كشف مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، اليوم الخميس، عن تعليمات جديدة أصدرها جيش الاحتلال لجنوده بشأن قواعد إطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين قرب السياج الفاصل شرق قطاع غزة.
وقال "بتسيلم": إن جيش الاحتلال غيّر تعليماته الصادرة الى القناصة على حدود قطاع غزة، بعد مرور أكثر من عام على مسيرات العودة التي استشهد وجرح خلالها مئات الفلسطينيين، دون مبرر، موضحاً أنه أصدر قراراته بالتصويب إلى ما تحت "رُكب المتظاهرين الفلسطينيين"، بعد أن تبين أن التصويب إلى الجزء الأسفل من الجسم وفوق الرّكبة، سبّب الموت في معظم الأحيان، وذلك استنادًا لما ذكرته هيئة البث الرسمية "كان".
ورأى المركز الحقوقي أن هذا القرار، فيه اعتراف رسمي إسرائيلي بأن القتل خلال المسيرات، كان دون أي مبرر، وأن الدولة لا تعتبر الفلسطينيين "بشرًا".
وأضاف: "الآن تعترف جهات رسميّة في إسرائيل، أنّها كانت تعلم جيّدًا أنّ هناك من قُتلوا في هذه المظاهرات دون أيّ مبرّر حتى من وجهة نظر الدّولة، رغم ذلك لا أحد كلّف نفسه تغيير التعليمات بل واصل الجيش العمل بطريقة التجربة والخطأ وكأنّ الفلسطينيّين ليسوا بشرًا حقيقيّين يقتلهم الرّصاص الحيّ ويصيبهم بجراح - وهو ما حدث فعلًا؛ بشر تدمّرت حياتهم وحياة أسرهم إلى الأبد".
وفي السياق، نقلت إذاعة البث الإسرائيلي "كان" عن جيش الاحتلال قوله: إنه " بعد أن تبيّن أنّ التصويب على الجزء الأسفل من الجسم وفوق الرّكبة، سبّب الموت في معظم الأحيان رغم أنّه لم يكن هذا هو القصد، التعليمات للجنود من الآن فصاعدًا هي أن يصوّبوا إلى ما تحت الرّكبة كملاذ أخير ولاحقًا قيل لهم إلى الكاحل".
وأشار "بتسيلم" إلى أن تغيير تعليمات إطلاق النار، لا يعني أن جيش الاحتلال يولي قيمة لحياة البشر.
وقال: "قرار تغيير تعليمات إطلاق النار في هذا الوقت المتأخّر وبعد تطبيقها طيلة أكثر من سنة وتسبّبها في مقتل ما لا يقلّ عن 206 فلسطينيين (مراكز فلسطينية تقول إن العدد 207)، من بينهم 37 قاصرًا (44 حسب مراكز فلسطينية) وجرح الآلاف ليس معناه أنّ الجيش يولي قيمة كبيرة لحياة البشر، بل معناه عكس ذلك تمامًا.. إنّه يدلّ على أنّ الجيش اختار وهو بكامل وعيه ألّا يعتبر من يقفون قبالته في الجانب الآخر بشرًا، محكمة العدل العليا صدّقت ببراءة مصطنعة هذا الكلام وصادقت عليه، هؤلاء وأولئك يتحمّلون مسؤوليّة هذه السياسة الإجراميّة".
يذكر أن قمع قوات الاحتلال للمشاركين في مسيرة العودة أسفر عن استشهاد 306 فلسطينيين، وإصابة أكثر من 31 ألفا بجراح مختلفة، وصل منهم إلى مستشفيات القطاع نحو 17500 جريح، بحسب إحصائية وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.