخدمها بيني موريس على ما يبدو دون أن يمتلكها أساسا لمقالته عام 1986، وتناول فيها أسباب ترك العرب لقراهم، وحاولت طواقم وزارة الجيش اخفائها لكنها تسربت.
وجاء فيها أن أهم ما فيها مقدمة حول موجات إخلاء القرى العربية، إذ تميز شهر أبريل بارتفاع حركة الهجرة، وتميز شهر مايو بإخلاء لأماكن كثيرة، وفق الوثيقة 70% من العرب تركوا قراهم بسبب (أعمال عدائية مباشرة من اليهود ضد القرى العربية).
أما السبب الثاني –بحسب التحقيق- فهو "تأثير وتداعيات هذه الأعمال العدائية على القرى المجاورة"، والثالث فهي "أعمال المنشقين عن المنظمة الصهيونية الرسمية، أي (ايتسل وليحي) دواعش المنظمات الصهيونية".
ولفتت إلى أن السبب الرابع هو أوامر مؤسسات ومجموعات عربية، والخامس يعود إلى نشاط الاشاعة والحرب النفسية من اليهود لتهجير العرب، أما السادس فهو أوامر عسكرية وانذارات نهائية بالإخلاء ضد القرى العربية.
يشار إلى أن مئات آلاف من الفلسطينيين أجبروا على ترك ممتلكاتهم وعقاراتهم خوفا من أن يتم إلحاق الأذى بهم بعد أنباء عن مجازر ارتكبتها عصابات يهودية في عدد من القرى والبلدات الفلسطينية قبل العام 1948.
ونتيجة لنكبة العام 1948، لجأ عشرات الآلاف منهم إلى دول عربية مجاورة وإلى الضفة الغربية وقطاع غزة، تاركين خلفهم عقارات وشهادات ملكية.
وترفض دولة الاحتلال منذ ذلك الحين عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم، كما ترفض الاعتراف بوقوع مجازر أو هدم مئات القرى الفلسطينية.
يذكر أن مصطلح "النكبة" يرمز إلى التهجير القسري الجماعي عام 1948 لأكثر من 750 ألف فلسطيني من بيوتهم وأراضيهم في فلسطين، وتمثلت في نجاح الحركة الصهيونية -بدعم من بريطانيا- في السيطرة بقوة السلاح على القسم الأكبر من فلسطين وإعلان قيام ما يسمى بدولة "إسرائيل".