بالصور بالصور : بعد أربعة شهداء .. هدوء حذر يسود مخيم عين الحلوة "دمار وخراب هائل"

11910977_10206031493999623_1184283713_n
حجم الخط

ساعات قليلة من الهدوء المشوب بالحذر فصلت ما بين الجولة الأولى (22-23) آب والجولة الثانية المتجدّدة (24-25) آب، وعلى رغم وقف إطلاق النّار من جديد عصر 25 آب، إلاّ أن النّاس لا زالت في انتظار تجدّد الجولة من جديد، فلا حلول منطقيّة ولا اتفاقات واضحة، ولا تحديد واقعي للمسبّبات .

الجولة الثانية والتي امتدّت على أكثر من 24 ساعة، حصدت مزيداً من القتلى والجرحى وهجّرت المزيد من سكّان المخيّم .. أما الدمار والخراب فبات شاملاً معظم أحياء المخيّم، والخدمات ببناها التحتيّة باتت خراباً شاملاً يحتاج إلى وقت وأموال باهظة لإعادة ضخّ الحياة في شرايينها.
 "حي عكبرة" والذي يعتبر من أكثر الأحياء المنكوبة في المخيّم، تعجز الكلمات وتبهت الصورة أمام حجم الخراب والدمار والأضرار التي طالت معظم حتى لا نبالغ ونقول كلّ بيوت الحي البالغ عددهم (68) بيت.

على الشّارع الرّئيسي المقابل للحيّ، عشرات المحال التجاريّة المدمّرة كليّاً أو جزئيّاً والتي أخذت بحطامها رزق عشرات العائلات والتي كما تدلّ التجارب سينتظرون شهوراً وشهوراً لنيل جزء يسير من تعويض لا يغني ولا يسمن من جوع.
سمير كايد الرّجل الأربعيني وصاحب ملحمة على الشّارع العام في حيّ الصفصاف – عكبرة - دمّرت كليّاً، يقول وهو والد لشاب و5 بنات، أنه فقد مصدر رزقه الوحيد، ولقمة عيش أطفاله بانتظار رحمة الله وتعويض قد يأتي يوماً ممّن سبّبوا الخراب.
من طرابلس حيث هجرها بفضل الأحداث الأمنيّة المتنقّلة هناك، جاء إلى عين الحلوة بحثاً عن أمان ظنّ به ورزق سعى إليه بكدٍ ورجاء، فلا وجد الأمن والرزق تحطّم أمام عينيه وما يزيد الغصّة بأدوات فلسطينيّة.

رجل سبعينيّ يعمل كبائع خضار، دمّر محلّه بالكامل وتحوّل إلى رماد، رفض ذكر اسمه وحتى الحديث معنا، قائلاً من أين آتي بستّة آلاف دولار حتى أعيد دوران الحياة لتأمين لقمة الأبناء والأطفال.
نضال زيدان والذي دمّر محلّه بشكل جزئي، علّق "لا أريد الإصلاح فتأتي جولة أخرى تأكل ما هو موجود وما أضيف من إصلاحات."
الكارثة الكبرى في الحي وجدناه في إحدى بنايات آل ميعاري، المؤلّفة من ثلاث طبقات وتحتوي عدّة شقق يسكنها أخوة أشقاء، شقّة الشقيق المسافر دمّرت بشكل كامل ولم تسلم حتّى الأوراق الثبوتيّة، باقي الشقق دمارها عظيم وإن كان هناك بعض من الأشياء التي سلمت.
أكثر من "30" شخصاً تجمّعوا في أحد حمّامات الطّابق الأرضي، وبعد أن أصيب المنزل بعدّة قذائف واشتعلت الحرائق في الطوابق العليا، تعالى الصّراخ من الجميع حتّى تمكن بعض أهل الحي المتواجدين من إنقاذ الأطفال وسحبهم من لهيب النّار والدّخان المتعالي.

المضحك المبكي كما تقول أم أحمد، أنه إضافة إلى الكارثة التي حلّت بنا، فقد تمّت بعد خروجنا سرقة مبلغ (500) ألف ليرة هي جمعيّة حصلنا عليها ظهر يوم الحدث (24) آب.
ما بين جولة وجولة، لا يمكننا إلا لملمة الأضرار وانتظار ما هو آت . 

ضحايا جُدد وجرحى كثر، دمار هائل وخراب منتشر، خدمات متهالكة وفوق كلّ ذلك، قلق وخوف وانتظار.