على هامش "الزيارة"!!

حجم الخط

بقلم: حمدي فراج

 

سقط الكثيرون في تسمية ما قام به نتنياهو في الخليل ، على انه "زيارة" ، بما في ذلك وسائل اعلام عربية وفلسطينية وازنة، بالرغم من معرفة ان المفردة تحمل معاني ايجابية كالإطمئنان او التحابب او الشوق، ولا يمكن ان تكون بالاكراه، او من خلال قوة عسكرية باطشة مصحوبة بما يطلق عليه "نظام" منع التجول ، على الاماكن التي ستشملها "الزيارة"، بمن في ذلك الاطفال وحرمانهم الخروج الى ملعبهم ومرتعهم.

ومنذ اختراع الهواتف الثابتة والنقالة وتطبيقات التواصل المجانية المتعددة ، فإن لا أحد اليوم يزور الثاني بدون اتصال وموعد مسبق، بمن في ذلك الاخ وأخته والاب وابنه، فما بالكم بنتنياهو ومدينة الخليل؟

كانت اللفظة "زيارة" تخريجا اسرائيليا بحتا صائبا من وجهتهم، فالرجل رئيس وزراء "الدولة"، والخليل مدينة مقسمة قسمان، القسم الاول لليهود والقسم الثاني للعرب واليهود ، وفق اتفاقية الخليل التي وقعها رابين وعرفات عام 1995 من اراضي الضفة الغربية التي نقول نحن انها محتلة ويقولون هم انها متنازع عليها، وبعد مجيء ترامب قبل ثلاث سنوات اسقط مفردة "محتلة" بالمطلق ، كما اسقط مؤخرا كلمة فلسطين من خارطة الشرق الاوسط .

الذين سقطوا في "الزيارة" ، سقطوا ايضا في تحديد هدفها، من انه لاغراض انتخابية ، وكان بالضرورة ان يسقطوا في الثانية لطالما انهم سقطوا في الاولى ، رغم ان الزائر قال في المستهل بوضوح لا تنقصه البلاغة : اعتقدوا انهم اخرجونا منها، ولكن ها نحن نعود.

لم يقل : ها نحن نزور . وهنا لا بد من التساؤل : كبف يمكن ان يتسرب الى عقلنا انهم يبحثون عن الهيكل اسفل الاقصى، ولا يبحثون عن قبور ابراهيم واسحق ويعقوب وسارة في الحرم الابراهيمي الشريف. الخلاف الديني على الهيكل بين المسلمين واليهود مشرع، ويبدو انه سيظل كذلك حتى قيام الساعة ، لكنهم في الحرم الخليلي حول القبور المذكورة متفقون، وقد قسموه زمانيا عقب المجزرة التي نفذها ضابط برتبة حاخام، او حاخام برتبة ضابط، باروخ غولدشتاين، عندما قتل 39 مصليا في صلاة الفجر الرمضاني ، ما جعل رابين يقول انه يشعر بالعار مرتين ازاء هذه المجزرة، انه والسفاح ينتميان لنفس الدين، والمرة الثانية انه ضابط عسكري في "جيش الدفاع".

بعد وقوعنا في خطأي الزيارة وهدفها الانتخابي ، سيكون من غير المنطقي انتظار جماهير الخليل ان تهب في وجه "الزائر" الذي سيعيد الامور الى ما كانت عليه بمجرد انتهاء العملية الانتخابية .

كتب الصديق كمال هماش على صفحته: الاعتقاد ان وجود نتنياهو في الخليل جزء من لعبته الانتخابية تفكير بائس. استيقظوا من الخطاب السخيف، ونتنياهو كصهيوني لا يرانا.

وأختم بما كان الرئيس عباس قد صرح به يوما من انه لا يستطيع زيارة الخليل الا بتصريح!