حرب الإعلام مستمرة .. هكذا نفت إسرائيل رواية القسام التي بثتها الجزيرة !

441
حجم الخط

لم يكد ينتهى التحقيق التلفزيوني الذي بثته قناة الجزيرة القطرية، حول معركة رفح التي فقد فيها العريف الإسرائيلي هدار غولدين، حتى نشرت وسائل الإعلام العبرية تعلقيها على رواية كتائب القسام حول الواقعة، وجمع بين التغطيات الإسرائيلية ثلاثة عناصر أولها التشكيك بصقديتها والتقليل من أهميتها وإبراز الصور الجديدة التي اظهرت جلعاد شاليط.

حرصت الإذاعة العبرية العامة والموقع الإلكتروني لصحيفة يديعوت أحرنوت ومعاريف والقنوات التلفزيونية الثلاثة على التأكيد أن قرار اعتبار العريف غولدن قتيلا جاء بعد فحص عينات دي ان اي التي تم انتازعها بقايا جثة الجندي ومقارنته مع أفراد أسرته، وبعد ذلك اتخذت لجنة من الحاخامات والأطباء قرار اعتبار غولدين قتيلا لأن الأجزاء من جسده التي عثر عليها تشير إلى أنه قتيل.

المعلق العسكري للقناة العاشرة الإسرائيلية الون بن دففيد ربط بيين توقيت الفيلم والضائقة التي تعيشها حماس في قطاع غزة فهي بحسبه تبحث عن انجاز حتى لو كان حقن تخدير لجمهورها الذي يعاني من ضائقة اقتصادية.

وتطرقت كل وسائل الإعلام العبرية إلى العريف غولدن بصفته جندي قتيل غير معروف مكان دفنه.

وأبرزت وسائل الإعلام العبرية اللقطة الجديدة التي تظهر جلعاد شاليط برفقة أحد قادة القسام عندما كان أسيرا.

وشهدت الأعوام الأخيرة محاولاتٍ عديدة لاختراق الرأي العام الإسرائيلي من قبل القيادات الفلسطينية سواء السلطة الفلسطينية في رام الله أو في غزة أو على مستوى الفصائل مثلما فعلت حماس خلال صراعها التفاوضي في ملف صفقة تبادل الأسرى المعروفة باسم "صفقة شاليط".

والعامل المشترك بين كل المحاولات الفلسطينية هو قيامها على فرضية أنه بالإمكان عبر وسائل الإعلام أو بعض النخب الإسرائيلية التأثير على الرأي العام الإسرائيلي لتشكيل حالة ضغط لدفع حكومة الاحتلال نحو الهدف المرغوب من الجهة التي تمارس الضغط.

والفرضية آنفة الذكر خاطئة لأسبابٍ كثيرة لا يتسع المجال لذكرها بالتفصيل، ولكن بالإمكان الإشارة إلى أهمها :

محاولات الفلسطينين استخدام وسائل الإعلام العبرية لتجاوز حكومة الاحتلال والتأثير في جمهورها لتشكيل حالة ضغط حتى هذه اللحظة لم تحصد إلا الفشل الذريع وأدت إلى نتائج عسكية، لأن الإعلاميين الإسرائيليين والمؤسسات بخلفيتهم العسكرية يدركون تمام الإدراك أن منح طرف خارجي إمكانية التأثير في الرأي العام الإسرائيلي خيانة "للوطن"، لهذا عمل هولاء وهم في معظمهم ضباط احتياط في جيش الاحتلال على إحداث تأثير معاكس لأي محاولة من هذا القبيل.