بقلم: رئيس تحرير يومية الوسط الجزائرية وداد الحاج

معنى أنّ تكون جزائرياً هو أنّ تحب فلسطين

وداد الحاج
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

كجزائري أولا أنا بحاجة يومية إلى فلسطين و إلى كل ما يقربني منها. هو شكل متطرف من الحب المزمن يسكننا و يحتل خلايانا ،لذلك ليس غريبا أننا كإعلاميين نتحجج بأي شيء لنتقرب من قضيتنا الأولى و المركزية،فليس غريبا أن تخصص عشرات الجرائد الجزائرية مساحات واسعة من صفحاتها يوميا لمواكبة تطورات الأحداث في فلسطين المحتلة ،بل هناك منابر تتنافس في إبراز اهتمامها بالجرح الفلسطيني الغائر

الكتابة عن فلسطين في الصحف الجزائرية ليست وليدة اليوم ولا ندعي في ذلك بطولة ولا فخرا،سبقتنا أجيال من الإعلاميين تركوا بصمتهم و نحن نستكمل المسيرة حتى نسلمها لمن يأتي بعدنا طال الزمن أو قصر

على المستوى الشخصي وعبر مسيرة مهنية متواضعة امتدت لأكثر من عشرين سنة ،كانت فلسطين أول مادة اشتغل عنها عبر مقال عن تجربة محمود درويش وهو يستحضر  الأماكن الفلسطينية في شعره ..تجولت معه في سفوح الكرمل و شواطئ يافا و برتقالها الحزين ، وفي بساتين غزة وفي الجليل الأعلى و بحيرة طبريا.

ربما خلقت فلسطين لنعشقها..

واكبنا الحرب الصهيونية على غزة في جولاتها المختلفة ،و نتألم يوميا لما يجري في القدس الشريف و مسجده الأقصى،و يؤلمنا أشد الألم أن يوجه فلسطيني مسدسه نحو أخيه الفلسطيني..

تصغر هذه المعاناة اليومية و تتضائل أمام ما يعانيه أبطالنا في سجون العدو الصهيوني،نعترف أننا مقصرون في حقهم وهم في كل ثانية يدافعون عن بقايا كرامتنا المهدورة،فآه من ظلم الجغرافيا التي أبعدتنا عن فلسطين..الكتابة عن فلسطين ترميم للذاكرة و تصالح معها و تشكيل للهوية التي يريد البعض التخلص منها.

سامحونا إخوتنا في فلسطين عن تقصيرنا في حقكم ،و سامحونا يا جنرالات الصبر عن عجزنا عن الدفاع عنكم ،و كل ما نبذله أقل بقليل من حقكم..نحن نتعلم منكم ..آهاتكم جمر يكوي قلوبنا..نتحسس لسعات البرد التي تجلدكم في أيام البرد و نتضايق من الهواء الساخن الذي يجثم على صدوركم في عز الصيف..

كتابتنا عن فلسطين ليست بطولة هو واجب له أول وليس له آخر..هو ممتد فينا إلى يوم الدين..

تحية محبة و تقدير لأخي الأسير المحرر خالد عزالدين مسؤول ملف الأسرى فى سفارة فلسطين بالجزائر والذى يصل الليل بالنهار في متابعة تطورات الداخل الفلسطيني و الذي يتواصل معي عشرات المرات في اليوم وفى الليل معي و مع غيري من الزملاء الإعلاميين في الجزائر وهو الذي يعود إليه الفضل بعد الله تعالي في ميلاد ملحق الأسرى الذي ننشره يوميا في انتظار تجسيد مشاريع أخرى قريبا نصرة لقضيتنا المركزية .

أنتم في سويداء القلب أيها الشرفاء..فلو ضاقت بكم الدنيا تذكروا أن لكم في الجزائر موطنا و أحبة