اعترفت مصادر أمنيّة، وُصفت بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب، كما أفادت صحيفة (معاريف) العبريّة، اعترفت بأنّ صواريخ الكورنيت المضادّة للدبابات تمثل أكبر تهديد لقوات الجيش الإسرائيلي التي تحاول الدخول إلى قطاع غزة.
وأشارت المصادر عينها إلى أنّ أحد الصواريخ المضادة للدبابات من نوع كورنيت أطلق في الرابع عشر من شهر تموز (يوليو) الماضي على دبابة للجيش ممّا أدى لإصابة ثلاثة جنود أحدهم بحالة الخطر عندما تقدمت عبر الحدود الشمالية لقطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن ضابط في الجيش الإسرائيليّ قوله إنّ هناك العديد من الاشتباكات بين الجيش والمقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة مؤكدًا على أنّ الإصابات في صفوف الجيش سببها صواريخ الكورنيت الموجهة. ولفت الضابط إلى أن الجيش يعتبر الكورنيت أكبر تهديد مقارنة بالصواريخ المضادة للدبابات الأخرى التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية في غزة. وزعم أن هذه الصواريخ المضادة للدبابات وصلت لحماس من سوريّا قبل عدة سنوات وبكميات ليست قليلة.
وأوضحت المصادر الأمنيّة الإسرائيليّة أيضًا بأنّ صاروخ الكورنيت المعروف باسم (AT-14) جيل روسيّ مضاد للدبابات وقد وضع في الخدمة العسكرية في العام 1994 ليصبح الصاروخ المعتمد لدى الجيش الروسي رسميًا. وبحسب (معاريف) فإنّ هذا الصاروخ يمكن أن يخترق في الدروع الفولاذية السميكة ما بين 1000-1200 ملم ، ويمكن ضربه ما بين 100 متر و3.5 – 5.5 كيلو متر. ونوهت إلى أنّ الصاروخ يُمكن استخدامه لإسقاط الطائرات المروحية بطيئة السرعة والتي تطير على مستويات منخفضة.
وأكّدت الصحيفة، نقلاً عن المصادر الإسرائيليّة عينها، على أنّ صواريخ الكورنيت استخدمت في حرب لبنان الثانية ضد دبابة الميركافا ما أدى لإيقاع إصابات وقتلى على نطاق 5 كيلومترات من مكان العمليات العسكرية الإسرائيليّة. بالإضافة إلى ذلك، لفتت الصحيفة إلى أنّ كشف روسيا مؤخرًا عن إنتاجها صاروخًا مضادًّا للدبابات من طراز كرونيت EM المطور، أثار قلقًا إسرائيليًا وتخوفًا شديد من وصول هذه الصواريخ إلى سوريّة ومن ثم إلى منظمة حزب الله اللبنانية، حيث تتمتع هذه المنظومة بقدرة على إطلاق صاروخين في ذات الوقت مما يشكل خطرًا على الآليات المصفحة التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيليّ.
وحسب وسائل إعلام عبرية فإنّه تمّ الكشف عن هذا التطوير الروسي خلال معرض للأسلحة المتطورة عقد في الفترة الأخيرة، ويدور الحديث عن منظومة ونموذج مطور لصاروخ الكورنيت القديم من حيث دقة الإصابة والمدى والذي من المفترض أن يكون بسيط التشغيل أمام تشكيلة واسعة من الأهداف.
ويُعّد مركز القلق الإسرائيليّ من وصول كميات كبيرة من هذه الصواريخ روسية الصنع من خلال سوريّة إلى منظمة حزب الله، حيث يتمتع هذا الصاروخ بأفضلية عالية للعمل داخل المحميات الطبيعية كالتي في جنوب لبنان حيث يمكن تثبيت قاعدته المتحركة السهلة في تلك الأماكن، على حدّ قول المصادر الأمنيّة في تل أبيب. وكانت أفضل تجربة قتالية لصاروخ الكورنيت العادي هي حرب لبنان 2006 حيث شكلّت صواريخ حزب الله المضادّة للدروع صدمة قوية للجيش الإسرائيليّ ولدبابة الميركافا التي تشكل فخر الصناعة العسكرية الإسرائيليّة، ومن بين هذه الصواريخ كان الكورنيت هو أكثرها فعالية وتأثيرًا في تدريع الميركافا الطبقي.
ولقد تأكدت تلك الفاعلية التدميرية بتصريح الجنرال الإسرائيليّ المُتقاعد غيورا آيلاند عقب الحرب بقوله: لقد اكتشفنا أنّ الجانب الأعلى لدباباتنا الرئيسة ميركافا، كان لقمة سائغة للقذائف الحديثة، ثنائية الرؤوس، واستطاع الكورنيت تدمير عدد منها، على حدّ تعبيره.
ويبقى من الصعب تحديد عدد دبابات الميركافا التي تم تدميرها بصاروخ الكورنيت على ضوء التصريحات الإسرائيلية بكون سوريّة قد سلّمت عددًا قليلاً منها لحزب الله على سبيل التجربة، إلا أنّه من المؤكّد أنّ عددًا كبيرًا منها قد تمّ سحقها أوْ على الأقل إعطابها وإخراجها من الخدمة بعد إصابتها، خاصة في معركة وادي الحجير التي شكلت كمينًا مُحكمًا و قاتلا وسمتها صحيفة “هآرتس″ بمجزرة الدبابات، حيث خسرت “الفرقة 162 الفولاذية” ما يقارب 39 دبابة ميركافا و 12 جرافة عسكرية من نوع CATERPILLAR D9 تابعة لسلاح الهندسة.