أصدر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام، تعقيبًا على الأحداث الأخيرة الدائرة في المسجد الأقصى المبارك.
وقال عزام في تصريح صحفي مساء اليوم الاثنين:" واضح تمامًا أن دولة الاحتلال تظن أن الفرصة سانحة تمامًا لها في ظل الأوضاع التي تمر بها المنطقة للقيام بما تريد به في مواجهة الشعب الفلسطيني وتحديدًا فيما يتعلق بالقدس المحتلة".
وأضاف عزام:" دولة الاحتلال تدرك المكانة الاستثنائية لمدينة القدس في التاريخ العربي والإسلامي، وهي بالتالي تحاول أن تلغي مكانة هذا المعلم المقدس، من خلال إجراءات عديدة، وهي مستمرة منذ احتلال القدس، منذ عشرات السنين، وهي تقوم بتفعيلها بين فترة وأخرى".
كما وأشار إلى أن الاحتلال يحاول استغلال الظروف الحالية لإفراغ المدينة المقدسة من سكانها، ومحاولة السيطرة الكاملة عليها، مؤكدا على أن رد الفعل على كل ذلك مزيد من التطبيع من دول عربية، ومزيد من الصمت، لكن هذا لن يفت في عضد شعبنا.
وأكد عزام على أنه لا يستطيع أحد إبعاد الدين عن أي حدث إنساني، الشعوب تهرع لمعتقداتها لاستمداد الطاقة والإلهام في مواجهة التحديات الكبيرة.
على امتداد سنوات وعقود جرت محاولات عديدة لإبعاد الدين عن حياة الأمة، لكن كل ذلك فشل.
وتابع قائلا إن "دولة الاحتلال تزداد تطرفاً يوماً بعد الآخر، والدين لا يدفع باتجاه التطرف والتشدد، حتى بالنسبة لليهودية، ونحن لا مشكلة لدينا مع اليهودية كدين".
واوضح عزام أن دولة الاحتلال تظن أن قوة الحديد والنار يمكن أن تفرض الأمر الواقع، وطبعاً العالم صامت تماماً، مضيفا " صحيح أن هنالك إدانة من دول عديدة، لكن الأمر لا يتعدى حدود الإدانة والشجب، ولا توجد خطوات أو إجراءات رادعة للتوحش الإسرائيلي".
كما وأوضح أن دولة الاحتلال تدرك أنه لا أحد يستطيع ردعها على المستوى الدولي، طالما أن أميركا خلفها، وطالما أن إدارة دونالد ترامب تقوم بكل ما لم تحلم به إسرائيل حتى، والقرارات التي صدرت عن تلك الإدارة في العامين الأخيرين بخصوص الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، كانت أشبه بالخيال.
ومضى قائلا:" للأسف العرب مقصرون تجاه القضية الفلسطينية طوال الوقت، إلا أن الفلسطينيين لم يسلموا أو يستسلموا، وهذا يعطي دولة الاحتلال فكرةً واضحة عن طبيعة الصراع بأنها لن تكون سهلة".
وأردف:" نحن نقرأ التاريخ جيداً، ويجب أن نعي تفاصيل المرحلة التي نعيشها. هذه القضية قضية الأمة بأسرها، فالفلسطينيون يقومون بواجبهم لإبقاء جذوة الصراع متقدة، لكن مسألة حسم هذا الصراع تحتاج إلى تدخل الأمة، التي لا تقوم بواجبها للأسف".