نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية، تقريرا حول ما أثارته النسخة العبرية من تطبيق "جي بي أس وايز" من اتهامات؛ بسبب تحذيره المستخدمين من دخول المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية والأحياء العربية في البلدة القديمة بالقدس، وخاصة حي سلوان، ووادي الجز.
وجاء في التقرير أن السلطات الإسرائيلية قالت إن هذه التحذيرات أدرجت مؤخرا بعد تلقي السلطات الإسرائيلية شكاوى من الإسرائيليين حول تخوفهم من الدخول إلى المناطق الفلسطينية في القدس والضفة الغربية.
وقالت الصحيفة إن القائمين على إدارة التطبيق؛ قاموا بتغيير خريطة المدينة لأجل تفادي الأحياء الفلسطينية في ما يسمى بـ"القدس الشرقية"، مما اعتبره كثيرون اعتداء على مدينة القدس الموحدة منذ عام 1967.
وأضافت أن رواد أعمال شبابا؛ قاموا بتطوير هذه البرمجية شمال "تل أبيب"، ووضعوها في الخدمة عام 2008، واشترتها شركة غوغل بمبلغ يقارب المليار دولار، وقام 70 مليون مستخدم حول العالم بتنزيلها.
وتحتوي النسخة العبرية لهذا التطبيق على إعدادات خاصة بالجغرافيا المحلية. فمثلا؛ في الضفة الغربية، تقدم البرمجية مسارات تتفادى المناطق (أ) و(ب) التي يمنع على الإسرائيليين دخولها، وهي مناطق خاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية. في حين يسمح لرعايا الدول الأخرى بالدخول إليها، ويمكن لهم كذلك تعطيل ميزة تفادي المناطق الفلسطينية التي يقدمها التطبيق.
وقال التقرير إن ميزة تفادي المناطق الفلسطينية لم تثر قلقا أبدا، إلا حين قيام إدارة التطبيق بإضافة الأحياء الفلسطينية الواقعة في شرق القدس؛ إلى قائمة المناطق الواجب تفاديها.
واعتبرت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أن هذه الخطوة جاءت نتيجة شكوى لسائقين إسرائيليين؛ اعتبروا فيها أن الأحياء الفلسطينية في شرق القدس تهدد حياتهم.
وقالت "لوفيغارو" إن الناطق باسم إدارة هذا التطبيق؛ دعا السائقين الإسرائيليين إلى عدم عبور حي سلون ووادي الجز وأزقة البلدة القديمة، مؤكدا أن الشركة تعمل بالتنسيق مع الشرطة الإسرائيلية.
وأضاف التقرير أن الإعدادات التي أطلقتها البرمجية مؤخرا؛ أثارت غضب بعض أعضاء المجلس البلدي للمدينة المحتلة، حيث ندد أرييه كينغ، نائب المسؤول عن الأمن والمستوطنات اليهودية في الأحياء الفلسطينية شرق القدس، بهذا الإجراء، معتبرا أن هذه الخطوة علامة على تقسيم المدينة.
وذهب أرييه إلى أن القانون المطبق في "إسرائيل" لا يختلف عن القانون الذي يطبق في البلدة القديمة للقدس والضفة الغربية ورام الله، مشددا على أن الشرطة الإسرائيلية هي الجهة الوحيدة المخولة بتحديد أي الأماكن يمكن لليهود دخولها والتجوال أو عدم دخولها.
وقالت الصحيفة إن هذه العاصفة الصغيرة تزيد من حدة التقسيم الذي تشهده القدس منذ احتلالها قبل حوالي 48 عاما، خاصة وأن الفلسطينيين والمجتمع الدولي يرفضون الخطوة الأحادية الجانب التي أقدمت عليها "إسرائيل" بضم الجانب الشرقي من القدس إلى الأراضي الإسرائيلية.
ويقطن اليوم حوالي 200 ألف يهودي في "القدس الشرقية" داخل مستوطنات كبرى واسعة، وفي جيوب استيطانية تتواجد في الأحياء العربية.