ألقى رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اليوم الثلاثا، كلمتين منفصلتين، إحداها خلال حفل لتخريج الفوج الخامس والأربعين لجامعة الخليل، والأخرى بالاحتفال في اليوم الوطني المصري برام الله.
وقال اشتية خلال كلمته في حفل تخريج الفوج الخامس والأربعين لجامعة الخليل، اليوم الثلاثاء، إن التعليم عند الفلسطيني رافعة نحو التقدم وبناء الدولة، نحن جزء من التقدم وعلينا أن نحدث التغيير في واقعنا وأن نقفز لكي نلحق بالعالم".
وذكر: "الفلسطيني يرتكز في تقدمه على العلم بشكل أساسي، ونحن نعيش في ظرف صعب، أرضنا مصادرة، عليها مستوطنات، وغزة معزولة، والضفة مقسمة، ولم يعد الإسرائيلي يحترم أيا من الاتفاقيات."
وأردف: "أمس هُدمت 16 بناية في وادي الحمص وهذا جزء من الحرب الجغرافية الديموغرافية التي تشنها إسرائيل علينا، وجزء من التطهير العرقي في مدينة القدس، ضمن مخطط إسرائيل 2020 الذي يهدف إلى تخفيض عدد سكان القدس إلى ما لا يزيد عن 19% من مجمل السكان، وبالأمس قلنا لأهلنا في واد الحمص ابقوا في القدس، ونحن جاهزون أن نعزز صمود أهلنا في المدينة المقدسة".
وتابع: "لا أفق للسلام مع الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، وإسرائيل تعمل بشكل ممنهج على تدمير إمكانية أي حلول مستقبلية، وما جرى في القدس أمس استدعى السيد الرئيس محمود عباس أن يدعو يوم الخميس إلى اجتماع لتدارس الخطوات القادمة، ونحن من جانبنا بدأنا باستراتيجية الانفكاك عن الاحتلال، واوقفنا التحويلات الطبية إلى إسرائيل، وعززنا مستشفياتنا، وسنرتكز إلى منتوجنا الوطني في مواجهة منتجهم. والذين يهدمون بيوتنا لا يريدون السلام ومن يشجعهم لا يريد السلام أيضا".
وأوضح: "الذين يسوّقون فكرة السلام الاقتصادي على حساب الحل السياسي لا يريدون السلام، نحن شعب يريد الحرية والكرامة وعزة النفس ونريد أن نبني حقوقنا على العدل، من أجل دولة فلسطينية ذات سيادة قابلة للحياة مترابطة الأطراف عاصمتها القدس وحق العودة للاجئين، ونريد الحرية لأسرانا الأبطال وأن نبقى الأوفياء لهم".
واستطرد رئيس الوزراء: "إن الإنسان الفلسطيني مبدع ومقاوم وفيكم سنكون أفضل، محافظة الخليل فيها الخير وأهلها أهل خير مثل كل أهل فلسطين، وأنتم أهل مبادرة وصناعة، وهذه المحافظة ستكون عنقودا صناعيا، أحييكم وأحيي الجامعة وأهل المحافظة بكل مكوناتها".
واختتم اشتية: "أقول للطلبة إن الشهادة التي تتسلمونها اليوم تؤهل حاملها أن يرى القدس بوضوح عاصمة لدولة فلسطين، وأن يرى غزة أجمل لتكون جزءا لا يتجزأ من دولة فلسطين، ويكون الوطن واحدا موحدا عامرا متطورا، ويرى أهلنا في الشتات يعودون إلى وطنهم".
وحضر الحفل كلًا من محافظ الخليل جبرين البكري، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي محمود أبو مويس، ورئيس مجلس أمناء الجامعة نبيل الجعبري، والكادر التدريسي فيها، وعدد من الشخصيات الرسمية والاعتبارية، وأهالي الخريجين.
في سياق آخر، ألقى اشتية كلمة في الاحتفال باليوم الوطني المصري، اليوم الثلاثاء برام الله، بحضور السفير المصري لدى فلسطين عصام عاشور، وعدد من الوزراء وأعضاء اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح، والسفراء والقناصل والشخصيات الرسمية والاعتبارية".
وقال اشتية:"23 يوليو يوم ضارب في تاريخ مصر وفلسطين ايضا، فالعلاقة بين البلدين تمتد في عمق التاريخ، والعلاقة ليست جغرافيا سياسية فقط وحكم الجوار، بل هي العروبة والمد القومي العربي والناصرية والحقب المتلاحقة الى ان وصلنا الى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، واليوم تتوج روح العروبة بين فلسطين ومصر بالتنسيق المستمر بين الرئيسين ابو مازن والسيسي".
وأضاف: " لقد كان الرئيس جمال عبد الناصر أول من استقبل الرئيس الراحل ابو عمار في القاهرة بعد حرب الكرامة، ولقد كان أول من اصطحب ياسر عرفات الى موسكو ليفتح لنا ابواب الاتحاد السوفييتي والذي أصبح لنا حليفا على مدار التاريخ".
وتابع: "نحن شركاء مع مصر في العديد من القضايا، وأهمها الجغرافيا السياسية وما تشكله حدود فلسطين التاريخية مع مصر والعمق العربي للانفكاك التدريجي من العلاقة التي يفرضها علينا واقع الاحتلال، ونحن في الطريق قريبا الى القاهرة بعد الأردن والعراق، لأننا نريد للجغرافيا السياسية وعمقنا العربي أن يكون هو الحاضنة لنا في طريقنا نحو الاستقلال والانفكاك من الاحتلال".
وأردف: "والقضية الثانية التي نحن شركاء فيها مع مصر هي الشرعية الفلسطينية المتمثلة بمنظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، هذه الشرعية التي ولدت في القاهرة، وهذه الشرعية التي تحرص عليها القاهرة دائما، وثالثا حل الدولتين المستند الى إقامة دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس، وحل قضية اللاجئين على أساس 194، ورابعا الوحدة الوطنية الفلسطينية المبنية على أساس لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، وخامسا المشاريع في صحراء سيناء هي في عمق استراتيجية محاربة الإرهاب الذي نحن نشارككم فيه، لأننا نتمنى لمصر الخير والسلام".
وذكر "نحن نريد لمصر أن تكون نقطة استقطاب للعرب، بوزنها السياسي والجغرافي والديموغرافي والعسكري والاقتصادي، ونحيي الجهد المصري للعمل على إنجاز المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام، واؤكد لكم ان توجيهات الرئيس أبو مازن واللجنة المركزية عقولنا وقلوبنا مفتوحة من أجل مصالحة وطنية فلسطينية حقيقية مبنية على أساس الاتفاقات الموقعة وآخرها 12/10/2017".
وبين: "نتطلع في الحكومة الى انعقاد اجتماع وزاري فلسطيني مصري لمتابعة القضايا المشتركة، واحيي موقف مصر الداعم لإنهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطين المستقلة، والدفاع عن قضايا في جميع المحافل الدولية، سواء في الأمم المتحدة او الجامعة العربية ومناحي العمل الدبلوماسي".
واختتم رئيس الوزراء كلمته: "أحيي مصر بكافة مكوناتها الوطنية والعسكرية والامنية والمدنية والثقافية والفنية، وستبقى مصر أم الدنيا، درع الحماية للعرب ولفلسطين، وسنبقى هنا نناضل من أجل الاستقلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس على حدود 1967، وبناء عليه رفضنا الذهاب الى ورشة المنامة لأننا رأينا فيها ذرا للرماد في العيون، ورأينا فيها إجحافا في المسار السياسي الذي نطمح اليه، فنحن لا نبحث عن رفاهية تحت الاحتلال ولا عن حل اقتصادي، ونحن نقبل كل مبادرة تنهي الاحتلال ونرفض كل ما عداها".