طالما الشركات الاسرائيلية مستفيدة من الاحتلال .. سيبقى الاحتلال

ZssZg.jpg
حجم الخط

د. ناصر اللحام

 

حتى لا نكرر ذاتنا ونعود على نفس الأفكار والمفردات .. يعمل الاحتلال على الاستفادة من اتفاقيات اوسلو ( اكثر من اتفاقية ) ومنها اتفاقية باريس وملحق طابا وغيرها ، ويمنع على الفلسطينيين الإستفادة منها ويتصرف وكأن الحقوق الفلسطينية " إنجازات " يتحكم بها وقتما يشاء وكيفما يشاء.

وأمام هذه التراكمات حاولت السلطة الفلسطينية بمختلف الطريق وقف الاعتداءات الاسرائيلية إقتصاديا وأمنيا وسياسيا دون جدوى ، فقد إستباحت اسرائيل المدن الفلسطينية وتحكّمت بالإقتصاد بطريقة مؤذية وقاسية وجعلت حياة الناس جحيما ، ومنعت التطوّر الطبيعي للمجتمع .

قرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي لم تلق أي اهتمام من جانب اسرائيل ، بل إن الاحتلال هزأ بها واستخف بقيمتها وحاول زيادة الضغط على الوزارات بطريقة تدميرية .

السلطة أوقفت التحويلات الطبية الى المشافي الاسرائيلي , وبعد فترة ستوقف إستيراد اصناف وأصناف عديدة من البضائع الاسرائيلية وأولها النفط والبترول ، وهي خطوات قيد التنفيذ وليست للتلويح الاعلامي .

مثل الاسمنت والالبان والملابس والبترول والدواء ، يسير قطاع غزة رويدا رويدا نحو الاستيراد من مصر ، والضفة الغربية تعزز التبادل التجاري مع الاردن . وهو ما فعله رئيس الوزراء اشتية قبل اسبوع في الاردن ، وهو ما يفعله اليوم في بغداد .

لا نملك جيشا يدافع عنّا في وجه اعتداءات الاحتلال . لكن الفلسطيني يملك إرادة وقرار وهو قادر على تنفيذها مهما بلغت الخسارة المؤقتة .

بإختصار ومن دون شرح مسهب : حكومة محمد إشتية تسير الزاميا بإتجاه الإنفكاك الاقتصادي والسياسي والأمني عن الإحتلال مهما بلغ الثمن ومهما كانت النتائج .

قد لا يشعر المواطن الفلسطيني بأثر مادي إيجابي مباشر لهذه القرارات .. وقد يغضب وكلاء البضائع الاسرائيلية والمستفيدين من الكومبرادور المستفحل في اقتصادنا . ولكنه سيحقق ما طمح له منذ ربع قرن لمصلحة الفلاح والصانع والتاجر العربي والفلسطيني .. وسيعرف الاحتلال ان الشعوب اذا هبّت ستنتصر .