ترأس غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك القدس وسائر أعمال فلسطين والأردن، خلال الأسبوع المنصرم مؤتمراً أقامته منظمة "المجتمع الدولي للقبر المقدس" [ICoHS].
وجاء ذلك بالتعاون مع مؤسسة "هادسون" البحثية برعاية من جامعة "جورج واشنطون" في العاصمة الأمريكية بعنوان "الأماكن المسيحية المُقدّسة في الشرق الأوسط".
وشارك في المؤتمر أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكي، ومسؤولون في البيت الأبيض، وأكاديميون، ومندوبون من البعثات الدبلوماسية لدى الولايات المتحدة، وقيادات مؤسسات المجتمع المدني في العاصمة الأمريكية.
وألقى غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث الضوء على المخاطر المُحدقة بالوجود المسيحي الأصيل في مدينة القدس، وخاصة بعد أن اتخذت محكمة إسرائيلية قراراً خاطئاً باعتماد صفقة عقارات فاسدة، وفتح المجال للمجموعات الاستيطانية المتطرفة بأن تقوم بالاستيلاء على هذه العقارات والتي من أبرزها فندقي الامبريال والبترا في باب الخليل وعقار المُعظمية في الحي الإسلامي من البلدة القديمة بالقدس.
وشدد على أنه يعمل مع جميع رؤساء كنائس القدس من أجل افشال مخططات المجموعات الاستيطانية المتطرفة، ومنعهم من الأقدام على أي خطوة تهدف إلى وضع يدهم على أي من العقارات المسيحية,
ولفت إلى أهمية عقارات باب الخليل وتأثير فقدانها السلبي على الوجود المسيحي في القدس، حيث تُشكل المدخل الرئيسي للحي المسيحي في البلدة القديمة، وطريق وصول المسيحيين، من مواطنين أو حجاج، الى كنيسة القيامة وباقي الكنائس، والبطريركيات والمطرانيات، والأديرة، والمؤسسات الخدماتية التابعة للكنائس مثل المدارس والعيادات الطبية والملاجيء وغيرها من مؤسسات.
ونوه إلى أن جميع كنائس القدس متحدون لمواجهة هذا التحدي وغيره من التحديات التي يفرضها الواقع السياسي المؤلم في القدس، ومحاولات الجماعات الاستيطانية المتطرفة من تغيير الوضع القائم "الستاتيكو" في المدينة، وهو الوضع الساري منذ العهد العثماني.
وأشار إلى أن بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية لن توفر جهداً بالتعاون مع باقي الكنائس لإنقاذ هذه العقارات، وأن البطريركية ستذهب إلى أبعد حدود من أجل الحفاظ عليها وعلى مستأجريها المقدسيين.