الترويج لفلسطين

wxWTC.png
حجم الخط

بقلم: د. دلال عريقات

 

الجامعة العربية الأمريكية

من مِنا لم يقرأ قصة الحورية الصغيرة The Little Mermaid؟ هذه قصة مشهورة جداً للكاتب الدنماركي هانز كريستيان آندرسون.

لن أكتب الْيَوْم عّن أهمية هذا الكاتب في عالم القصص القصيرة ولكن شدني هذا الكاتب للكتابة الْيَوْم لسبب آخر وهو أن مملكة الدنمارك بدأت تبحث بشكل وطني ورسمي عن شعار أو رمز للترويج للدنمارك والبحث عّما يميز كوبنهاغن (العاصمة الدنماركية) وما يمكن أن يجذب السياح من أنحاء العالم.

وتم اختيار رمز حورية البحر الصغيرة المُستنبطة من قصة آندرسون والتي تجلس الْيَوْم بشكل تمثال على صخرة في مرفأ كوبنهاغن، طول التمثال 1.25 متر – يزن حوالي 175 كجم، من تصميم أدوار اريكسن ونصب عام 1913 لاحياء ذكرى حكاية حورية البحر الصغيرة وبالفعل لقد عمل هذا التمثال الصغير على جذب الملايين من السياح ومن الجدير بالذِكر أن التمثال نفسه تبرعت به الشركة الدنماركية عابرة القارات كارلسبرغ Calsberg. أي أن القطاع الخاص أسهم في إنجاح فكرة الترويج من خلال تمويل هذا التمثال.

بالرغم من بساطة الفكرة، فملايين البشر من الكبار والصغار يزورون العاصمة الدنماركية لزيارة تمثال الحورية الصغيرة وأصبحت كوبنهاغن المدينة الرمزية لعالم حوريات البحر.

ما دفعني للكتابة هو أننا في فلسطين لدينا بيت لحم مهد المسيح عليه السلام، لدينا القدس ولدينا أريحا ونملك المئات من القصص الثقافية والتاريخية ذات القيمة المعنوية والروحية السهلة التسويق عالمياً وهنا أؤكد على ضرورة قيام دراسة وطنية رسمية لاختيار شعارات أو رموز لفلسطين واستثمارها لشد الزوار للترويج لما هو نادر وخاص بفلسطين دون غيرها، نعم للترويج لفلسطين نعم للتوسيم الوطني، حان الوقت للترويج للهوية الوطنية الفلسطينية بتوظيف الدبلوماسية العامة وإظهار ما هو مميز في فلسطين ثقافياً، تاريخياً، سياسياً أو اجتماعياً. هذا الموضوع يتطلب قرار رسمي على مستوى رئاسة الوزراء لتشكيل فريق وطني استراتيجي لاختيار رموز تعكس العمق الثقافي والسياسي ثم توزيعها على مستوى البلديات والمحافظات. بالرغم من أن الاحتلال هو المُعيق الأكبر أمام ازدهار السياحة، لا بد لنا من العمل بشكل جماعي وطني ورسمي لإظهار فلسطين بالشكل الذي يليق بها.