القدس رحم فلسطين وعروس العرب .. بكاها الفن وأبكانا !!

resize (3).jpg
حجم الخط

بقلم د. عبد الحميد العيلة

 

  من يعتقد أن القدس ستخضع يوماً ما للتفاوض أو المساومة على الحق العربي والفلسطيني فيها فهو واهم .. فهي الرحم الذي أنجب الأبطال الذين دافعوا ومازالوا يدافعون عن القدس .. قدموا آلاف الشهداء والجرحى والأسرى على مذبح الحرية والإستقلال وقد بكاها الشعراء وتغنت بها قامات من الفنانيين العرب فها هي فيروز بعد أن زارت هي وزوجها عاصي الرحباني وصهرها منصور مدينة القدس عام 1964 وقد تجولت في شوارعها العتيقة وكانت تعانق نساءها وهي تبكي بعد سماع أهلها عن حالهم بعد النكبة وما كان من أحد سيدات القدس إلا أن قدمت لها هدية بسيطة مزهرية من الفخار مزخرفة بالمسجد الأقصى وكنيسة القيامة وبعد عودتها لبيروت طلبت من صهرها منصور وزوجها عاصي الغناء للقدس فكتب منصور ولحن عاصي أغنية القدس العتيقة ..
 ومطلعها .. " مريت بالشوارع .. شوارع القدس العتيقة ..قدام الدكاكين البقيت من فلسطين .. حكينا سوى الخبرية وعطيوني مزهرية .. قالوا لي هديه .. هديه من الناس الناطرين" !!! ..
 فهاهم أهل القدس وفلسطين ناطرين صامدين أمام كل التحديات التي تحاك للقدس وفلسطين ولن ننسى كل الفنانين العرب الذين غنوا للقدس وفلسطين ..
ورأينا واستمعنا إلى أوبريت القدس عربية ساهم بها فنانيين من الخليج والدول العربية
 ها هي أم كلثوم تغني لفلسطين .. " أصبح عندي الآن بندقية إلى فلسطين خذوني معكم .. ياأيها الثوار " .. 
 وهاني شاكر وعمر دياب غنوا للقدس وشعبان عبد الرحيم في أغنيته الشعبية  " أنا بكره إسرائيل " ..
 وقد شهدت مدينة الإنتاج الإعلامي في مصر مجموعة من الأفلام والمسلسلات التي تحاكي وتروي معاناة وبطولات أهل القدس وفلسطين وعلينا ألا نستهين بالفن والشعر لدعم القضية الفلسطينية وعلى رأسها القدس .. 
 وإرتفعت أصوات المقدسيين بالغناء في الليلة المشهودة في 27/7/2017 عندما إنتصروا بصدورهم العارية على الإحتلال الصهيوني بعد إزالة الحواجز والجسور الحديدية على باب الأسباط في المسجد الأقصى وغنوا للفجر الأغنية العراقية ياوطن ياحبيب .. يا أبو تراب الطيب ..                                                  

 علينا أن نعلم أن الفن رساله قوية وأحد أذرع المقاومة وعلينا أن نقدم الفن الداعم للقضية الفلسطينية وليس الفن أو الزجل الذي يجرح في بعض الدول العربية كما حصل قبل أيام من فنان فلسطيني عندما تهجم على السعودية والإمارات والبحرين ..
 هذه ليست أخلاق الشعب الفلسطيني حتى لو كان لبعض الأصوات النشاز في هذه الدول التي تهاجم الشعب الفلسطيني وقضيته نحن بحاجة للكل العربي بفنهم ومواقفهم الداعمة للقضية فإن كان هناك أصوات شاذة فغالبية الشعوب العربية معنا والقذف والتشهير عيب وينعكس سلباً على القضية الفلسطينية لأننا شعب محتل ولا نريد معاداة أحد من إخواننا العرب وأحرار العالم.