قال القيادي في التيار الإصلاحي بحركة فتح، غسان جادالله، إنّ تقرير الصحفي الإسرائيلي شلومي إيلدار، حول مصالحة بين زعيم التيار الإصلاحي النائب محمد دحلان، وأمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب، عبارة عن خبر لا أساس له من الصحة.
جاء ذلك رداً على تقرير نشره موقع "المونيتور" الأمريكي، حيث أكّد جاد الله على أنّ كافة ما تم نشره عبر الموقع لا أساس له من الصحة بالمطلق، لافتاً إلى أنّ الهدف منه التغطية على ما وصفه الصراع بين المحيطين بالرئيس محمود عباس على خلافته.
وأضاف جاد الله في تغريدة له عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "هو مجرد أوهام فى مخيلة من اختلقوا هذه الكذبة من عرابي التنسيق الأمنى المستقويين بتواصلهم اليومي مع أجهزة الأمن الإسرائيلي، وبموازناتهم المالية الكبيرة التي يصرفوا جزءًا منها على بعض الإعلاميين الإسرائيليين ليتمكنوا من تمرير أكاذيبهم التى تخدم مخططاتهم"، وفق حديثه .
وختم القيادي جاد الله تغريدته، بالقول: "يأتي هذا الخبر في إطار الصراع المحتدم بين المحيطين بعباس على خلافته".
وكان موقع "المونيتور" الأمريكي قد نشر تقرير عبر موقع، جاء فيه أنّ العداء بين دحلان والرجوب انتهى بمصالحة بين الطرفين بما يخدمهم، مضيفاً: "الاثنين تعارفوا في سجون إسرائيل خلال سنوات الثمانين، وتم إبعاد دحلان إلى الأردن، وإبعاد الرجوب إلى لبنان، وذلك أثناء الانتفاضة الأولى، وبعدها التقوا في تونس".
وتابع التقرير الذي كتبه "شلومي أيلدار": أنّه "بعد تصفية أبو جهاد عام 1988 نائب عرفات ومن كان مسؤولاً عن التخطيط لعشرات العمليات ضد أهداف إسرائيلية، قام عرفات بتقسيم مسؤولياته على الإثنين".
وأردف: "دحلان من سكان خان يونس في الأصل أخذ على عاتقه مسؤولية قطاع غزة، والرجوب من قرية دورا في الخليل أخذ على عاتقه مسؤولية الضفة الغربية، وقد حافظ الاثنين على علاقات الصداقة طوال الوقت، ولكن عام 2002 وأثناء عملية السور الواقي سيطرَ الجيش الإسرائيلي على المقر العام الرجوب في الضفة وقام باعتقال مطلوبين كانوا متواجدين في المقر، إلا أنّ الرجوب تشكك بأنّ دحلان هو من نقلَ المعلومات للإسرائيليين حول المطلوبين ومن تلك اللحظة انقلبت علاقة الصداقة إلى حرب عالمية"، وفق التقرير.
واستدرك التقرير: "الرجوب الذي كان رجل مركزي والمقرب من ياسر عرفات وأبو مازن، تم إبعاده عن مصادر القوة في السنوات الماضية ومكانته ضعفت وقد فهم كما فهم دحلان انّ قوة الخطر كبير، وقد حانت لحظة الحقيقة من ناحيتهم للتعاون".
وأضاف: "رجال دحلان يعتقدون أنّه إذا لم يستطع الرجلان تجاوز الماضي والصفح عن ما بينهم وفتح صفحة جديدة والعودة لعلاقات الماضي الجيدة، فإنّ الشعب الفلسطيني كله سيعاني أو بكلمات أخرى فإنّ المعركة على الوراثة ستعلو درجة".
وجاء في التقرير أيضاً: "الأصدقاء الأعداء يفهمون أنّه من أجل التحضير للمعركة الكبيرة ومن أجل أنّ يكون أحدهم هو المرشح لإنقاذ الشعب الفلسطيني فهم يجب أنّ يتعاونوا وبدون جهد مشترك فإنّ واحد من المقربين لمحمود عباس د. محمد اشتية والذي تم تعيينه رئيساً للحكومة أو محمود العالول نائب رئيس حركة فتح سيحظى بالحكم، وكون العالول نائب رئيس حركة فتح فذلك يمنحه أفضلية في صراع الرئاسة، اما اشتية فيقوم بتقوية نفسه ويتخذ خطاً يمينياً ضد إسرائيل الأمر الذي يلقى آذان صاغية في الشارع".
وأشار التقرير إلى أنّ أحد أصدقاء دحلان، قال إنّ الرجوب ودحلان تصالحوا بفضل مرض الريبة والشك لدى أبو مازن، متابعاً: "رئيس السلطة الفلسطينية الذي يخشى على الدوام تآمر رفاقه عليه، يخشى مصالحة الرجوب مع مصر ويعتقد أنّ من كان خلف تلك المصالحة هو دحلان، وهذا الأمر أدى إلى أنّ يهتم دحلان بوضع صديقه القديم في ظل مشاكل السياسة في بالسلطة".
كما زعمَ التقرير الأمريكي أنّ الشرخ في علاقة الرجوب مع مصر استمر منذ فبراير 2017، حينها تم طرد الرجوب من الأراضي المصرية والتي وصلها لحضور مؤتمر شرم الشيخ، منوهاً إلى أنّ الرجوب قال إنّ الطرد جاء في ظل العلاقات المتوترة بين مصر والسلطة ونتيجة لها، وشك في خصمه دحلان والمعروف عنه علاقاته المتميزة مع الرئيس المصري، حيث اعتقد الرجوب أنّ دحلان هو من طلب من المصريين طرده.
وبيّن أنّ كل ذلك تم مسحه الآن، وأنّ الطرفين قرروا فتح صفحة جديدة وتوحيد الصفوف، لافتاً إلى أنّ مقربين من الرئيس عباس ينشرون إشاعات بأنّ كلا الطرفين يستعدان لترتيب انقلاب على الرئيس والسيطرة على مراكز القوى، رغم عدم صحة هذه الأحاديث.
ونقل التقرير عن أحد المقربين من دحلان، قوله: إنّ "قدرات دحلان في الضفة الغربية وقدرته على تنظيم نشاطات واسعة، ستساعد الرجوب على تقوية مكانته وبناء مراكز قوة تحضيراً لصراع الوراثة، خاصة أنّ الرجلان يعتقدان أنّه ليس لهما عداء مع أحد وأنّهما محبوبان في أوساط الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية وقطاع غزّة".
كما أوضح أنّ أحد المقربين من دحلان، قال: إنّ "المصالحة لم تتم بشكلٍ عملي على الأرض، وذلك خشيةً من ملاحقة أجهزة الأمن التابعة للرئيس عباس لأعضائهما، ولذلك سيضطرا للعمل بشكلٍ خفي"، وفق التقرير الأمريكي المعد إسرائيلياً.
وختم الكاتب الإسرائيلي تقريره، بالقول: "كل ذلك يأتي على خلفية تقدير الموقف لقيادات الأمن الإسرائيلي بأن هناك احتمال قائم لاندلاع مواجهات عنيفة في الضفة قبل الانتخابات في ظل الأزمة الاقتصادية واندلاع مواجهات مع وضع اقتصادي سئ، لذلك فإنّ الرجوب ودحلان يستعدان لمعركة حياتهما الكبرى التي يعرفها المقربين من الطرفين بأنّها معركة إنقاذ الشعب الفلسطيني قبل فوات الآوان" بحسب التقرير.