هدوء حذر يُخيم على الحدود اللبنانية مع الاحتلال الإسرائيلي، بسبب حالة التوتر الراهنة بين الجانبين خاصة بعد إعلان "إسرائيل" اغتيال أعضاء من الحزب في سوريا، وإسقاط طائرتين إسرائيلتين في البقاع اللبناني.
الكاتب والمحلل السياسي د. حسين الديك، بيّن أنّ هذه الجولة الجديدة في التصعيد بين "إسرائيل" وحزب الله، قد تكون محدودة وذلك نظراً لترابط العديد من الملفات، وحضورها إقليمياً ودولياً وفي مقدمتها الانتخابات الإسرائيلية السابعة عشر المقررة في أيلول القادم، وثانيها تعقيدات الحالة اللبنانية الداخلية.
وأوضح الديك خلال حديثه لمراسل وكالة "خبر" أنّ ثالث الملفات التي قد تحد من إمكانية المواجهة بين الجانبين، هو موقف المنطقة والشرق الأوسط، والتفاهمات الجديدة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، مستدلاً على ذلك بتصريح الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون أنّ الأجواء أصبحت مواتية لعقد اجتماع بين الرئيسين الإيراني والأمريكي.
ورأى أنّ إسرائيل لا تحتمل المواجهة الشاملة ولا تسعى لها، لأنّها نجحت في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، من خلال تجزئة الملفات لضمان النجاح بسبب ضعف الطرف الآخر، وخير دليل على ذلك تعامل "إسرائيل" مع غزّة بموقف "العصا والجزرة"، فهي تُحاصر غزّة وتقصفها وفي ذات الوقت تسمح بإدخال الأموال القطرية وتتعامل مع الملف من خلال مصر وقطر فقط.
وتابع الديك: "في حين أنّ إسرائيل تتعامل مع الملف اللبناني من خلال الولايات المتحدة وروسيا وإيران"، لافتاً إلى أنّها غير قادرة على المواجهة الشاملة في المنطقة، لذلك فإنّ إمكانية اندلاعها مستبعدة.
وبالحديث عن القطيعة بين السلطة الفلسطينية والولايات المتحدة الأمريكية، اعتقد أنّ الحالة الراهنة في العلاقات بين الجانبين ستستمر إلى ما بعد الانتخابات الأمريكية في العام 2020، ويبقى هذا الأمر مرهوناً بنتائج هذه الانتخابات.
ولفت الديك إلى أنّ في حال فوز الديمقراطيون ستتلاشى حالة القطيعة الراهنة بين السلطة الفلسطينية والإدارة الأمريكية، وتعود العلاقات إلى ما كانت عليه، موضحاً أنّ استمرار سياسة الرئيس الأمريكي الراهن دونالد ترامب في دعم إسرائيل، ستزيد من حالة القطيعة.