أعلنت مصادر إعلامية عبرية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي زعم أنه اكتشف (17) نفقًا هجوميًا على حدود قطاع غزة، منذ إنشائه ما يسمى بـ"الجدار الأمني الذكي" المحيط بقطاع غزة.
ونقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، نقلت قناة "كان" العبرية، زعمهم أن جيش الاحتلال ووحدات الهندسة اكتشفوا أكثر من (17) نفقًا هجوميًا يجتاز السياج الفاصل منذ الشروع في إقامة الجدار الإلكتروني على حدود قطاع غزة.
وأشارت القناة العبرية، إلى أنه بعد مرور سنتين على حرب 2014 ضد قطاع غزة، "كشف تهديد الأنفاق التي تجتاز السياج مع قطاع غزة، وحينها تم إطلاق أحد أكبر المشاريع التي بادرت إليها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وهو إقامة العائق (الجدار) الذي من شأنه أن يضع حدا لأنفاق حماس ".
وبحسب المعلومات التي سمحت بنشرها الرقابة العسكرية الإسرائيلية، فإن آلاف العمال يعملون على مدار الساعة لإكمال المشروع، مستخدمين 100 آلة هندسية وحوالي 2.5 مليون طن من الباطون، ويمتد الجدار على طول 60 كيلومترا فوق الأرض وتحتها، وتم حتى الآن بناء 43 كيلومترا منه- 70% من المشروع؛ الذي يعتبر أحد أكبر المشاريع الهندسية التي تقوم بها "تل أبيب".
وأوضحت القناة، أنه "يعمل في المشروع حوالي 1400 عامل على مدار الساعة (900 في النهار و500 في الليل) ولمدة 6 أيام أسبوعيا، ومعظمهم من العمالة الوافدة من البرازيل وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا ومولدوفا.
وذكرت أن الجدار يستهلك حوالي 3 ملايين و100 ألف طن من التراب، و140 ألف طن من الحديد، منوهة إلى أنه تمت إقامة العديد من مصانع الباطون بالقرب من منطقة العمل لتزويد المشروع بهذه الكميات الهائلة.
وبينت أن الجدار الذكي، يبدأ من جنوب القطاع قرب مثلث الحدود (مصر - غزة - الأراضي المحتلة عام 1948) ويمتد شمالا حتى شاطئ البحر قرب "زيكيم" شمال قطاع غزة.
كما وأكد الإعلام العبري، على أن إسرائيل وصلت إلى مرحلة متقدمة في بناء "الجدار الأمني الذكي" والذي مهمته تحييد أنفاق المقاومة الفلسطينية التي تخترق الحدود.
ويزعم مسؤولون في وزارة أمن الاحتلال، أن إكمال مشروع "الجدار الأمني الذكي" من المتوقع أن يتم خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وأشارت إلى أنه يمكن عن قرب، مشاهدة السياج الفولاذي فوق الأرض، والذي يبلغ ارتفاعه 6 أمتار، و "تم تزويده بأجهزة استشعار وإنذار ووسائل تكنولوجية متقدمة أخرى لمراقبة الطرف الآخر، ولا يمكن الكشف عنها بطبيعة الحال".
وزعمت القناة، أن "لب مشروع الجدار، هو ما يحصل تحت الأرض، حيث يدخل لعمق عشرات الأمتار ويحتوي على أجهزة استشعار ومراقبة متطورة لا يمكننا الخوض في تفاصيلها"، منوهة أنه "لا يمكن الكشف عن العمق بدقة لأسباب أمنية".
وأشارت إلى أنه باستطاعة هذه الأجهزة التي تم تزوديها للجدار أن "تنذر عن محاولات حفر أنفاق في المناطق القريبة"، منوهة إلى أن التقديرات الإسرائيلي تشير بأنه مع استكمال الجدار "لن يكون بالإمكان حفر أنفاق تجتاز منطقة السياج الفاصل مع غزة".
وإضافة للجدار الذكي على الأرض، تعمل إسرائيل على بناء عائق أو جدار بحري على امتداد شاطئ "زيكيم" يمتد لمسافة 200 متر في عمق البحر في شمال القطاع، ويبلغ عرض قاعدته 50 مترا، وارتفاع الجدار فوقه 6 أمتار، وتم تجهيزه بحسب "كان"، بـ"أحدث الوسائل التكنولوجية لتتم تغطية المنطقة الحدودية بشكل كامل".
وبدروه، ذكر مدير المشروع البريغادير عيران أوفير، أن "العمل على هذا المشروع ينطوي على مخاطر، وجميع العاملين في المنطقة يرتدون السترات الواقية والخوذ أثناء العمل، كما تم إنشاء غرف قيادة ومراقبة إلكترونية في محيط القطاع".
وأفاد أوفير، بأن "الجدار هو الحل الأنسب للتهديدات الأمنية المنطلقة من غزة"، زاعما أنه "مع انتهاء المشروع لن تكون هناك أنفاق تجتاز السياج، وسيهدأ بال سكان الغلاف".
ومن جانبها، زعمت اللفتنانت كولونيل هداس أبو طبول، أن "حماس تحاول تشويش العمل على المشروع"، كاشفة عن وجود "قوات خاصة إسرائيلية تعمل على إحباط هذه المحاولات".
وذكر موقع "i24" الإسرائيلي، أن "الجهات الأمنية الإسرائيلية، تطلق على جدار "الباطون الذكي" الذي أقيم في باطن الأرض، اسم "كابا" وهو جدار خرساني استقرائي".
ونوه إلى أنه "لا يمكن تقديم معلومات مفصلة أكثر حوله، لكن من اسمه يمكن الاستنتاج أن هذا النوع من الباطون قادر على التحذير حول ما يحدث حوله".
وحول الانتهاء من مشروع الجدار، نبه الموقع أن "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية غير مستعدة لتحديد التاريخ المحتمل لإنهاء العمل على مشروع الجدار".
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي كان قد أعلن في يوليو 2019، اكتشاف نفق يتبع للمقاومة الفلسطينية جنوب قطاع غزة .
ويذكر أن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، قال في تصريح سابق، إن" بناء العائق التحت أرضي على الحدود مع قطاع غزة أدى إلى اكتشاف مسار نفق آخر في جنوب قطاع غزة".