قالت مصادر عبرية، اليوم السبت، إنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ بتحديد عدد من الشخصيات الإسرائيلية لخلافته في قيادة إسرائيل في حال غاب عن المشهد السياسي لأي سباب كان.
وذكرت المحللة السياسية الإسرائيلية تال شاليف لموقع "واللا" العبري، أن نتنياهو كشف في لقاءات مُغلقة أن المرشحين الأكثر تفضيلاً لديه، هما السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة رون درمر ورئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، باعتبارهما الأكثر ملاءمة.
وقالت: "إن عدداً من كبار الساسة الإسرائيليين أعربوا عن تفاجئهم في الآونة الأخيرة لسماع نتنياهو يذكر أسماء الرجلين، وهما أمناء سره، باعتبارهما ورثة محتملين لقيادة الدولة، دون أن يذكر أحدا من قادة حزبه الليكود الذي يترأسه".
وأشارت شاليف إلى أنه "في حين لا يبدو درمر ذو انخراط واضح في الخارطة السياسية والحزبية الإسرائيلية، فإن كوهين تتجه نحوه التقديرات بصورة أكثر بعد انتهاء ترؤسه لجهاز الموساد، لأنه في الوقت الذي يتجهز فيه قادة حزب الليكود للقفز الى قيادة الحزب في اليوم التالي لغياب نتنياهو، فقد تبين لهم أن لديه أفكارا أخرى"، وفقاً لما أورده موقع "عربي21".
وأوضحت أنه كان لافتا ألا يذكر نتنياهو في الجلسات المغلقة أسماء رموز الليكود مثل غدعون ساعر او غلعاد أردان، أو سياسيين آخرين من المعسكر اليميني الإسرائيلي، لكنه اختار أن يذكر اسمين فقط ممن لديهم حظوة متقدمة في رسم الخارطة السياسية الاستراتيجية لإسرائيل في السنوات الأخيرة، وقد تحولا إلى أمناء سر له، ومؤتمنين على تحركاته السياسية".
وبيّنت أن نتنياهو لن ينتخب وريثه القادم، وإنما هي مهمة متروكة لقيادات الليكود وأعضائه، لكن تفوهات نتنياهو تعطي مؤشرات واضحة على عدم تقديره لخصومه في الليكود، مقابل تقديره المبالغ به تجاه القريبين منه، وهما درمر وكوهين، وهما من أكثر الشخصيات قربا من نتنياهو خلال العقد الأخير خلال ترؤسه للحكومة الإسرائيلية منذ 2009".
وشرحت قائلة: إن "درمر ابن 48 عاما بدأ طريقه السياسية كمستشار استراتيجي لرئيس الوكالة اليهودية الأسبق نتان شيرانسكي، ثم بدا العمل مع نتنياهو أوائل عام 2000، وحين عاد نتنباهو إلى مكتب رئيس الحكومة في 2009 عينه مستشارا سياسيا، ومنذ 2013 يشغل درمر منصب سفير إسرائيل في واشنطن لأكثر من ست سنوات، وهي مدة طويلة نسبيا وغير معهودة في هذا المنصب".
وكشفت النقاب عن أن درمر طلب عدة مرات في السنوات الأخيرة من نتنياهو إنهاء مهامه، والعودة إلى إسرائيل، لكن نتنياهو رفض طلبه، وطلب منه البقاء في واشنطن، بسبب العلاقة الوثيقة التي نشأت بينه وبين إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
أما كوهين، فقالت شاليف فهو "يترأس جهاز الموساد منذ 2016، ويعتبر من الشخصيات السياسية المستقبلية في إسرائيل، رغم أنه يعلن عدم الانخراط بها، لكنه عمل في الموساد عشرات السنين، وفي 2013 عينه نتنياهو رئيسا لمجلس الأمن القومي ومستشارا للأمن القومي، وبعد عامين ونصف عينه رئيسا للموساد، ويعتبر من أكثر الشخصيات قربا من نتنياهو وزوجته سارة".
وأضافت أن "كوهين يعتبر من أكثر رؤساء الموساد نجاحا في مهامه، فهو لاعب مركزي في جهود نتنياهو للتغلب على التهديد الإيراني، ومنع إنجاح الاتفاق النووي، خاصة عقب الوصول إلى الأرشيف النووي الإيراني، وجلبه لإسرائيل، وفتح قنوات التواصل مع الدول العربية".
وختمت المحللة السياسية شاليف، قائلة: إنه "تحت قيادة كوهين لجهاز الموساد فقد حصل على موازنات مفتوحة، في ظل زيادة مهامه ومشاريعه الأمنية والسياسية، ومن المتوقع أن ينهي كوهين رئاسته للموساد عام 2021، حيث سيبدأ الانخراط المبكر في الحلبة السياسية والحزبية، وفق تقديرات تتحدث عن فرص كبيرة له بالصعود فيها".