أعلنت مصادر تونسية اليوم الجمعة، أنه تم نقل جثمان الرئيس التونسي الراحل الباجي قايد السبسي من المستشفى العسكري بالعاصمة تونس إلى قصر قرطاج بالضاحية الشمالية؛ تمهيدا لتشييع جنازته غدا بحضور عدد كبير من قادة ورؤساء الدول والوفود الأجنبية.
وتجمع عشرات المواطنين أمام المستشفى العسكري لإلقاء نظرات الوداع الأخيرة على جنازة الرئيس الراحل، وسط حالة من الحزن تعم تونس بعد الإعلان أمس الخميس عن رحيل رئيسها، الذي يوصف بأول رئيس منتخب بشكل مباشر من الشعب بعد الثورة.
وأضافت المصادر، أن البلاد تستعد لتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة خلال أقل من شهرين، مما يشكل تحديا وسط مناخ سياسي مشحون.
وبعد ساعات من وفاة السبسي، أدى محمد الناصر (85 عاما) رئيس مجلس نواب الشعب اليمين، ليتولى الرئاسة المؤقتة للجمهورية، كما ينص الدستور.
وأعلنت الحكومة التونسية إثر وفاة السبسي عن عمر 92 عاما الحداد لأسبوع، وصدرت الصحف الجمعة باللونين الأبيض والأسود، وألغيت كل التظاهرات الفنية.
وبدت البلاد في حالة حزن عام وهي تبكي أول رئيس لها انتخب في اقتراع عام وديمقراطي ومباشر عام 2014.
وعنونت صحيفة "لوتان" الناطقة باللغة الفرنسية الجمعة "الوداع سيدي الرئيس"، وكتبت "حزننا كبير وألمنا شديد".
كما صدرت الصفحة الأولى لصحيفة "المغرب" باللونين الأبيض والأسود، ووضعت عنوان "وترجل الباجي قائد السبسي، نهاية رجل استثنائي".
وانهالت برقيات التعازي على تونس عقب إعلان الوفاة، مذكرة بدور الرئيس المحوري والمهم في "السير نحو الديمقراطية".
وتأتي وفاة الباجي قبيل أشهر من نهاية عهدته الانتخابية آخر العام الجاري، وأمام محمد الناصر الرئيس المؤقت تحدي تنظيم الانتخابات خلال مدة زمنية يكون أدناها 45 يوما، وأقصاها تسعين يوما.
ومن جانبها، قررت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إثر وفاة السبسي تغيير أجندة الانتخابات، وتقديم الرئاسية منها إلى 15 سبتمبر/أيلول مبدئيا، في حين أبقت الانتخابات البرلمانية في موعدها في السادس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وأثنى العديد من التونسيين على الانتقال السريع والسلس للسلطة الخميس، في بلد يعد الناجي الوحيد من تداعيات الربيع العربي، والذي يواصل مسيرته نحو الديمقراطية رغم التحديات والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والتهديدات من قبل الجماعات الجهادية المسلحة.
وفي وقت سابق، كتبت صحيفة "لابراس" الحكومية والناطقة بالفرنسية "التونسيات والتونسيون أمام امتحان صعب ليبرهنوا أنهم يستحقون الديمقراطية، وقد نجحوا في امتحان إقناع العالم بأسره بأن تونس بلد ديمقراطي".