في الوقت الذي لا يكاد أن يمر فيه يوم على قطاع غزة دون ذكر أحداث مؤسفة ينجم عنها أضرار بشرية ومادية، أكدت شرطة المرور بغزّة، على أنها لن تسمح بأن نصل لحالة من الفوضى والفلتان، وأنها تريد أن يعمّ النظام والانضباط بما يتماشى مع القانون.
وجاء ذلك خلال لقاء حواري نظّمته مؤسسة "بيت الصحافة - فلسطين" اليوم الثلاثاء في مدينة غزة بعنوان: "واقع المرور في غزة تحديات وتوصيات " وسط حضور لفيف من ضباط الشرطة والكتاب والصحفيين ووسائل الإعلام المحلية والدولية
وقال مدير عام شرطة المرور بغزة العميد إيهاب مهنا في كلمته على هامش اللقاء: "إن شرطة المرور هي الإدارة التي تعمل 100% مع المواطنين بشكل يومي، وإنها تقع بين نارين النار الأولى تكمن في الناس التي ترفض المخالفات المرورية نتيجة تردي الوضع الاقتصادي، أما النار الأخرى وهي التي تحرق ضميرنا ألا وهي صور ضحايا حوادث الطرقات".
وأضاف: "شرطة المرور لن تسمح بأن نصل لحالة من الفوضى والفلتان، وهي تريد أن يعم النظام والانضباط، مع عدم إغفال الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع"، مردفًا أن المرورو بغزة تعمل وفق ثلاثة أمور أساسية وكلها تنصب في إطار مشكلة واحدة ألا وهي حياة الناس ومصلحتهم.
وأوضح مهنا أن السائق الذي يسوق بدون رخصة قيادة هو من يطبق عليه القانون ويتم محاسبته بشدة، إضافة إلى موضوع قطع الإشارة، والدخول في المعاكس، وكل ذلك له علاقة بحياة الناس، منوهًا إلى أن هناك آلاف من المخالفات التي يحاسب عليها القانون كحزام الآمان وغيره لا يتم نتطرق لها مراعاة للناس.
وأردف: "إجمالي قيمة المخالفات المنجزة (المدفوعة) خلال الـست شهور الأخيرة من "1/يناير إلى 30/يونيو، بلغت نحو مليون و600 ألف شيقل، أما الغير مدفوعة بلغت حوالي ثلاثة مليون شيقل، كما تم تحرير حوالي 500 مخالفة سياقة بدون رخصة قيادة في المدة ذاتها".
وتابع: "نجم عن الحوادث التي وقعت في تلك المدة وفاة 32 شخص وإصابة 660 آخرين تنوعت جروجهم ما بين البسيطة والخطيرة والمتوسطة، علمًا بأن هذا العدد مقبول وضمن المتوقع".
وأكد مدير عام شرطة المرور بغزة، على أن شرطة المرور اتخذت إجراءات من شأنها التخفيف من أعباء المواطنين، منها استقبال الناس والاستماع لهم من خلال لجنة مختصة تم تشكيلها مؤخرًا.
واختتم بالقول: "44% من المخالفات المحررة أجري لها تخفيض أي بما يعادل 724 ألف شيقل من أصل مليون و600 ألف شيقل فعلى سبيل المثال تم تخفيض مخالة محررة بمبلغ 100 شيقل إلى 50 وهكذا".
من جهته، قال المتحدث باسم الشرطة الفلسطينية بغزة العقيد أيمن البطنيجي في كلمته: "دائمًا العلاقة متينة بين الشرطة والمواطن ووجود الشرطة من أجل حماية المواطن هو من أسمى الأهداف لنا".
وذكر البطنيجي: "يؤثم المتهاون الحقيقي في إشارات المرور، بحسب ما أكده علماء شرعيين، لأنه يعرض بذلك حياته وحياة الآخرين للخطر والتهلكة".
واستدرك بالقول: "يقع على عاتقنا حماية المواطن من خلال الحفاظ على القوانين، ولدينا أعمال مختلفة فهناك أكثر من 30 إدارة مركزية منهم 10 فيها احتكاك مباشر وصريح مع المواطنين"، مشجعًا على عقد مثل هذه اللقاءات التي تفتح المجال لوضع توصيات من شأنها تغير الواقع للأفضل
بدوره، رحب رئيس مؤسسة بيت الصحافة الأستاذ بلال جاد الله بالضيوف، مشددًا على أن المؤسسة تسعى لتعويز مبدأ حرية الرأي والتعبير.
وأوضح جاد الله أن ذلك يأتي من خلال عقد عدة برامج من ضمنها اللقاءات الحوارية التي تستهدف العلاقات بين المسؤول والمواطن، وبين الإعلام والمواطن.
وذكر جاد الله: "هناك احتكاك يومي بين المرور والمواطن فلا بد من الاستماع إلى واقع عمل المرور بغزة"، مشيرًا إلى أن اللقاء يأتي من أجل تعزيز مبدأ النقاش.