أكد الباحثون أن سعي الإنسان للعمل لفترة أطول بحثا عن مكاسب مالية ووظيفية أكبر أخل بتوازن الساعة البيولوجية وانضباطها، حيث أظهرت الدراسات أن فترات نوم الناس انخفضت بساعة أو ساعتين عن المعدلات التي كانت منذ 60 عاما.
وقال الأستاذ بجامعة أوكسفورد راسيل فوستر، "نحاول التغلب على ساعتنا البيولوجية، إلا أن الاستمرار في ذلك طويلا قد يؤدي بنا إلى مشكلات صحية خطيرة”.
وأكد على أن هذه المشكلة أصبحت تتهدد المجتمع بأسره، ولا تقتصر على الموظفين فحسب، لما تتكبده الحكومات من خسائر جراء الغيابات أو تكاليف العلاج من الأمراض التي تسببها اضطرابات النوم.
وأوضح فوستر أن هذه المشكلة يواجهها المراهقون بشكل كبير، مؤكدا على أنه التقى بصغار يلجؤون إلى الأقراص المنومة التي يتناولها آباؤهم لتساعدهم على النوم بالليل، كما أنهم يتناولون المنشطات ليتمكنوا من الاستيقاظ في الصباح.
ويؤكد الأطباء أن اضطرابات النوم لا تقتصر على قلة ساعاته وإنما كثرتها أيضا تسبب العديد من الأمراض المزمنة الخطيرة.
قال يو لينج من جامعة كيمبردج البريطانية لرويترز هيلث إن عدة دراسات سابقة بحثت في فترات النوم ومخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية ووجدت أن كلا من الفترات القصيرة والطويلة على حد سواء يرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية، كما أن قصر فترات النوم يرتبط بانحسار هذه المخاطر ويرتبط طولها بزيادة هذه المخاطر.
وبحث لينج وزملاؤه بيانات من 9692 رجلا وامرأة تتراوح أعمارهم بين 42 و81 عاما ممن أدلوا ببيانات عن فترات نومهم بين عامي 1998-2000 و2002-2004 ورصدت حالات الإصابة بالسكتة الدماغية في مارس من عام 2009. وخلال فترة البحث التي استمرت 9.5 سنة حدثت 346 حالة إصابة بالسكتة الدماغية.
وجد الباحثون أنه بالنسبة لمن ينامون أكثر من ثماني ساعات يبلغ مؤشر خطر الإصابة بالسكتة الدماغية 1.46 أما من ينامون أقل من ست ساعات ليلا فتتزايد مخاطر الإصابة بالسكتة لديهم بنسبة 19 بالمئة.
ويزيد هذا المؤشر إلى 1.87 بالنسبة لمن هم أقل سنا في ما بلغ المؤشر أقصى درجة 3.75 لمن ينامون فترات تتغير من القصيرة إلى الطويلة.