انطلقت أعمال المؤتمر العربي الأول لصحة المرأة "تعزيز صحة المرأة لبلوغ أهداف التنمية المستدامة 2030"، اليوم الأربعاء، في جمهورية مصر العربية، برعاية رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي.
وتعقد المؤتمر المنظمة العربية للتنمية الإدارية، بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، والمجلس القومي للمرأة خلال الفترة من 11 – 12 سبتمبر 2019 في القاهرة.
بدوره، افتتح مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية،د. ناصر الهتلان القحطاني، المؤتمر بالقول: "تعقد المنظمة هذا المؤتمر في نسخته الأولى حرصا منها ومن شركاؤها العمل سوياً من أجل المساهمة في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك في المجال الصحي خاصة في موضوع المؤتمر وهو تعزيز صحة المرأة".
وأضاف: "لقد سعت العديد من الدول العربية إلى تعزيز قوانينها وأنظمتها وبرامجها وتوجيه كافة إمكاناتها للنهوض بصحة المرأة العربية وذلك في ضوء الارتباط الوثيق بين صحة المرأة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتفعيل دورها في بناء مجتمع صحي معاف يمتلك القدرة على تحمل أعباء ومسؤولية إدارة واستغلال الموارد وتحقيق التنمية".
وبيّن أنّ المنظمة تسعى من وراء عقد هذا المؤتمر إلى مناقشة آليات تمكين المرأة العربية صحيًا للنهوض بدورها المحوري في بناء الأسرة وصولاً إلى مجتمع صحي سليم ومعاف وتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030.
وأردف القحطاني: "من بين الأهداف التي يسعى المؤتمر إلى تحقيقها والمحاور والموضوعات التي يناقشها خلال جلساته التي تعتمد على الحوار البناء والتفاعل بين الخبراء والمشاركين بما يساهم في معالجة وطرح موضوع يهم المجتمعات العربية ألا وهو تحسين صحة المرأة والت تعد مطلبًا أساسياً في تعزيز التنمية والقدرة على الصمود وتحقيق أهداف التنمية المستدامة".
من جانبه قال المدير الإقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، د. لؤي شبانة:"تواجه النساء في المنطقة العربية تحديات صحية جمة ويعد ضمان الحياة الصحية وتحقيق الرفاهية للجميع أحد أهم عناصر التنمية المستدامة، إن الحق في الرعاية الصحية يجب أن يكون مكفول لجميع السكان، وللمرأة بصفة خاصة حيث تواجه المرأة تحديات حقيقية فيما يتعلق بالصحة الإنجابية وقدرتها على أن تحسن من صحتها وصحة أطفالها وتعد الصحة إلى جانب التمكين الاقتصادي من أهم التحديات التي تواجه المرأة على مستوى العالم بما في ذلك المنطقة العربية، التي تعاني من الأزمات الصحية المتتالية في مناطق الحروب حيث تواجه الأمهات والأطفال مخاطر صحية حقيقية، كالنقص الحاد في الطعام والمياه، وسوء التغذية لأما في باقي دول المنطقة فتواجه المرأة تحديات صحية مرتبطة بنقص المياه، وغياب نظم التأمينات الصحية الكفيلة بتوفير العلاج اللازم".
وتابع: "منطقتنا العربية وللأسف الشديد تعد موطنا لأكبر عدد من اللاجئين والنازحين داخلياً في العالم بما في ذلك البلدان التي تعاني من حالات الطوارئ التي طال امدها نثل سوريا والعراق والصومال والسودان وليبيا وفلسطين واليمن، الدول المستقرة نسبيا مثل الأردن ولبنان ومصر من جانبها لم تسلم من تبعات الأزمات وتستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين".
واستدرك: "لقد أجبرت النزاعات المستمرة في المنطقة الناس على الفرار من ديارهم بأعداد هائلة مما أدى إلى تدهور مؤشرات الصحة بصفة عامة والصحة الإنجابية بصفة خاصة ففي عام 2018 مثلا تم تقدير أعداد المحتاجين لمساعدات إنسانية ب60.8 مليون بما في ذلك حوالي 2.5 مليون امرأة حامل"، مُؤكّداً على ضرورة التركيز على الوصول إلى أكثر الفئات حرمانا باستخدام نهج قائم على حقوق الإنسان والتغطية الصحية الشاملة.
من جهتها، شدّدت مديرة برامج حماية وتعزيز الصحة - المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط – جمهورية مصر العربية، د. مها العدوي، في كلمتها على أنّ "تحسين صحة الأمهات يعد من الأولويات الرئيسة لمنظمة الصحة العالمية ونحن ندرك أن الشراكات أمر أساسي لضمان الاستجابة الفعالة لاحتياجات الرعاية الصحية للمرأة خاصة في ظل التحديات التي تؤثر على صحة المرأة في الإقليم ومنها تلك الأزمات التي تعد سمة مميزة لإقليمنا فنحن نعلم أن النساء معرضات بشدة للعواقب الصحية الناجمة عن حالات الطوارئ والنزاعات ولذلك هناك حاجة إلى مزيد من التنسيق والتعاون لتلبية الاحتياجات الصحية للنساء في الأوضاع الإنسانية وفي الوقت الذي تكون فيه الموارد شحيحيه لا نستطيع تحمل ازدواج الجهود ولا غنى لنا عن الدور الذي تضطلع به جميع القطاعات المعنية ومنها منظمات المجتمع المدني العاملة في مجال صحة الأمهات والصحة الإنجابية".
وأضافت: "سوف يتيح هذا المؤتمر فرصة عظيمة لنعيد تأكيد التزامنا بحماية وتعزيز صحة المرأة في الإقليم وأدعو جميع الدول العربية والشركاء إلى مواصلة العمل معا في تحقيق هذا الهدف النبيل".
وقال مدير إدارة الصحة والمساعدات الإنسانية – جامعة الدول العربية، د. سعيد الحاضي: إنّ "انعقاد المؤتمر العربي الأول لصحة المرأة يأتي منسجما مع توجهات مجلس وزراء الصحة العرب، الذي أكد في دورته العادية لعام 2017 على أعطاء الأولوية لموضوع صحة المرأة وصدر عن هذه الدورة إعلان القاهرة حول صحة المرأة العربية" صحتك هي أولويتنا الذي يؤكد على أن تحسين صحة المراة من شانه تحسين سلامة المجتمع بأكمله مما يضعنا جميعاً أمام التزامات جمة، لرفع الوعي الصحي المجتمعي بخدمات صحة المرأة للحث على تبني سلوكيات صحية شاملة من شأنها تقليل عوامل الإختطار وتحسين صحة المرأة لدى الدول العربية".
وألقى المحاضرة الرئيسية للمؤتمر، أستاذ الطب النفسي، وعضو المجلس الرئاسي الاستشاري لكبار علماء مصر عن "الصحة النفسية والبيولوجية للمرأة"، أ.د أحمد عكاشة، بالقول: "تشير الأبحاث المختلفة إلى أن المرأة في تكوينها الجسدي والنفسي أقوى من الرجال وبالرغم من انها تقوم بنجاح بكل أعمال الرجل إضافة إلى أنها تعمل كمربية لأولادها وتشرف على تعليمهم بالإضافة إلى القيام بأعمال المنزل تعاني من الامراض النفسية أكثر من الرجل فضلا عن أعباء الحمل والولادة والرضاعة إلا أنها مازالت أقوى من الرجل بيولوجيا".
وأوضح عكاشة: "طبقاً للدارسات الفسيولوجية وتشريح المخ فإنها أكثر واقعيةً عاطفياً وعقلياً من الرجل وأن الاتصال بين الفص الأيمن العاطفي والفص الأيسر العقلاني أكثر كثافة في المرأة عنه في الرجل كما تشير الإحصائيات العالمية بأنها تعيش أكثر من الرجل من 5 إلى 10 سنوات".
واستعرض عكاشة الجوانب الصحية والنفسية والبيولوجية للمرأة، خاصة في البلاد العربية ومدى تعرضها لعنف والتحرش والتمييز والإشارة إلى كفاءة وجدارة المرأة في تولي المناصب القيادية في العديد من البلدان العربية.
ويناقش المؤتمر سبعة محاور الوضع الراهن لإدارة منظومة صحة المرأة في الدول العربية وأثره على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، دور التثقيف الصحي والتوعية بالمخاطر الصحية السائدة في المجتمعات العربية في تعزيز صحة المرأة، قضايا الصحة الإنجابية في الدول العربية (وفيات الأمومة - الزواج المبكر)، والرعاية الصحية للمرأة في المراحل العمرية المختلفة، مؤشرات المتابعة والتقييم لبرامج صحة المرأة، بناء إدارة فاعلة لمنظومة برامج صحة المرأة العربية، دور المؤسسات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني في تعزيز برامج صحة المرأة.
يُذكر أنّ أعمال المؤتمر تحدث بها 30 خبير بحضور ومشاركة عربية واسعة من دولة الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، جمهورية مصر العربية، دولة الكويت، دولة قطر، جمهورية السودان، دولة اليمن، الجمهورية التونسية، المملكة المغربية.