قال الكاتب الإسرائيلي يعكوف أحيمائير: إن " الأونروا" ما زالت تمثل جرحاً نازفاً يرفض الالتئام، رغم مرور قرابة سبعين عاماً على إنشائها، وفي كل مناسبة تعيد الأونروا التأكيد على حلقات جديدة فيما يمكن وصفه كتابها الأسود، لاسيما في طريقة شرحها لتهجير اللاجئين الفلسطينيين من أراضيهم في حرب العام 1948، التي شكلت إيذانا بإقامة دولة اسرائيل".
ويتواصل التحريض من قبل بعض الأوساط الإسرائيلية ضد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" أونروا" مستغلة التقارير التي انتشرت مؤخرا حول الفساد داخل أروقة الوكالة.
وأضاف الكاتب في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أن "واحداً وسبعين عاماً مرت، ولم يتغير شيء بعد في موضوع اللاجئين، وتقييم وضعهم، وتوصيف حالتهم، الأمر الذي يخلد من بقاء الأونروا كذراع إنساني للأمم المتحدة، وتعلن أنها معنية بالقلق على مستقبلهم وتأمينه".
وأشار أحيمائير، وهو إعلامي إسرائيلي ومقدم برامج تلفزيونية، وحاز على جوائز رسمية، أنه "كلما مرت السنوات تظهر المزيد من مؤشرات الفساد والاضمحلال في هذه المنظمة الدولية، وهي تواصل تضخيم أعداد اللاجئين الفلسطينيين، وآخر فصول القضايا الداخلية لأونروا شبكة الفساد التي تم كشفها في الآونة الأخيرة من خلال تقرير سري في الأمم المتحدة، أكد وجود مستوى متقدم من الفساد في الصفوف الأولى للأونروا".
وادعى أن "التقارير الداخلية الأخيرة في الأونروا تتحدث عن علاقات "خاصة" بين كبار مسؤوليها خرجت من الإطار المهني الإداري، وقد شكلت هذه المسائل مفاجأة غير سارة للدول المانحة التي تقدم تبرعات دورية للأونروا، لكن الذي لم يتفاجأ من هذه القضايا هو الباحث الإسرائيلي ديفيد بادين، باحث علم الاجتماع".
وكشف أن "بادين متخصص في دراسة أوضاع وظروف اللاجئين الفلسطينيين، خاصة جذورهم التاريخية والأصول القديمة لآبائهم وأجدادهم الأوائل، ويسلط الضوء على ما يتعلمه أبناؤهم وأحفادهم اليوم على كراهية إسرائيل ومقاومتها العنيفة، وكل ذلك عبر مؤسسات الأونروا، حيث يعمل بادين منذ أكثر من ثلاثة عقود في هذا الملف الشائك عبر ترؤسه لمركز أبحاث سياسات الشرق الاوسط في القدس ".
وأشار إلى أن "هذا المركز الإسرائيلي المعني بمتابعة عمل الأونروا، ليس مرتبطا بالحكومة الإسرائيلية، لكنه يتلقى بعض التبرعات لدعم أنشطته البحثية، وتقاريره تصل إلى العديد من دول العالم، ويركز جمهوره على البرلمانيين، ورغم ما يرسله بصورة دائمة من معلومات تكشف سلبيات عمل الأونروا لكن هناك 44 دولة ما زالت تصر على تمويلها، بل وزيادة حصتها".
وزعم الكاتب أن "حجم الفضائح التي كشفها بادين عن الأونروا تكفي لتعبئة كتاب أسود، وليس فقط قائمة في صحيفة، فقد اتفق بادين مع طواقم تلفزيونية في قطاع غزة، لمواكبة نشاطات الأونروا هناك، والتعرف على محتوى العملية التعليمية التي تقدمها للطلاب الفلسطينيين اللاجئين، وحجم الدعم للمقاومة المسلحة ضد إسرائيل، وهو ما اعترف به التلاميذ بالفم الملآن وأمام الكاميرات".
وتابع أن "أرنون غاروس باحث إسرائيلي آخر يعمل مع بادين، قام بفحص أكثر من ثلاثمائة كتاب وكراس يتم تدريسها في مدارس الاونروا، وخرج بخلاصات واستنتاجات أن هذه المقررات التعليمية لا تبث مفاهيم السلام، باستثناء بعض الفقرات القليلة، وبسبب هذا التحريض الذي يتعلمه التلاميذ الفلسطينيون في كتب الأونروا ، فإنهم يسارعون للانخراط في مسيرات العودة الاسبوعية".
ولفت إلى أن "من الملاحظات اللافتة أن اتحاد الموظفين للأونروا يفوز في انتخاباته موظفون قريبون من حماس منذ عشرين عاما، ورغم كل ذلك فإن الدول المانحة حول العالم تواصل دعم الاونروا"، وفق "موقع عربي 21".
وختم بالقول: إن "الإدارة الإمريكية برئاسة الرئيس دونالد ترامب، قلصت ما مجموعه 65 مليون دولار من إجمالي مساعدات الأونروا، وكذلك اتخذت كندا عقوبة مشابهة، فيما يواصل السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون تحذير دول العالم من مواصلة ضخ أموالها في هذه المنظمة الدولية، التي تواصل مسلسل الكراهية ضد إسرائيل".