عقدَ المجلس التشريعي الفلسطيني اليوم الخميس، جلسةً خاصة في مدينة غزّة، بمناسبة الذكرى لـ"50" لإحراق المسجد الأقصى المبارك، بمشاركة نواب كتلة "فتح" البرلمانية برئاسة النائب محمد دحلان.
وشارك عن كتلة "فتح" برئاسة النائب دحلان: "النواب م. أشرف جمعة، ود. إبراهيم المصدر، و م. يحيى شامية، ود. رجائي بركة"، فيما صوتَ نواب المجلس بالإجماع على مقترحات قدمتها الكتلة لتجاوز الأزمات الراهنة.
وبحثت لجنة القدس والأسرى بالمجلس التشريعي، الممارسات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى بمناسبة الذكرى الخميسين لإحراقه، حيث أكّدت على أنّ الأخطار التي تُهدّد المسجد وسائر المقدسات تفرض على الفلسطينيين والأمتين العربية والإسلامية العمل على إنقاذه.
كما دعّت البرلمانات العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى دعم المسجد الأقصى وحاضنته مدينة القدس وتفعيل القرارات التي اُتخذت لصالح القدس سواء فتح صناديق لدعم أهلها وتكوين لجان داعمة للمسجد وأهالي المدينة المقدسة.
وطالبت اللجنة وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية بتسليط الضوء على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى ومدينة القدس، مُؤكّدةً على ضرورة مقاضاة المحاكم الدولية للصهاينة مرتكبي الجرائم بحق المسجد والمدينة المقدسة باعتبارهم مجرمي حرب.
بدوره، شكرَ النائب عن حركة فتح أشرف جمعة، لجنة القدس والأقصى بالتشريعي على تقريرها، وذلك على الرغم من رغبته بتغيير مضمون التقرير لضمان عدم تكراره مع غيره من التقارير مثل "تقرير الاعتداءات في وادي الحمص".
وتساءل جمعة: "بعد أنّ مضى خسمون عاماً على إحراق المسجد الأقصى، هل تغير شيئ أو تغير الواقع أو توقفت الاعتداءات الصهيونية على المسجد؟، فالإجابة هي لا"، لافتاً إلى أنّ الاستراتيجية الإسرائيلية قائمة على تجاوز الخلافات الداخلية وتشكيل جيش قوي.
وتابع: "الآن نفقد القدس كاملةً ماذا نحن كفلسطينيين نستطيع أن نفعل، لذلك علينا وكما أكّدنا سابقاً العمل على إنهاء الانقسام وإتمام الوحدة الوطنية"، موضحاً أنّ هذا الأمر أثنى عليه كافة الأطراف بمن فيهم عضو المكتب السياسي لحركة حماس د. خليل الحية.
وأعلن جمعة عن مقترحات لمواجهة التحديات الراهنة، وهي رعاية المجلس أو أي جهة أخرى رعاية حوار استراتيجي وطني يُشارك به كافة ألوان الطيف الفلسطيني بعيداً عن الإعلام، وبالتدرج لمدة لا تقل عن شهر للخروج برؤية وطنية شاملة لكافة الملفات خاصة علاقات الفلسطينيين الداخلية، والمواجهة مع الاحتلال وآلياتها، والعلاقات الإقليمية والدولية استناداً إلى مرجعيات تمت مثل وثيقة الوفاق الوطني واتفاقات القاهرة.
وأعرب جمعة عن استعداداه لتكليفه بتطبيق الرؤية على أرض الواقع، وأنّ يُصبح قيد التنفيذ والمتابعة على غرار نجاح المصالحة المجتمعية والتي تمت بأفكار نواب من المجلس التشريعي.
كما اقترح النائب جمعة تشيكل صندوق وطني لدعم أهل القدس يبدأ من غزّة، مُبيّناً أنّ النائب عن حركة حماس عاطف عدوان أثنى على هذا المقترح، الذي من المهم البدء في تطبيقه بمشاركة كافة النواب، وفق حديثه.
من جهته، قال النائب عن حركة فتح إبراهيم المصدر: إنّ "الأفكار والعقائد التي انطلق منها الإرهابي الإسترالي بحرق المسجد الأقصى قبل خمسين عاماً، هي ذات الأفكار التي ينطلق منها الإرهاب الصهيوني باستهداف القدس والمسجد الأقصى تحت الأرض وفوقها".
وأردف المصدر: "الأقصى جزء أساسي من عقيدة المسلمين نصاً قرآنياً وسنةً نبوية شريفة، وبالتالي شأن القدس والأقصى مسؤول عنه كافة المسلمين، لكنّ المنظومة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي التي تأسست على خلفية المسجد عام 1969 ليست صانعة للأحداث بقدر ما هي شاهدة عليها".
وأشار إلى أنّ ضعف الحالة الفلسطينية وما أفرزه الانقسام من خذلان القضية والإساءة لكينوننتها المستمدة من تضحيات شعبنا الجسام، مُشدّداً على أنّ نسبة كبيرة من الفلسطينيين أصبحوا غير قادرين على توفير متطلبات الحياة اليومية لأسباب كثيرة.
وأكّد المصدر على ضرورة تقوية قدرة الشعب الفلسطيني على الصمود أولاً، واستلام زمام المبادرة حتى لا تقوى الأحداث على تطويقه وإبقاءه رهن الأزمات الإقليمية والدولية، مُنوّهاً إلى أنّ الأفق الفلسطيني أصبح مجهول المسارات.
يُذكر أنّه في يوم 21 أغسطس/آب 1969، اقتحم متطرف أسترالي الجنسية يُدعى دينيس مايكل روهان المسجد الأقصى من جهة باب الغوانمة، وأشعل النار في المصلى القبلي بالمسجد الأقصى، حيث جاء ذلك في إطار سلسلة من الإجراءات التي قام بها الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948 بهدف طمس الهوية الحضارية الإسلامية لمدينة القدس.