وجّهَ مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات، بسام أبو شريف، رسالة للرئيس محمود عباس، تعقيباً على القرارات الأخيرة بإلغاء الاتفاقيات الموقعة مع "إسرائيل"، وبدء عملية إصلاح داخلية لمؤسسات السلطة الفلسطينية.
وقال أبو شريف في رسالته: إنّ "القرارات السليمة تحتاج لأدوات تنفيذية دون خشية الاندفاع لتحقيق الأهداف المرجوة منها"، مضيفاً في حديثه للرئيس: "سيلتف الشعب حولك بكل طاقاته وكفاءاته وشبابه، في حال أقدمت على تمكين القادرين والمؤمنين بتطبيق قراراتك".
وأشار إلى أنّ الطواقم القديمة عالقة حتى اللحظة في وهم إحتمالية العودة للمفاوضات، وهذا الأمر يتناقض مع قرار الرئيس، موضحاً أنّ التصدي للمشاريع التصفوية لا يتم من خلال المتشبثين بوهم المفاوضات مع واشنطن.
وتابع: "الانتهاكات المالية وإساءة استخدام المال العام، يتطلب من الرئيس أن يتعامل بشكلٍ جدي مع تطبيق قراراته التي أيدها الجميع سواء الحاضرين أم الذين غابوا عن المجلس الوطني، وهذه هي فرصة القائد أنّ يجمع الصف الوطني، وأن يخوض معه معركة الدفاع عن القدس والحق الفلسطيني، فالجميع ملتزمون برفض مشروع ترامب كما رفضته أنت والجميع ملتزمون بخوض المعركة ضده لكننا لانرى تحركاً نحو ذلك".
ودعا الرئيس عباس إلى الاجتماع مع قيادات الحركة والفصائل الفلسطينية بما فيها "حماس والجهاد الإسلامي والمقاومة الشعبية والجبهة الشعبية والتنظميات المنضوية تحت لواء اللجنة التنفيذية، وذلك من أجل إعلان بدء التحرك الشعبي في كل أنحاء الضفة الغربية أسبوعياً، والتوجه نحو خطوط التماس والمستوطنات، والدفاع عن القدس والأقصى والعيسوية وصور باهر وأي نقطة مهددة، وصولاً إلى أنّ تُصبح الفعاليات يومية.
وأردف أبو شريف: "بعد ذلك ياسيادة الرئيس سيتحرك الشعب لأنّه سيرى جدية في التعامل مع القرارات، بحيث أنّ يكون ذلك خارج الأطر التقليدية للسلطة وبتكليف من شخصيات فلسطينية ملتزمة بالقرار ولها مكانتها واحترامها إقليمياً وعالمياً، بهدف جمع مؤتمر دولي بأسرع وقت لطرح موضوع واحد، هو رفض أحادية قرارات ترامب والإصرار على العودة لقرارات الأمم المتحدة".
وأضاف: "هذا ياسيادة الرئيس يبدأ في موسكو والصين وأوروبا وإيران وسوريا، كما تستطيع أنّ توجه الدعوات لعقده في عمان بعد الاتفاق مع الملك عبدالله الثاني، أو في أي عاصمة ترحب به إنّ تعذرَ عقده في عمان"، مُردفاً: "بعد ذلك سنخرج بلجنة مكونة من الخبراء وليس من المترددين والخائفين من إسرائيل، ليتم البدء الفعلي في وقف تنفيذ الاتفاقات المبرمة والشروع بالبدائل".
وشدّد أبو شريف على ضرورة استمرار ثورة الرئيس ضد الأخطاء السابقة، وأنّ يُحيط نفسه بكفاءات ملتزمة وجاهزة للسير قدماً، لافتاً إلى أنّ بدء الرئيس بتطبيق خطوات شجاعة من خلال الالتقاء مع بكافة التنظيمات، سيدفع الشعب للالتفاف حول قراراته ودعم تنفيذها بقوة.
وأشار إلى أنّ تحلي الرئيس بالتسامح مع كافة الخلافات السابقة سيؤدي إلى رص الصف الوطني، مُؤكّداً على أنّ وقف سياسة إقصاء الكفاءات المختلفين في الرأي، سيزيد من قوة العقل الفلسطيني، وفق تعبيره.
وختم أبو شريف حديثه بالقول: "اعتمد ياسيادة الرئيس على الصالحين وعاقب الفاسدين، وحافظ على روح المقاومة والعزيمة في شبابنا، ولاتنسى كم كنت تبلغ من العمر عندما بدأت مسيرتك كعضو لجنة مركزية في العام 1968".