كشف قائد فرقة غزة الأسبق في جيش الاحتلال الجنرال يوسي باخار، أن حركة حماس لا تكتفي بالسيطرة على قطاع غزة، إنما لديها تطلعات ومساعي لاحتلال إسرائيل- على حد تعبيره-.
وقال في تصريح صحفي لـ"معاريف" العبرية اليوم الثلاثاء، إن التفكير بإيجاد حل طويل المدى لمشكلة غزة تفكير خاطئ وغير عملي؛ لأن الفلسطينيين لديهم تطلعات بعيدة المدى، فهم يفكرون في السيطرة على كل أرض "إسرائيل"، ولا يركزون في توفير ظروف حياة جيدة في قطاع غزة، بدليل أنه بعد الانسحاب من غزة لم يتحسن الوضع الأمني فيها".
وأضاف أن "الجيش لا يستخدم الأدوات العسكرية التي بحوزته بصورة صحيحة، يجب علينا تنفيذ اغتيالات موجهة، والتسبب بأضرار جسيمة لحماس، لأن الجولات التصعيدية التي تخوضها إسرائيل في غزة لا تستغرق جدواها فترة زمنية طويلة، ولذلك فإن تحمسي لها متواضع".
وأوضح باخار، الذي تولى عددا من المهام العسكرية بينها رئيس شعبة التجنيد في الجيش، ومساعد قائد المنطقة الجنوبية، وقائد المدرسة العسكرية للقيادة، وقائد وحدة المظليين، أننا "في كل ليلة نسمع انفجارات بمستوطنات غلاف غزة، وإطلاق نار وفوضى، الواقع الأمني في غزة يقول إن إسرائيل وحماس لا تريدان حربا، هذا واضح، وفي الوقت ذاته فإن الطرفين معنيان بتحسين ظروفهما الداخلية، ونقل رسائل من طرف إلى آخر".
وقال إن "هذا يسمى باللغة العملياتية "تهدئة"، تشبه إنسانا يواجه ألما صحيا، لكنه لا يذهب للطبيب، ويعتقد أنه لا يحتاج إلى عملية جراحية، السياسة الإسرائيلية القائمة اليوم تجاه غزة حكيمة واقعية متوازنة وصحيحة، ووصول عدة خلايا مسلحة للحدود الفاصلة مع غزة، وتعامل الجيش معها بطريقة عملياتية مناسبة ليس أمرا سيئا، بالعكس فهو يحسن من قدرات الجيش بمواجهة تحديات المستقبل".
كما وأكد على أن "مستوطني غلاف غزة يحيون في هذه الأيام ذكرى مرور 18 عاما على سقوط أول صاروخ من غزة باتجاههم، وهم يشعرون بكثير من الخيبة والخذلان من السياسة الحكومة الإسرائيلية في عدم الوقوف بجانبهم وحمايتهم، لكني أعتقد أن من ارتضى السكن هنا، والإقامة في هذه المنطقة بالذات، سواء بسبب حبه للمنطقة أو الاعتبارات الاقتصادية، يجب أن يكون عالما بظروف هذه المنطقة".
وأوضح أن "الجبهة الشمالية لإسرائيل عاشت هذه الأحداث الأمنية في سنوات السبعينات، وفي نهاية الستينات كانت غور الأردن، واليوم دورنا في الجبهة الجنوبية مع غزة، يجب علينا التصدي لهذا الواقع بهدوء وروية، السياسة الإسرائيلية تجاه غزة لا تغير الواقع الأمني المعقد، تمر أشهر طويلة بهدوء، ثم يعود التوتر والتفجيرات، هكذا وهكذا".
وأوضح أن "هذه الدورة من العنف مع غزة إشكالية، والتفكير بإمكانية العثور على حل بعيد المدى في هذه النقطة من الزمن تفكير خاطئ وغير سوي، الفلسطينيون في الجانب الثاني من الحدود مع غزة لديهم تطلعات وطموحات لا يعرفها كثير من الإسرائيليين، فبقاؤنا على حدود الانفصال، وهي ذات حدود وقف إطلاق النار عام 1949، لا يبدو أن الفلسطينيين معنيون بها كثيرا".
كما وأشار إلى أنه لم يكن ذلك واضحا للإسرائيليين في مرحلة ما بعد الانفصال عن غزة، ما تسبب بخيبة أملهم من الانسحاب، لكن السؤال هو: كم سيبقي الجيش يخوض لعبة الدفاع عن الجدار الحدودي، لأننا في الليل نواجه قذائف صاروخية، والأسبوعان الأخيران شهدا وحدهما تسلل أربع خلايا مسلحة من حدود غزة، وهذه اللعبة من الدفاع في النهاية لا بد أن تتلقى إسرائيل في نهايتها ضربة.