أشكر اسحق هرتسوغ على مقال الرد الجوهري أمس بعنوان ("خارج المعسكر مع اوري اريئيل"). وأشكره على فرصة الوصول الى جوهر الأمر، قد أكون خارج المعسكر، وبالتأكيد ليس مع أوري اريئيل. ليس هناك شيء بيني وبينه، باستثناء المجال الذي بيننا. وايضا بيني وبين هرتسوغ لا يوجد الكثير المشترك. قد يكون اريئيل يريد دولة واحدة، لكنها لن تكون أبدا ديمقراطية ومتساوية. اليمين يريد كل البلاد، وفي أفضل الحالات إبقاء شعب ليست له حقوق فيها. في العالم يسمون هذا تمييز عنصري، وفي البلاد يجب مقاومة ذلك.
هرتسوغ ليس بعيدا جدا. فاذا تمت ازالة طبقات الماكياج فسيتجلى لديه ايضا الاساس القومي المتطرف: الايمان أنه في هذه البلاد يعيش شعب مع امتيازات تفوق كل امتيازات الشعب الآخر الذي يعيش هنا. لا يستطيع أي ديمقراطي أن يقبل ذلك، والفلسطينيون بالتأكيد لن يقبلوا ذلك. بدءً بقانون العودة لليهود فقط ومرورا بـ "الحاجات الامنية" التي هي دائما وأبدا حاجات أمنية لليهود، وانتهاءً بطلب أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح. في كل مكان امتيازات، ولماذا يجب أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح؟ هل توجد دولة كهذه على وجه الارض؟ ليس لها الحق في الدفاع عن مواطنيها؟ هل حياة الفلسطينيين ليست في خطر بشكل يومي من قبل اسرائيل؟ وماذا عن "الاردن هو حدود أمنية"؟.
لكن القومية المتطرفة والعنصرية لهرتسوغ، المتحدث الأمين للوسط – يسار، تصرخ أكثر فأكثر. ماذا يعني التخويف من خطر "الاغلبية العربية" اذا لم يكن عنصرية، أين يحذرون من خطر كهذا؟ "صوت واحد لاسماعيل هنية وصوت لجدعون ليفي"، هكذا يحاول هرتسوغ التخويف. "واذا قرر داعش ترشيح نفسه لبرلمان اسراطين، فماذا عندها، صوت واحد للجميع؟"، واذا قرر النازيون الترشح في اوروبا، ماذا اذا؟.
نعم، صوت واحد للجميع، باستثناء العنصريين العنيفين من الشعبين، الذين تم اخراجهم عن القانون. لا توجد ديمقراطية اخرى، صوت للقومي المتطرف اليهودي وصوت للقومي المتطرف الفلسطيني، على أمل أن يتضاءل هؤلاء واولئك.
ليس عندي فكرة ما الذي يعنيه هرتسوغ وأمثاله عندما يتحدثون عن "دولة يهودية" باستثناء الاغلبية اليهودية فيها؛ لا يهم أي يهود وما هي طريقهم، المهم أن يكونوا يهودا. وبغض النظر عن كيفية طرح ذلك فان النتيجة هي دولة قومية. ديمقراطية؟ بالتأكيد لا، وغير عادلة ايضا. بين "دولة يهودية" في النفق لتحويلها الى دولة فصل عنصري وبين دولة عادلة، أنا أفضل الثانية. لا أبحث عن اغلبية يهودية – ولا اغلبية عربية – بل عن اغلبية ديمقراطية. أشك أن الدولة اليهودية الآن ما زالت مع اغلبية كهذه.
"اطفاء الضوء عن المشروع الصهيوني"، هكذا قال هرتسوغ. لكن هذا الضوء خفت منذ زمن، لا سيما مع الاغلبية اليهودية. تم اطفاء هذا الضوء عندما اصطاد المراقبون اللاجئين على مداخل المدن في الدولة اليهودية؛ وتم اطفاءه ايضا عندما هدم المحتلون المنازل وأبقوا مئات الناس بدون سقف تحت اشعة الشمس في حرارة آب في غور الاردن المحتل. أي ضوء بقي بالضبط عندما تكون هذه هي السياسة، التي لن تسمعوا هرتسوغ الصهيوني يعترض عليها.
"أي اسرائيلي عاقل سيختار العيش في دولة فيها اغلبية عربية"، سأل هرتسوغ بشكل يمزق القناع. يوجد بالطبع خُمس الاسرائيليين الذين يفضلون الاغلبية العربية. إنهم عقلاء ونسيهم هرتسوغ. وأنا كيهودي اذا وضعت أمام الاختيار بين الاغلبية اليهودية والاغلبية الديمقراطية، بين الاغلبية للعنصرية والاغلبية للمساواة – بغض النظر عن القومية – فلن اتردد في الاختيار. هرتسوغ ايضا لن يتردد، فهو سيفضل دائما اليهود وهو سيسمي هذا ديمقراطية.
لذلك فان هرتسوغ داخل المعسكر وأنا خارجه، وأنا فخور بذلك.